ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[20 - 04 - 05, 06:00 م]ـ
- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - شعرات النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تطول وتتواجد في المولد
الغلو المذموم من مشايخ الصوفية والموالد ليس له حدود، ومن هذا الغلو ما ذكره النابلسي ونقله النبهاني فر حا به عنه: أن أحد علماء الهنود بالمدينة المنورة أخبره أن في بلاد الهند عند بعض الناس شعرات من شعر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ثم أخبر الشيخ الهندي النابلسي أن رجلا من الصالحين هناك ممن عنده شعرة من شعر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يخرجها وقت المولد كل سنة في التاسع من شهر ربيع الأول ويجتمع عنده ناس كثيرون ويعملون الصلوات على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والذِّكر والتواجد على ذلك، ثم يضعون الشعرة النبوية في إنا من ذهب فيه المسك والعنبر، وأخبره أن هذه الشعرة ربما تتحرك بنفسها تواجدا، وأنه رأى ذلك بنفسه، كما أخبره عن بعض من عنده بعض الشعرات، أنها تطول ويتوالد منها شعب. ثم عقب النابلس بعد هذه القصة الخرافية بقوله:
"وكل ذلك ليس بعجيب فإنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - له الحياة العظيمة الربانية السارية في جميع أجزائه الشريفة".
انظر الرحلة الحجازية (ص 368) وجواهر البحار (4/ 96).
قلت: هذا من التخريف والكذب على مقام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من الناقل والمخبر، فقد كانت بعض شعرات النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عند بعض الصحابة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - كأم سلمة كما في البخاري (اللباس ح 5896)، وأنس بن مالك كما في البخاري أيضا (الوضوء ح 170)، ومعاوية كما في السير للذهبي (3/ 158)، ومن التابعين عمر بن عبدالعزيز انظر الطبقات الكبرى (5/ 406)، فلم نسمع منهم أو ممن ذكر وجود الشعرات عندهم أن الشعرات حصل منها مثل هذا الهراء، ولا يخفى أن حياتهم اليومية كانت مليئة بذكر الله والصلاة على رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - طوال العام وربما وافق ليلة مولده - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والتي فيها إختلاف.
أثر قدم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ومشايخ المولد
درج مشايخ المولد والصوفية ومريدهم على الإعتقاد والتبرك ببعض الأثار التي لم تثبت صحة نسبتها للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك فتبركوا ببعض الأشعار المتعلقة بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رجاء بركتها وزعموا أن لها خواص في جلب نفع ودفع ضر كما سنوضحه عند ما نتطرق لقصيدة البردة.
ومما يزعمه مشايخ المولد والصوفية وجود أثر قدم للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على صخرة بيت المقدس، حيث زعم بعضهم تأثير مَشيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عليها كما ذهب إليه في تأيته:
وأثر في الأحجار مشيك ثم * لم يؤثر برمل أو ببطحاء رطبة
ذكره صاحب السيرة الحلبية (1/ 179).
وقد أحصى أحدهم أثار قدمه الشريفة بسبعة أثار في أماكن متفرقة هي: في بيت المقدس، ومتحف استنبول، ومسجد العباس في الطائف، وأربعة في مساجد في مصر: في مسجد أثر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ومسجد السلطان قايتباي المحمودي بالقاهرة ومسجد البدوي بطنطا. انظر كتاب أثار رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (ص 105).
وقفات
الأولى: هل هذه الأثار أحجار مشى عليها النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فأثرت فيها قدمه الشريفة فنقلت من مكة أو المدينة أو من المكان الذي مشى عليه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟؟ أو أنها نحت فنان حاكى قدمه الشريفة - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟
الثانية: زعم السبكي أن مشيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أثر في الأحجار دون الرمل زعم باطل، إذ لو صح هذا لتواتر نقله إلينا إذ هو مما لانخفى رؤيته ضرورة، ولعرف مكانه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في الغار وقت الهجرة، ولرؤيت هذه الأثار أثناء صعوده لجبل ثور للتعبد والخلوة، وأيضا أثناء صعوده لجبل أحد.
¥