تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة لِتَسْتَوُوا على ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ يعلمكم كيف تقولون إذا ركبتم في الفلك تقولون: بِسْمِ الله مَجْراها وَمُرْساها، إنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ، وإذا ركبتم الإبل قلتم: سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هَذَا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ، وإنَّا إلى رَبنَا لمُنْقَلِبُونَ ويعلمكم ما تقولون إذا نزلتم من الفلك والأنعام جميعا تقولون: اللهمّ أنزلنا منزلاً مباركا وأنت خير المنزلين.

حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه أنه كان إذا ركب قال: اللهمّ هذا من منِّك وفضلك، ثم يقول: سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هَذَا وَما كُنَّا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون (1)

2 - قال ابن كثير:

" وَجَعَلَ لَكُمْ مّنَ الْفُلْكِ " أي السفن " وَالاْنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ " أي ذللها لكم وسخرها ويسرها لأكلكم لحومها وشربكم ألبانها وركوبكم ظهورها، ولهذا قال جل وعلا: {لِتَسْتَوُواْ عَلَى? ظُهُورِهِ} أي لتستووا متمكنين مرتفعين {عَلَى? ظُهُورِهِ} أي على ظهور هذا الجنس {ثُمَّ تَذْكُرُواْ نِعْمَةَ رَبّكُمْ} أي فيما سخر لكم {إِذَا ?سْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ و َتَقُولُواْ سُبْحَـ?نَ ?لَّذِى سَخَّرَ لَنَا هَـ?ذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} أي مقاومين، ولولا تسخير الله لنا هذا ما قدرنا عليه (2)


_
1 - تفسير الطبري 11/ 170 ط. دار الكتب العلميه.
2 - تفسير ابن كثير 7/ 201
3 - تفسير القرطبي:

- قوله تعالى: {ثُمَّ تَذْكُرُواْ نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ} أي ركبتم عليه وذِكر النعمة هو الحمد لله على تسخير ذلك لنا في البر والبحر. {وَتَقُولُواْ سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا} أي ذلّل لنا هذا المركب. وفي قراءة عليّ بن أبي طالب «سُبْحَانَ مَنْ سَخَّرَ لَنَا هَذَا». {وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} أي مطيقين؛ في قول ابن عباس والكلبي.
ثم قال: علمنا الله سبحانه ما نقول إذا ركبنا الدواب، وعرّفنا في آية أخرى على لسان نوح عليه السلام ما نقول إذا ركبنا السفن؛ وهي قوله تعالى: {وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} فكم من راكب دابة عثرت به أو شَمَسَت أو تَقَحّمت أو طاح من ظهرها فهلك. وكم من راكبين في سفينة انكسرت بهم فغرِقوا. فلما كان الركوب مباشرةَ أمرٍ محظور واتصالاً بأسباب من أسباب التلف أمر ألاّ ينسى عند اتصاله به يومه، وأنه هالك لا محالة فمنقلب إلى الله عز وجل غير منفلت من قضائه. ولا يدع ذكر ذلك بقلبه ولسانه حتى يكون مستعداً للقاء الله بإصلاحه من نفسه. والحذر من أن يكون ركوبه ذلك من أسباب موته في علم الله وهو غافل عنه. (1)
4 - قال الشنقيطي:

- وقوله: {إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ} راجع إلى لفظ ما في قوله: {وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنَ الْفُلْكِ وَالاٌّنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ}. قوله تعالى: {وَتَقُولُواْ سُبْحَانَ الَّذِى سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ}. يعني جل وعلا أنه جعل لبني آدم ما يركبونه من الفلك التي هي السفن، ومن الأنعام ليستووا أي يرتفعوا معتدلين على ظهوره ثم يذكروا في قلوبهم نعمة ربهم عليهم بتلك المركوبات ثم يقولوا بألسنتهم مع تفهم معنى ما يقولون {سُبْحَانَ الَّذِى سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ}.
وقوله: «سبحان» قد قدمنا في أول سورة بني إسرائيل معناه، بإيضاح وأنه يدل على تنزيه الله جل وعلا أكمل التنزيه وأتمه عن كل ما لا يليق بكماله وجلاله والإشارة في قوله {هَذَا} راجعة إلى لفظ {مَا} من قوله:

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير