" كتب عمر بن عبد العزيز: أما بعد: فإن أناسا من الناس التمسوا الدنيا بعمل الآخرة، وإن أناسا من القصاص قد أحدثوا من الصلاة على خلفائهم وأمرائهم عدل صلاتهم على النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا أتاك كتابي هذا فمرهم أن تكون صلاتهم على النبيين ودعاؤهم للمسلمين عامة، ويدعون ما سوى ذلك".
2 - وقال الشافعي رحمه الله في (الأم 1/ 203):
بعد أن ذكر أنه يقتصر في الخطبه بحمد الله والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم والعظة والقراءة ولا يزيد على ذلك:
قال: أخبرنا عبد المجيد عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: ما الذي أرى الناس يدعون به في الخطبة يومئذ؟ أبلغك عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عمن بعد النبي عليه الصلاة والسلام؟.
قال: لا، إنما أحدث، إنما كانت الخطبة تذكيرا.
قال الشافعي: فإن دعا لأحد بعينه، أو على أحد كرهته "اهـ.
3 - وبوّب البيهقي رحمه الله في سننه (3/ 217) في (أبواب آداب الخطبة) باباً سماه: (باب ما يكره من الدعاء لأحد بعينه أو على أحد بعينه في الخطبة)، ثم نقل فيه بإسناده عن الشافعي الأثر السابق عن عطاء، ثم روى بإسناده أن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه كتب: أن لا يسمى أحد في الدعاء.
4 - وقد نقل ابن قدامة رحمه الله في المغني (2/ 79) عن القاضي أبي يعلى أنه قال لا يستحب الدعاء للسلطان لأن عطاء قال: هو محدث.
5 - وقال ابن حزم رحمه الله في (المحلى 3/ 270):
"أما إذا أدخل الإمام في خطبته مدح من لا حاجة بالمسلمين إلى مدحه , أو دعاء فيه بغي وفضول من القول , أو ذم من لا يستحق -: فليس هذا من الخطبة , فلا يجوز الإنصات لذلك , بل تغييره واجب إن أمكن:
روينا من طريق سفيان الثوري عن مجالد قال: رأيت الشعبي , وأبا بردة بن أبي موسى الأشعري يتكلمان والحجاج يخطب حين قال: لعن الله ولعن الله , فقلت: أتتكلمان في الخطبة؟ فقالا: لم نؤمر بأن ننصت لهذا؟ وعن المعتمر بن سليمان التيمي عن إسماعيل بن أبي خالد قال: رأيت إبراهيم النخعي يتكلم والإمام يخطب زمن الحجاج؟ ".
6 - ونقل البرزلي – كما في شرح الخرشي لمختصر خليل (2/ 89) - عن ابن العربي أنه قال:
" رأيت الزهاد بمدينة النبي صلى الله عليه وسلم والكوفة إذا بلغ الإمام الدعاء للأمراء أو أهل الدنيا قاموا فصلوا، ويتكلمون مع جلسائهم فيما يحتاجون إليه من أمرهم أو في علم، ولا يصغون إليهم ; لأنه لغو".
7 - وقال النووي رحمه الله المجموع (4/ 391):
"أما الدعاء للسلطان فاتفق أصحابنا على أنه لا يجب , ولا يستحب , وظاهر كلام المصنف وغيره أنه بدعة , إما مكروه وإما خلاف الأولى , هذا إذا دعا له بعينه , فأما الدعاء لأئمة المسلمين وولاة أمورهم بالصلاح والإعانة على الحق والقيام بالعدل ونحو ذلك , ولجيوش الإسلام فمستحب بالاتفاق , والمختار أنه لا بأس بالدعاء للسلطان بعينه إذا لم يكن مجازفة في وصفه ونحوها , والله أعلم ".
8 - وذكر الشاطبي رحمه الله أن الدعاء للخلفاء في الخطب من المحدثات في أول كتابه الاعتصام، والكتاب ليس بين يدي الآن.
9 - وقال ابن حجر رحمه الله (فتح الباري) 2/ 415:
"وقد استثنى من الانصات في الخطبة ما إذا انتهى الخطيب إلى كل ما لم يشرع مثل: الدعاء للسلطان مثلا، بل جزم صاحب المهذب بان الدعاء للسلطان مكروه، وقال النووي: محله ما إذا جازف وإلا فالدعاء لولاة الأمور مطلوب أه، ومحل الترك إذا لم يخف الضرر، وإلا فيباح للخطيب إذا خشي على نفسه والله أعلم".
10 - وقال ابن نجيم الحنفي رحمه الله البحر الرائق 2/ 160
" لهذا اختار بعضهم أن الخطيب ما دام في الحمد والمواعظ فعليهم الاستماع، فإذا أخذ في مدح الظلمة والثناء عليهم فلا بأس بالكلام حينئذ، وحكي في الظهيرية والخانية: عن إبراهيم النخعي وإبراهيم بن مهاجر أنهما كانا يتكلمان وقت الخطبة، فقيل لإبراهيم النخعي في ذلك فقال: إني صليت الظهر في داري ثم رحت إلى الجمعة تقية .... ، في السراج الوهاج: وأما الدعاء للسلطان في الخطبة فلا يستحب؛ لما روي أن عطاء سئل عن ذلك فقال: إنه محدث , وإنما كانت الخطبة تذكيرا".
لذلك فالأولى للمسلم أن يبحث عمن لا يدعو في خطبته بالمحدثات، والله تعالى أعلم.
http://www.al-fhd.com/vb/showthread.php?s=&threadid=394
ـ[الجواب القاطع]ــــــــ[13 - 05 - 03, 01:11 ص]ـ
وههنا مسألة المسائل، وقضية القضايا؟!
ولكنها ليست محل بحث؛ لأنَّ حكمها ظاهرٌ للعيان!
وهي مدح السلطان على المنابر، وقد يكون مدحاً كاذباً مبالغاً فيه؛ بقصد المصلحة! زعموا!
وفرق بين الدعاء والمدح؟؟!! نعوذ بالله من النفاق.
&&&&&&&& ((اللهم سدِّد)) &&&&&&&
ـ[أبو عبد الحليم]ــــــــ[13 - 05 - 03, 09:21 م]ـ
مسألة: الدعاء للسلطان الظالم بالبقاء وطول العمر ونحو ذلك:
روي في ذلك أثر، لفظه: ((من دعا لظالم بالبقاء فقد أحب أن يعصى الله)).
روي من قول غير واحد من السلف منهم: الحسن البصري، وسفيان الثوري، ويوسف بن أسباط:
أولاً أثر الحسن البصري:
أخرجه البيهقي في الشعب (9432)، وابن أبي الدنيا في الصمت (231) و في الغيبة والنميمة (94) من طريقين عن عبيد الله بن عمرو الرقي قال: سمعت يونس بن عبيد، يقول سمعت الحسن به.
ثانياً أثر سفيان الثوري:
أخرجه أبو نعيم في الحلية 7/ 46 في ترجمة سفيان الثوري.
ثالثاً أثر يوسف بن أسباط:
أخرجه أبو بكر المروذي في الورع ص 97، وأبو نعيم في الحلية 8/ 240.
¥