تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والقول الثالث أنه يعلمها قبل حدوثها ويعلمها بعلم آخر حين وجودها وهذا قد حكاه المتكلمون كأبي المعالي عن جهم فقالوا إنه ذهب إلى إثبات علوم حادثة لله تعالى وقال البارىء عالم لنفسه وقد كان في الأزل عالما بنفسه وبما سيكون فإذا خلق العالم وتجددت المعلومات أحدث لنفسه علوما بها يعلم المعلومات الحادثة ثم العلوم تتعاقب حسب تعاقب المعلومات في وقوعها متقدمة عليها أي العلوم متقدمة على الحوادث وذكروا أنه قال إنها في غير محل نظير ما قالت المعتزلة البصرية في الإرادة وهذا القول وإن كان قد احتج عليه بما في القرآن من قوله {ليعلم} فتلك النصوص لا تدل على هذا القول فإن هذا القول مضمونة تجدد علم قبل الحدوث والذي في القرآن إنما ذكروا دلالته على ما بعد الوجود وهذا قولان متغايران وإنما يحتج عليه بمثل قوله في حديث أبرص وأقرع وأعمى بدا لله أن يبتليهم وليس هذا بداء يخالف العلم القديم كما قاله بعض غلاة الرافضة وكذلك أبو الحسين البصري قال بإثبات علوم متجددة في ذات الله بحسب تجدد المعلومات وكذلك أبو البركات صاحب المعتبر الإمام في الفلسفة قال بتجدد علوم وإرادات له وذكر أن إلهيته لهذا العالم لا تصح إلا مع هذا القول وكذلك أبو عبدالله الرازي يميل إلى هذا القول في المطالب العالية وغيرها اهـ جامع الرسائل ج 1 ص179 - 181

وقال الزركشي في البحر المحيط في أصول الفقه ج 3 ص 151

فائدة تحقيق لغوي في لفظ البداء:

حكى ابن الفارض المعتزلي في كتاب النكت عن بعضهم أن لفظ البداء غير صحيح في اللغة وإنما هو البدو من بدا الشيء يبدو بدوا وبدوا إذا ظهر قال ابن الصلاح في فوائد رحلته وهذا ليس بصحيح فقد أورد هذا اللفظ ابن دريد في قصيدته في الممدود والمقصور فقال توصى وعقلك في بدا فكذاك رأيك ذو بداء قال التبريزي البدا المقصور موضع وقيل إنه بغير ألف ولام والبداء الممدود من قولهم بدا لي في الأمر تريد تغير رأيي فيه عما كان قلت وحكاه صاحب المحكم عن سيبويه فقال بدا الشيء يبدو بدوا وبدوا وبداء الأخيرة عن سيبويه وفي صحاح الجوهري بدا له في هذا الأمر بداء ممدود وقد نبه عليه أبو محمد بن بري فقال صوابه بداء بالرفع لأنه الفاعل وقال السهيلي في الروض المصدر البدو والبدو والاسم البداء ولا يقال في المصدر بدا له بدو كما لا يقال ظهر له ظهور بالرفع لأن الذي يظهر ويبدو هاهنا هو الاسم نحو البداء قال ومن أجل أن البدو الظهور كان البداء في وصف البارئ سبحانه محالا لأنه لا يبدو له شيء كان غائبا عنه وقد يجيء بدا بمعنى أراد مجازا كحديث البخاري في الثلاثة الأقرع والأعمى والأبرص وأنه صلى الله عليه وسلم قال بدا لله أن يبتليهم تنبيه منع بعض الحنفية إطلاق لفظ التبديل على النسخ فإنه رفع الحكم المنسوخ وإقامة الناسخ مقامه وذلك يوهم البداء وهو محجوج بقوله تعالى وإذا بدلنا آية مكان آية اهـ

ويراجع: خزانة الأدب ج 9 ص 216 لعبد القادر البغدادي

ـ[أبو سهيل بن مهدي]ــــــــ[23 - 05 - 09, 12:31 ص]ـ

جزاكم الله خيرًا.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير