ـ[حارث همام]ــــــــ[12 - 12 - 02, 10:25 ص]ـ
جزاك الله خيراً، نعم أخطأتُ، وأصبتَ في تعقيبك، وإنما الإنسان للوهم كالغرض للسهم، فقد أردت المغني في الضعفاء للذهبي.
ولكن أخي الكريم .. يبعد خلط الذهبي أيضاً، ففي غير موضع كما ترى ينقل الذهبي عن الدارقطني قوله: "متروك". وقد بدا لي أن هذا ما قاله الدارقطني في التجيبي، ففي سؤالات البرقاني 1/ 34 (عن ألفية التراث): "وسألته عن سالم بن غيلان يروي عنه ابن وهب، فقال: بصري متروك". ولم يذكر سالم بن عبدالأعلى والله أعلم. أما قوله بصري فلعله تصحيف فهو مصري، والآخر كوفي.
فظهر بذلك أن المقصود سالم بن غيلان التجيبي فهو الذي يروي عنه ابن وهب. أما ابن عبدالأعلى فقد ذكرو سبعة رووا عنه ليس فيهم ابن وهب وعامة من يروي عنه أهل الكوفة وليس ابن وهب منهم. [انظر الكامل في الضعفاء 3/ 342، والضعفاء لأبي نعيم ص89، والمجروحين لابن حبان ص342].
أما حكم الدارقطني على سالم بن عبدالأعلى فاستفيد من نقل ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين 1/ 308 قول الدارقطني في سالم بن عبدالأعلى فقال: "منكر الحديث". ولعله أخذه عن الضعفاء والمتروكين الذي حكاه البرقاني وليس عندي. فلو راجعته أخي الكريم وذكرت نص الإمام الدارقطني أكن لك شاكراً.
======================================
وللفائدة: حاصل ما قيل في سالم بن غيلان ما يلي:
القول الأول: متروك، وهو قول:
1 - الدارقطني (سؤلات البرقاني ص34).
القول الثاني: مجهول، وهو قول:
1 - ابن حزم (المحلى 11/ 267).
2 - وقول أبو حاتم من قبله فقد قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 4/ 134: "سليمان بن أبي عثمان التجيبي روى عن حاتم بن عدي عنه سالم بن غيلان، سمعت أبي يقول: هؤلاء مجهولون".
3 - بل الظاهر أنه قول البخاري أيضاً فقد قال في التاريخ الكبير 4/ 29: "سليمان بن أبي عثمان التجيبي، عن حاتم بن عدي، روى عنه سالم بن غيلان، إسناده مجهول" فحكم على الإسناد بأنه مجهول ومن جملته سالم بن غيلان.
القول الثالث: لا بأس به أو صدوق، وهو قول:
1 - عن أحمد (الجرح والتعديل 4/ 187).
2 - وأبي داود (سؤلات الآجري ص334).
3 - والنسائي أنه لا بأس به (ميزان الاعتدال 3/ 167 وانظر تهذيب التهذيب 3/ 183).
4 - وقال الذهبي في الكاشف (1/ 423): "صدوق".
القول الرابع: ثقة، وهو قول:
1 - العجلي (معرفة الثقات 1/ 383).
2 - وذكره ابن حبان في الثقات (6/ 409).
3 - الهيثمي كما في مجمع الزوائد عند حديث (إن المسلم إذا لقي أخاه المسلم فأخذ بيده .. ) [عن موقع الوراق].
4 - الحاكم في المستدرك 4/ 143 ذكر حديثه وقال صحيح الإسناد ..
أما القول الثاني بأنه مجهول، فهو بعيد وإن قال به أئمة أجلاء، ومما يرجح قول مخالفيهم من أندادهم أن سالم روى عنه الثقات كعبيد الله بن عمر القواريري، وابن وهب أعني أبا محمد عبدالله بن وهب بن مسلم، وحيوة بن شريح، وروى عنه من دونهم كسماك بن حرب، وروى عنه غيرهم، والراوي إذا روى عنه ثقتان خرج بهما عن حد الجهالة أو كانت جهالته يسيرة [انظر السير 12/ 281 و12/ 574 و كذلك ميزان الاعتدال 3/ 404 و 6/ 166 و 7/ 141 و 8/ 165 و 8/ 194 ولسان الميزان 1/ 14 و 6/ 226 وكذلك تهذيب التهذيب 7/ 214 وكذلك تهذيب الكمال 26/ 627].
أما الدارقطني فقد انفرد بزعم أنه متروك وخالفه من هو أشد منه نقداً للرجال، مع جماعة من جبال هذا العلم.
فتعين المصير إلى قول المتوسطين ممن لم يعرفوا بتساهل في توثيق الرجال ولا بتعنت في نقدهم.
ـ[ابن أبي شيبة]ــــــــ[12 - 12 - 02, 02:00 م]ـ
بارك الله فيك أخي حارث وهمام على هذا التعقيب المفيد، وكما ذكرتُ في السابق أن سؤالات البرقاني ليست عندي ولكن لما ذكرت أنه قال في سؤالاته أن سالم بن غيلان شيخ لابن وهب تبين جليا أن الدار قطني يقصده ولا يقصد الآخر.
أما بالنسبة لسالم بن عبد الاعلى فقد ذكره الدار قطني في كتابه الضعفاء والمتروكين برقم 259 دون ذكر حكم عليه ولكن في مقدمة الكتاب أن كل من ذكر في الكتاب قد اتفق عليه البرقاني والدار قطني وابن حمكان على أنهم متروكون، والله أعلم
وشكرا جزيلا أخي على هذا النقاش الراقي.