ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 11 - 06, 08:37 م]ـ
قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى:
(سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ)
السيما العلامة , وفيها لغتان: المد والقصر , أي لاحت علامات التهجد بالليل وأمارات السهر.
وفي سنن ابن ماجه قال: حدثنا إسماعيل بن محمد الطلحي قال حدثنا ثابت بن موسى أبو يزيد عن شريك عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار]. وقال ابن العربي: ودسه قوم في حديث النبي صلى الله عليه وسلم على وجه الغلط , وليس عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه ذكر بحرف.
وقد روى ابن وهب عن مالك " سيماهم في وجوههم من أثر السجود " ذلك مما يتعلق بجباههم من الأرض عند السجود , وبه قال سعيد بن جبير.
وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: صلى صبيحة إحدى وعشرين من رمضان وقد وكف المسجد وكان على عريش , فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم من صلاته وعلى جبهته وأرنبته أثر الماء والطين.
وقال الحسن: هو بياض يكون في الوجه يوم القيامة.
وقاله سعيد بن جبير أيضا , ورواه العوفي عن ابن عباس ; قاله الزهري.
وفي الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة , وفيه: [حتى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد وأراد أن يخرج برحمته من أراد من أهل النار أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئا ممن أراد الله أن يرحمه ممن يقول لا إله إلا الله فيعرفونهم في النار بأثر السجود تأكل النار ابن آدم إلا أثر السجود حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود].
وقال شهر بن حوشب: يكون موضع السجود من وجوههم كالقمر ليلة البدر.
وقال ابن عباس ومجاهد: السيما في الدنيا وهو السمت الحسن.
وعن مجاهد أيضا: هو الخشوع والتواضع.
قال منصور: سألت مجاهدا عن قوله تعالى: " سيماهم في وجوههم " أهو أثر يكون بين عيني الرجل؟ قال لا , ربما يكون بين عيني الرجل مثل ركبة العنز وهو أقسى قلبا من الحجارة ولكنه نور في وجوههم من الخشوع.
وقال ابن جريج: هو الوقار والبهاء.
وقال شمر بن عطية: هو صفرة الوجه من قيام الليل.
قال الحسن: إذا رأيتهم حسبتهم مرضى وما هم بمرضى.
وقال الضحاك: أما إنه ليس بالندب في وجوههم ولكنه الصفرة.
وقال سفيان الثوري: يصلون بالليل فإذا أصبحوا رئي ذلك في وجوههم , بيانه قوله صلى الله عليه وسلم: [من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار]. وقد مضى القول فيه آنفا.
وقال عطاء الخراساني: دخل في هذه الآية كل من حافظ على الصلوات الخمس.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[17 - 11 - 06, 02:25 ص]ـ
ماذا عن العلامة في جبهة المصلي من أثر السجودسؤال:
السؤال:
عندما يصلي المسلم وتلمس جبهته الأرض تصبح سوداء من كثرة السجود، ألا يجعل ذلك نفسية المسلم أن تميل للتفاخر والرياء والرغبة في الحصول على ثناء الآخرين ومدحهم، فهل على المسلم أن يسجد ببطء وبدون إطالة أم يطيل في سجوده؟.
الجواب:
الجواب:
الحمد لله
أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإتمام الركوع والسجود.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " أَتِمُّوا الركوع والسجود فوالذي نفسي بيده إني لأراكم من بعد ظهري إذا ما ركعتم وإذا ما سجدتم. رواه البخاري (6268) ومسلم (425).
ومن إتمام الركوع والسجود: الاطمئنان فيهما.
عن أبي هريرة أن رجلا دخل المسجد فصلَّى ورسول الله صلى الله عليه وسلم في ناحية من المسجد فجاء فسلَّم فقال: وعليك فارجع فصلِّ فإنك لم تصلِّ، فرجع فصلى، ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: وعليك فارجع فصل فإنك لم تصل بعدُ قال في الثالثة: فعلِّمْني يا رسول الله، قال: إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبِّر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعاً ثم ارفع حتى تطمئن قائماً ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً ثم ارفع رأسك حتى تستوي قاعداً ثم افعل ذلك في صلاتك كلها. رواه البخاري (724) ومسلم (397).
وقد جُعل عدم الإتمام للركوع والسجود مُبطِلاً للصلاة.
¥