تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وينعت بالخير واليمن. ونعته بالخير تيمن وتفاؤل لأنه كان في الجاهلية شهرا من شهور النحس. واختلفوا في وجه التسمية. يقول البيروني " ... وسمي صفر صفرا لوباء كان يعتريهم فيمرضون، وتصفر ألوانهم ". أما النويري فيقول: " ... كانوا يغيرون على الصفرية وهي بلاد ... " ويقول المسعودي: " ... وصفر لأسواق كانت باليمن تسمى الصفرية وكانوا يمتارون (أي يتاجرون) فيها، ومن تخلف عنها هلك جوعا ". وغيرهم يشتق الاسم من فكرة الخلو والفراغ، فقد جاء في اللسان (تحت مادة صفر) " عن رؤبة أنه قال سموا الشهر صفرا لأنهم كانوا يغزون فيه القبائل فيتركون من أغاروا عليه صفرا من المتاع ".

وقد ذُكر في سبب تسميته ثلاثة أوجه، هي:

(أ) الاصفرار.

(ب) الصفير ومنها عصفور وهو في الأشورية ( issuru ) وفي السريانية (صفرا).

(ج) الخلو والفراغ ومنها الصفر.

ولعل الراجح أن وجه التسمية قائم على فكرة الاصفرار كما ذكر سابقا. فإذا كان المحرم يسمى، كما يقول مؤرخو العرب في الجاهلية صفرا، فظاهر أن التحريم لغاية زراعية هى حلول وقت الحصاد.

3 - ربيع الأول والآخر:

وينعت هذا الشهر بالشريف، فيقال ربيع الأول الشريف. وللعرب ربيعان: ربيع شهور وربيع زمان. وربيعهم الزمني اثنان؛ فقد جاء في الصحاح " والربيع عند العرب ربيعان: ربيع الشهور وربيع الأزمنة. فربيع الشهور شهران بعد صفر. ولا يقال فيه إلا شهر ربيع الأول وشهر ربيع الثاني. وأما ربيع الأزمنة فربيعان: الربيع الأول وهو الفصل الذي تأتي فيه الكمأة والنور وهو ربيع الكلأ، والربيع الثاني وهو الفصل الذي تدرك فيه الثمار، وفي الناس من يسميه الربيع الأول. والعرب تجعل السنة ستة أزمنة، شهران منها الربيع الأول، وشهران صيف، وشهران قيظ، وشهران ربيع الثاني، وشهران خريف، وشهران شتاء ". والواقع أن هذين الشهرين كانا يقعان في السنة العربية الشمسية القديمة، بين منتصف تشرين الأول، ومنتصف كانون الأول. وقد سميا بالربيع لسقوط بعض الأمطار وظهور العشب. يقول البيروني " … وشهرا الربيع للزهر والأنوار وتواتر الأندية والأمطار ".

إن مادة " ربع " (ربض) - والضاد تقلب عينا في الآرامية - من المواد التي يصعب التحقق من معناها الأول. إذ إن هناك ثلاث أشياء يعبر عنها هذا الجذر الثلاثي وهي:

(أ) الرقم (4)

(ب) العشب والخصب، ومنها الربيع الفصل أو مطره.

(ج) الإقامة والربض (ومنها المربع والربع).

فأيهما المعنى الأصيل؟ المعنى الأصيل هو العشب حياة الإبل وسائر الماشية التي يعتمدها ساكن الصحراء. ثم فكرة " الربض " أو " الارتباع " حيث العشب، ومن ثم المطر، لأن لا عشب بدون مطر. وأخيرا الربيع الفصل (وهو فصل الخريف اليوم). بقي أن نجد تعليلا لاسم الرقم 4. ويظن أن أسماء الأعداد مشتقة من استخدام الأصابع، لأن الإنسان كان يعد أولا على أصابعه، أو كان يستخدمها للإشارة إلى العدد. فيكون اسم العدد 4 في العربية بقية باقية من اللغة الأصيلة التي منها تفرعت الشعبتان: السامية والحامية. وعلى هذا يكون الشهر قد سمي بالعشب والخضار والمطر. وفي اللغة العربية الدارجة لا نزال نستعمل " ربيع " بمعنى عشب ونشتق منها فعلا فنقول " ربع " الحيوان، أي أكل العشب.

4 - جمادى الأولى والآخرة:

وكانوا يقولون، في الجاهلية، جمادى ستة وجمادى خمسة. أما جمادى ستة فهي جمادى الآخرة، لأنها تمام ستة أشهر من أول السنة، وجمادى خمسة هي جمادى الأولى، وهي الخامسة من أول شهور السنة ويقول أبو حنيفة: " ... جمادى عند العرب الشتاء كله، في جمادى كان الشتاء أو في غيرها ... ". ويقال في جمادى جمدى وهي لغة. أما صرفيا فاللفظة فعالى من " جمد " فهي مؤنثة، أما إذا جاءت مذكرة فإنما تذكيرها نسبة إلى الشهر. وظاهر أن التسمية من الجمد، والجمد هو الثلج وما جمد من ماء، لأنهما كانا يقعان في السنة الشمسية العربية القديمة في معظم البرد (من منتصف كانون الأول إلى منتصف شباط). ومادة " جمد " سامية مشتركة تفيد الصلابة والقوة، ومنها أخذت فكرة " جمد " الماء.

5 - رجب:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير