تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فالإرادة الكونية هي المشيئة لما خلقه وجميع مخلوقاته داخلة في مشيئته وإرادته الكونية.

· قال الشيخ الفوزان في شرحه على المسائل:- أقسام الناس مع القدر:-

1 - يثبت القدر وينفي الشرع (الجبرية).

2 - يثبت الشرع وينفي القدر (القدرية).

3 - يثبت الشرع ويثبت القدر ويزعم أن بينهما تناقض (المشركون).

4 - يثبت القدر والشرع وليس بينهما أي تعارض أو تناقض (أهل السنة).

السادسة والأربعون: مسبة الدهر , كقولهم: (وما يهلكنا إلا الدهر) [الجاثية: 24].

- سبه سبا: شتمه: السُّبة العار.

- الدهر: الزمن الطويل , والأمد الممدود.

· يقال الدَّهري , وأما الدُّهري: فهذا خلاف القياس.

المراد بهذه المسألة: أنهم يسبون الدهر و فإذا وقع بهم سوء قالوا هذا زمن سوء , يا خيبة الدهر ,وكذلك فإنهم ينسبون الحوادث للدهر , وهو مخلوق لا يجوز نسب الحاودث له.

(وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ) قال ابن كثير في تفسيره: يخبر تعالى عن قول الدهرية من الكفار ومن وافقهم من مشركي العرب في إنكار المعاد: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا} , أي: ما ثم إلا هذه الدار، يموت قوم ويعيش آخرون وما ثم معاد ولا قيامة وهذا يقوله مشركو العرب المنكرون للمعاد، ويقوله الفلاسفة الإلهيون منهم، وهم ينكرون البداءة والرجعة، ويقوله الفلاسفة الدهرية الدورية المنكرون للصانع المعتقدون أن في كل ستة وثلاثين ألف سنة يعود كل شيء إلى ما كان عليه. وزعموا أن هذا قد تكرر مرات لا تتناهى، فكابروا المعقول وكذبوا المنقول، ولهذا قالوا {وَمَا يُهْلِكُنَا إِلا الدَّهْرُ} قال الله تعالى: {وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلا يَظُنُّونَ} أي: يتوهمون ويتخيلون.

قال القرطبي (16/ 171): " قوله تعالى:" وَقالُوا ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا" هذا إنكار منهم للآخرة وتكذيب للبعث وإبطال للجزاء. ومعنى" نَمُوتُ وَنَحْيا" أي نموت نحن وتحيا أولادنا، قاله الكلبي. وقرى" وَنَحْيا" بضم النون. وقيل: يموت بعضنا ويحيا بعضنا. وقيل: فيه تقديم وتأخير، أي نحيا ونموت، وهي قراءة ابن مسعود." وما يهلكنا إلا الدهر" قال مجاهد: يعني السنين والأيام. وقال قتادة: إلا العمر، والمعنى واحد ".ا.هـ.

قال الشافعي: "لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر , كانت العرب في جاهليتها إذا أصابتهم شدة أو بلاء قالوا يا خيبة الدهر.

· غلط ابن حزم ومن نحى نحوه من الظاهرية لعدهم الدهر من أسماؤه سبحانه وتعالى.

· قال الشيخ بكر أبو زيد في المناهي الفظية (3/ 27):" وفي حديث آخر: ((لا يقولن أحدكم: يا خيبة الدهر)).

· في هذا ثلاث مفاسد عظيمة:

إحداها: سبه من ليس بأهل أن يُسب، فإن الدهر خَلْقٌ مسخر من خلق الله، منقاد لأمره، مذلل لتسخيره، فسابُّه أولى بالذم والسب منه.

الثانية: أن سبه متضمن للشرك، فإنه إنما سبه لظنه أنه يضر وينفع، وأنه مع ذلك ظالم قد ضر من لا يستحق الضرر، وأعطى من لا يستحق العطاء، ورفع من لا يستحق الرفعة، وحرم من لا يستحق الحرمان، وهو عند شاتميه من أظلم الظلمة، وأشعار هؤلاء الظلمة الخونة في سبه كثيرة جداً. وكثير من الجهَّال يُصرح بلعنه وتقبيحه.

الثالثة: أن السب منهم إنما يقع على من فعل هذه الأفعال التي لو اتبع الحق فيها أهواءهم لفسدت السماوات والأرض، وإذا وقعت أهواؤهم، حمدوا الدهر، وأثنوا عليه. وفي حقيقة الأمر، فرب الدهر تعالى هو المعطي المانع، الخافض الرافع، المعز المذل، والدهر ليس له من الأمر شيء، فمسبتهم للدهر مسبة لله عز وجل، ولهذا كانت مؤذية للرب تعالى، كما في ((الصحيحين)) من حديث أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر)). فسابُّ الدهر دائر بين أمرين لا بد له من أحدهما: إما سبه لله، أو الشرك به، فإنه إذا اعتقد أن الدهر فاعل مع الله فهو مشرك، وإن اعتقد أن الله وحده هو الذي فعل ذلك وهو يسب من فعله، فقد سب الله. ".

فتوة الشيخ محمد إبراهيم آل الشيخ من الفتاوى (1/ 151) في قول القائل: لم تسمح لي الظروف:-

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير