تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

خَلَقْتُ وَحِيدًا} إلى قوله: {لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ} ".

يقول مشركوا العرب: (وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّى إِذَا جَآؤُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ [الأنعام: 25]) (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاء لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ [الأنفال: 31]).

الثانية والخمسون: القدح في حكمة الله تعالى.

- قدح: قدح في عرض أخيه: عابه ونقصه ,

- الحكمة: وضع الشيء بموضعه اللائق به.وفي المفردات: هي إصابة الحق بالعلم والعقل ا. هـ. وهذا وصف للمخلوق , وأما الحكمة للخالق " وهو الحكيم الخبير " معرفته بالأشياء وإيجادها على غاية الإحكام.

- حكمة الإنسان: معرفة الموجودات وفعل الخيرات (ولقد آتينا لقمان الحكمة).

· نفي الحكمة على مراتب:-

1 - نفيها مطلقا.مثل قولهم " يخلق لا لحكم , يأمر وينهى من غير حكمة ".

2 - إثباتها مع التنقص بها." كقولهم:" يساوي بين المختلفات ويفرق بين المتناقضات ".

" وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ [صـ: 27] ", قال ابن كثير في تفسيره (7/ 63):"يخبر تعالى أنه ما خلق الخلق عبثا وإنما خلقهم ليعبدوه ويوحدوه ثم يجمعهم ليوم الجمع فيثيب المطيع ويعذب الكافر ولهذا قال تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا} أي: الذين لا يرون بعثا ولا معادا وإنما يعتقدون هذه الدار فقط، {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ} أي: ويل لهم يوم معادهم ونشورهم من النار المعدة لهم.".

قال تعالى: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ) [المؤمنون: 115] وقال: (وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ [الزخرف: 31]) (أيحسب الإنسان أن يترك سداً).

· لا يوجد شيء في الوجوه شر من كل الوجود.

الثالثة والخمسون: أعمال الحيل الظاهرة , والباطنة , في دفع ما جاءت به الرسل , كقوله: (ومكروا ومكر الله) [آل عمران: 54] وقوله تعالى: (وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار) [آل عمران: 72].

- الحيل: جمع حيلة وحويلة , وهي ما يتوصل بها إلى حالة ما في خفية. وأكثر استعمالها يكون لما خبث وقد تكون لحمة (وهو شديد المحال).

- الظاهرة: من الظهور , البيان والوضوح والسطوح والإبداء والإعلان.

- من الحيل الظاهرة " الإخراج من الديار , الإيذاء من الأقوال , إلصاق التهم والأكذيب , الافتراء ".

- من الحيل الباطنة: الكيد , المكر , التدبير , المخادعة والإخفاء.

- (ومكروا ومكر الله): قال ابن كثير في تفسيره (2/ 46): " قال تعالى مخبرا عن [ملأ] بني إسرائيل فيما هَمُّوا به من الفتك بعيسى، عليه السلام، وإرادته بالسوء والصَّلب، حين تمالؤوا عليه وَوَشَوا به إلى ملك ذلك الزمان، وكان كافرًا، فأنْهَوا إليه أن هاهنا رجلا يضل الناس ويصدهم عن طاعة الملك، وَيُفَنِّد الرعايا، ويفرق بين الأب وابنه إلى غير ذلك مما تقلدوه في رقابهم ورموه به من الكذب، وأنه ولد زانية حتى استثاروا غضب الملك، فبعث في طلبه من يأخذه ويصلبه ويُنَكّل به، فلما أحاطوا بمنزله وظنوا أنهم قد ظَفروا به، نجاه الله من بينهم، ورفعه من رَوْزَنَة ذلك البيت إلى السماء، وألقى الله شبهه على رجل [ممن] كان عنده في المنزل، فلما دخل أولئك اعتقدوه في ظلمة الليل عيسى، عليه السلام، فأخذوه وأهانوه وصلبوه، ووضعوا على رأسه الشوك. وكان هذا من مكر الله بهم، فإنه نجى نبيه ورفعه من بين أظهرهم، وتركهم في ضلالهم يعمهون، يعتقدون أنهم قد ظفروا بطَلبتِهم، وأسكن الله في قلوبهم قسوة وعنادا للحق ملازما لهم، وأورثهم ذلة لا تفارقهم إلى يوم التناد؛ ولهذا قال تعالى: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير