الثالث عشر: عدم الاعتماد على الرؤى في وقت الفتن لأنها في الغالب تكون أحاديث نفس.
الوقفة الثانية
كيف ندفع الأزمة عنّا
أولاً: تحقيق الإيمان في القلوب .. وترجمته في الواقع العملي .. والله تعالى خرق سننه الكونية من أجل عباده المؤمنين الصادقين .. فهو سبحانه فلق البحر لموسى .. وأوقف الشمس ليوشع .. وصدق الله تعالى: ((إن الله يدافع عن الذين آمنوا)).
ثانياً: التوبة والرجوع إلى الله تعالى، قال بعض السلف: (لما فقد قوم يونس نبيهم وظنوا أن العذاب قد دنا منهم قذف الله في قلوبهم التوبة ولبسوا المسوح وألهوا بين كل بهيمة وولدها ثم عجوا إلى الله أربعين ليلة .. فلما عرف الله الصدق من قلوبهم .. والتوبة والندامة على ما مضى منهم .. كشف الله عنهم العذاب .. يقول الله تعالى ((فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين)) ولذا قال بعض السلف: ما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة).
ثالثاً: كثرة الاستغفار لقوله تعالى: ((وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون)).
رابعاً: كثرة الأعمال الصالحة، كما قالت خديجة رضي الله عنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم: " كلا والله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتقرئ الضيف، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الحق ".
خامساً: التواصي على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لقول الله تعالى: ((وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون)) ولم يقل صالحون .. ، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك الله أن يعمهم بعقاب من عنده " صحيح الجامع 1970.
سادساً: الإكثار من الصدقة، لقوله صلى الله عليه وسلم: " أكثروا من الصدقة في السر والعلانية ترزقوا وتنصروا وتجبروا " رواه ابن ماجه، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفيء غضب الرب .. " رواه الطبراني – صحيح الجامع 3797، وقال ابن أبي الجعد: (إن الصدقة لتدفع سبعين باباً من السوء).
سابعاً: اجتناب الظلم، وهو التعدي على الناس في دمائهم أو أموالهم أو أعرضهم بغير حق .. يقول الله تعالى: ((وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعداً)).
الوقفة الثالثة
توجيهات شرعية
أولاً: أن تعلم أن هذه الأزمة إنما أصبنا بها من قبل ذنوبنا وتفريطنا في جنب الله تعالى، كما قال تعالى: ((وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم)) ومن تلك الذنوب التي نمارسها أكل الربا، وعقوق الوالدين، وقطيعة الرحم، وترك الجهاد في سبيل الله تعالى وغيرها.
ثانياً: الاعتماد على الله تعالى والتوكل عليه، قال سبحانه ((ومن يتوكل على الله فهو حسبه)) مع فعل الأسباب الشرعية.
ثالثاً: أن نثق بنصر الله وأن المستقبل للإسلام، وأن هذا التحدي الذي تواجهه أمة الإسلام إنما هو نوع أذى ذكره الله تعالى بقوله: ((لن يضروكم إلا أذى)) وإلا فإن العاقبة للمتقين، ولكن علينا أن نحقق قول الله تعالى: ((إن تنصروا الله ينصركم)).
رابعاً: تذكر فضل بذل الخير في سبيل الله، وتفريج الكربات، وإطعام الطعام، والتعاون على البر والتقوى.
خامساً: استحضر حرمة الاحتكار واستغلال حاجة الناس وخطورة هذا المسلك.
سادساً: اعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطأك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
سابعاً: كن متفائلاً وبشر الناس بالخير، لأن النبي صلى الله عليه وسلم من هديه في وقت الأزمات أن يكون متفائلاً كما حصل منه عندما حاصره أهل الأحزاب، فقد بشر أصحابه بأنهم سيحوزون على كنوز كسرى وقيصر وقصور صنعاء.
¥