و خطام الولاية العدل بالسويّة فالعدل صراطٌ للنّجاة و العدل لا ينزل الى مرتبة الاستحاب بحالٍ من الأحوال ... دعك من عدل القلوب فلا قدرة للإنسان على الإمساك به و عندها لا تخف منه إن حدّثتك نفسك أن تكون ممنْ خاطبهم الله تعالى بقوله (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثني و ثلاث و رباع ... ) الاية
و لذا كانت عائشة رضي الله عنها أحبّ نسائه و أبوها أحب الرجال اليه صلى الله عليه و سلم فهي بمنزلة الثريد بين الطعام, و رفع الله الحرج عن عدل القلوب بقوله (و لن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء و لو حرصتم ... ) الآية.
و هذه من أقوى الحجج عند النّساء و هي داحضة كما تبين لك, فكنْ ممنْ لا يكتفون بزوجة و اختر من احبّها قلبك و أنجبت اختها و عمّتها, فقال صلى الله عليه و سلم (تزوجوا الودود الولود فاني مكاثر بكم الامم يوم القيامة .... ) الحديث.
و لذا فهم الصديق و الفاروق و الصحب الكرام مراد كلام النبي صلى الله عليه و سلم فحققوا امنيتهم في التّنوع بين الزوجات و حققوا امنية النّبي صلى الله عليه و سلم في تكثير النسل ...
فاعدل بينهنّ في القبل, في الفراش, في الطعام, في عمل الجوارح و دع عمل القلوب فإنه ممّا رُفع عنه القلم ...
فاختر ذات الدّين و الاّ تربت يداك و رغم أنفك و ثقلتك أمّك ...
و دينها ليس بسواد جلبابها وإنما ببياض جوارحها فكم من فتاةٍ سواد ظاهرها كسواد أمّنا عائشة رضي الله عنها بينما سمعها أسوداً و كذلك بصرها و لم يبق لفؤادها مكانٌ ليُنكت فيه!!!
و كذلك لن يكون ممنْ ترضون خلقه و دينه منْ كانت لحيته دون القبضة و قميصه دون الكعبين فرأينا الكثير ممّنْ هم على ذه الأوصاف و يعملون في قسم المباحث و نقل المعلومات ....
فالدّين ما بطًُنَ أولاً ثم ظهر بياضه على اليدين و الرجلين معاً و على السمع و البصر و للسان تبعاً ...
لا ضير أن يختار المرء أو تختار المرأة من سيشاركها أو تشاركه في عشّ الزوجية أن يكون مليحاً على قدر من الجمال فالدّين أولا و الجمال و توابعه ثانياً ...
فمهما نقّحتَ في الصفات واخترتَ أصفاها فستبقى المرأة شيئاً و الحورية شيئاً آخراً!!!
فسترى منها ما يسؤك كما رأيت منها ما يسرك في الخَلق و الخُلق فهي ناقصة و نقصانها كمالٌ فهي أي المرأة تُوزن بجنسها لا بجنس الرجال ...
و نقصانها يُقابله نقصانٌ عند الرجال فهي أرحم و أصبر و أجلد و ما هنالك من صفات لا يجرؤ الرجل على أن يقترب منها!!! و إن اقترب قارن نقصانه بكماله عند النساء فسترى عجباً!!!
و ليس من العدل بمكانٍ أن يتساوى مخلوق التراب بمخلوق النّور و ما بينهما, فابحث عن حورية الدنيا فلن تجدها تُخالف بنات جنسها الاّ ببعض خُلقها أو خَلقها فكلاهما يبصق و يبول و يصحو و يمرض ثم يذبل جمالها بعد حينٍ و يُنكرها قلبك و قالبك!!!
فهذه أمّنا عائشة رضي الله عنها جمعت بين جمال خُلقها و خَلقها فهي حميراء ملكت فؤاد زوجها صلى الله عليه و سلم حتى باتت عنده صلى الله عليه و سلم بمنزلة الثريد بين الطعام و ذا و الثريد لا يدخل بيته أحيانا في ثلاثة اهلّة!!!
و عندها تُدرك منزلتها العظيمة و الثريد في غالب بيوت المسلمين اليوم يُعادل الثوم و البصل فاحذر أنْ تُغازل زوجك و تمتدحها (انت بمنزلة الثريد بين الطعام!!!)
فعائشة رضي الله عنها و أرضاها كانت بوّابة للتميز الخبيث من الطيب فكانت حادثة الإفك إذ تبيّن الصادق من الكاذب و حتى قيام الساعة ستظلّ رضي الله عنها موضع التمحيص و يكفي ذا في فضلها و شأنها!!!
فلا تكاد ترى الاّ و متكلم بعرضها أو مُدافع عنها رغم براءتها أسال الله تعالى أن يجعلني و إياكم ممنْ يُدافعون عنها حتى ترضى و يرضى زوجها صلى الله عليه و سلم و قبل هذا يرضى الله سبحانه و تعالى.
يتبع ان شاء الله تعالى.
ـ[علي سَليم]ــــــــ[02 - 11 - 10, 04:47 م]ـ
حَادثَةُ الإفكِ وأَحدَاثُها (10)
الحمد لله الذي ميّز الخبيث من الطيّب و جعل الطيبين للطيبات و كانت دار الدنيا دار الزرع و دار الآخرة دار الحصاد ..
و الصلاة و السلام على أطيب خلق الله تعالى فكان طيباً كما أزواجه طيبات و الجنة لا يمكث فيها غير الطيّب و الخبث مكانه جهنّم ...
أما بعد:
¥