تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

14 ـ تربية للناس على التوكل الحقيقي، والذي لا يتعارض مع بذل الأسباب المأمور بها، ولذلك قال _تعالى_: " ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم " نزلت فيمن ظن أن التوكل ترك التجارة في الحج.

15 ـ تربية للناس على تحقيق أعمال القلوب كلها، فما من عمل تظهر فيه أعمال القلوب كلها أو أغلبها مثل الحج، فيجمع بين الإخلاص والصدق والاستعانة والتوكل والزهد والورع والمحاسبة واليقين ... إلخ.

16 ـ تربية للناس على قهر النفس عما تشتهي ما دام الشرع يحرمه، فالطيب وتغطية الرأس وجميع المحظورا ت يتركها المسلم مع شهوته لها لا لاشيء إلا لأجل تحريم الشرع إياها.

17 ـ تربية للناس على التقيد بما قيده الشرع وحدده، ويظهر هذا من خلال المواقيت وتحديدها بالمذكورة ووقت الرمي ووقت الانصراف من عرفة وغير ذلك.

18 ـ تربية للناس على فتح المجال للقياس الصحيح؛ لقول عمر _رضي الله عنه_ لأهل العراق لما قالوا: " إن هذين جور عن طريقنا " قال _رضي الله عنه_: " خذوا حذوها من طريقكم " متفق عليه.

فيتربى المسلم على أن الشرع ليس جامداً لا يتصرف، بل يفتح المجال للقياس لكن لمن جمع شروطه واستكمل متطلباته.

19 ـ تربية للناس على الركن الثاني لقبول الأعمال: وهو المتابعة للنبي _صلى الله عليه وسلم_، ولذلك قال _صلى الله عليه وسلم_: " خذوا عني مناسككم " متفق عليه.

وقال: " بمثل هذا فارموا "

وقول عمر _رضي الله عنه_ للحجر: " أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك " متفق عليه.

فيتخرج المسلم من مدرسة الحج وقد تربى على متابعة نبيه _صلى الله عليه وسلم_ في أدق أموره وكبيرها.

20 ـ تربية للناس على يسر الشريعة، فيعتقدوا هذا المعنى ويعملوا به، ويظهر هذا المعنى من خلال ما يلي:

أ ـ تفرق المواقيت وانتشارها تيسيراً على الناس.

ب ـ تعدد أنواع النسك.

ج ـ تخصيص العجزة والضعفة بأحكام تخصهم.

21 ـ تربية للناس على مراعاة الفوارق بينهم فليسوا على درجة سواء، ويظهر هذا من تعدد أنواع النسك، فمن الناس من لا يستطيع إلا الإفراد، ومنهم من يستطيع القران وهو أفضل في حقة وأيسر، ومن الناس من يستطيع على أفضل الأنواع وهو التمتع.

فهذا المعنى يشعر بمراعاة الشريعة للناس واستطاعتهم وأمورهم وفوارقهم، وهو رد على من يطالب باتحاد الأمة في كل شيء، سواء في الأعمال أو الاهتمامات.

22 ـ تربية للناس عملياً على فقه الخلاف، ويظهر هذا من خلال ما يلي:

أ ـ اختلاف الناس في أنواع النسك.

ب ـ اختلاف الناس في أعمال يوم النحر.

ج ـ اختلاف الناس في الذكر حال الانصراف من منى إلى عرفة " منا الملبي ومنا المكبر ".

د ـ اختلاف الناس حال الانصراف من مزد لفة إلى منى من حيث العجز وعدمه.

هـ ـ اختلاف الناس حال التعجل من مكة أو التأجيل.

و ـ اختلاف الناس حال التقصير أو الحلق.

فكل هذه مواقف تربوية للناس على فقه التعامل مع الخلاف والمخالف، ولم ينقل لنا أن الصحابة دار بينهم نقاش واتهام في سبب اختيار نسك على آخر، ولو كان المختار نوعاً مفضولاً وليس فاضلاً.

23 ـ تربية للناس على أنه ليس كل ما جاء في الشريعة يمكن إدراكه في العقل لأجل أن يبقى الشرع حاكماً على العقل وليس تحت حكمه، فقد قال _صلى الله عليه وسلم_: " تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر كما ينفي الكير خبث الحديد " رواه أهل السنن وصححه الألباني _رحمه الله_.

فمن حيث العقل المتابعة بين الحج والعمرة تستلزم كثرة ارتباطات مالية وإعاشة، فجاء الشرع بهذه القضية التي لا يدركها العقل ليقرر أن الذي يكثر من الحج والعمرة ويتابع بينهما فإن ذلك ينفي الفقر ويطرده، وإدراك كنه ذلك وحقيقتة يعلمها الله، فيبقى المسلم دائم الارتباط بالله وعلمه_ سبحانه_، واتهمام نفسه بالعجز والقصور.

24 ـ تربية للناس على أن الأفضل دائماً ما وافق الشرع وليس ما كان أشق وأصعب، فمثلاً:

الإحرام من المواقيت أفضل من الإحرام من مكان قبلها بمسافة، وإن كان ذلك أشق وأصعب، فينشأ المسلم ويتربى على تعظيم الشرع والعناية به.

25 ـ تربية للناس على الترتيب والنظام، وأن هذا من ذا ت الإسلام وليس من خصائص ديار الكفر، ويظهر هذا من خلال ما يلي:

أ ـ ترتيب أعمال العمرة.

ب ـ ترتيب أعمال يوم النحر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير