ج ـ ترتيب رمي الجمار.
فمن العجب في زماننا والعجائب جمة، أن يصبح التنظيم والترتيب مذمة.
26 ـ تربية الناس على إمساك الشهوة بالذات، ولذلك كان عقد النكاح من محظورات الإحرام، بل وحرم حتى الرفث والمباشرة وذات النكاح، ولا شك أن في ذلك تربية للمسلم على التنبه لهذه الشهوة والحذر منها.
27 ـ تربية للناس على أداء العبادة على أكمل وجه وأحسن صورة، ولذلك قال _تعالى_ " فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج "، وقال _صلى الله عليه وسلم_: " الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة " متفق عليه.
وكل ذلك ليتربى المسلم على إتقان عبادته وتحسينها والعناية بها.
28 ـ تربية للناس على التكيف في حال تغير العادة والوضع الذي تعود عليه الإنسان، ففي خلال العام تعود الإنسان على أشياء وألفها، فيأتي الحج ليربي المسلم على أن يتكيف ويتأقلم مع الوقت والساعة التي يعيش فيها، وهذا مصداق توجيه عمر_ رضي الله عنه_ " اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم ".
29 ـ تربية للناس على الدعاء
ففي المناسك أغلب المواطن السنة فيها أن يدعوا المسلم ربه _سبحانه_ فمثلاً:
أ ـ الطواف.
ب ـ الركعتين بعد الطواف.
ج ـ حين شرب ماء زمزم.
د ـ في بداية ونهاية الصفا والمروة.
هـ أثناء السعي.
و ـ يوم عرفة بكامله.
ز ـ بعد الفجر من يوم النحر إلى الإسفار.
ح ـ بعد رمي الجمرتين الصغرى والكبرى.
وغير ذلك من المواطن، فكل ذلك يربي المسلم على أن يرتبط بربه _سبحانه وتعالى_ من خلال الدعاء والالتجاء إليه.
30 ـ تربيه للمسلم على التعبد بصفة السمع والبصر له _سبحانه وتعالى_ كما هو مذهب أهل السنة والجماعة في إثبات الصفة ومعناها، ويظهر هذا من خلال ما يلي:
أ ـ في مناسك الحج جميعها تتعدد اللغات، وتختلف الأصوات، وتتنوع الحاجات، ومع ذلك يسمع _سبحانه_ دعاء هذا، ويجيب نداء ذاك، ويعلم لغة الجميع.
ب ـ يطلع على نيات الحجيج ومقدار صدقها، وإخلاصها، مع كثرتهم.
31 ـ تربية للناس على تعظيم حرمات الله، ولذلك يتكرر في الحج عدة كلمات منها:
أ ـ البلد الحرام.
ب ـ الشهر الحرام.
ج ـ محظورات الإحرام.
فيتربى المسلم على تعظيم ما حرمه الله سبحانه وتعالى من المحرمات.
32 ـ تربية للناس على تأكيد مبدأ الولاء للمسلمين والبراءة من الكافرين، ولذلك من السنة أن يقرأ في الركعتين بعد الطوف سورة " الكافرون "، والتي أبرزت هذه القضية وأسستها.
وكذلك من أبرز الأدلة مخالفة هدي المشركين في الدفع قبل شروق الشمس.
33 ـ تربية للناس على السكينة والوقار، وتحقيق مبدأ الإيثار، ولذلك كان يقول _صلى الله عليه وسلم_ حين الانصراف من عرفة " السكينة السكينة "؛ لأنها مظنة التزاحم وإيذاء غيره من المسلمين، والوقار والسكينة صفة لازمة للمسلم كما وصفه الله في كتابه كما قال تعالى " الذين يمشون على الأرض هونا ".
34 ـ تربية للناس على جمع الكلمة رغم اختلاف الأحوال وتباين الأنساك، وهذا مبدأ عظيم دلت عليه نصوص الشريعة، وأحوال الصحابة رضي الله عنهم.
35 ـ تربية للناس على تذكر يوم القيامة، بذلك الجمع الهائل، بل يجمع الله في ذلك اليوم الأولين والآخرين، ولا شك أن في تذكر يوم القيامة حياة لقلب المسلم وأثر في خشوعه وعبادته.
36 ـ تربية للناس على العناية بالوقت والاهتمام به، فيوم عرفة فرصة لا تعوض إذا فاتت، وأيام التشريق أيام ذكر لله، والعشر من ذي الحجة العمل فيها مضاعف، وكل ذلك يجعل المسلم يتربى على حفظ وقته بما ينفعه.
37 ـ تربية للناس على الأخوة الإيمانية، وذلك من خلال اجتماع الأبدان والذي يفضي إلى اجتماع القلوب، وظهور آثار الأخوة في الحياة والسلوك اليومي.
38 ـ تربية للناس على إيجاد ميدان عملي لتربية النفس، فمثلاً:
الحج ميدان لتربية النفس على غض البصر.
الحج ميدان لتربية النفس على الإيثار.
الحج ميدان لتربية النفس على البذل والصدقة.
الحج ميدان لتربية النفس على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فالحج يوجد مناخ عملي وميدان تربوي لاختبار الذات.
39 ـ تربية للناس على تحقيق التقوى؛ لأن محلها القلب، وأكثر أعمال الحج تعتمد على القلب بالدرجة الكبرى، ولذلك ذكر الله التقوى في آيات الحج، فقال _سبحانه_: " وأتموا الحج والعمرة لله، واتقوا الله ... "
¥