(من حافظ على هؤلاء الصلوات المكتوبات؛ لم يكتب من الغافلين .... ) صححه الالبانيّ تحت رقم 657 في السلسلة الصحيحة.
و يشير صلى الله عليه و سلم الى الصلوات الخمس التي كتب الله على المسلم أداؤها في وقتها ...
فمنْ حافظ عليها كما كان صلى الله عليه و سلم يُحافظ عليها لم يُكتب من الغافلين, و بالمقابل منْ ترك واحدة منها لم يكنْ محافظا عليها و سيُكتب من الغافلين ...
و أصل المحافظة على الصلوات هو تحري وقتها الصحيح فقال تعالى (انّ الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا)
فكما أنّ الصائم في شهر رمضان لو أخّر صيامه الى شوّال أو قدّمه فكان في شعبان فلنْ يُكتب من الصائمين للفريضة و لنْ يقبل منه صيامه للفريضة و هكذا الصلاة حدّها صلى الله عليه و سلم بوقتين أوّل الوقت و آخره فحال منْ يصلي العصر في وقت الظهر كمنْ يصلي العصر في وقت المغرب فقال صلى الله عليه و سلم: (الذي تفوته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله) النسائي
و بعد ذا العرض الموجز و كنّا بينّا في رسائل عديدة تنصّ على توخّي الحذر من مواقيت سُطرت على وريقات تحت مسمّى (امساكية) و غيرها من المسمّيات بعدما تبيّن لنا ما يعتيرها الخطأ و مجانبتها للصواب من حيث التوقيت أولا و حثّ المؤذن للتخلي عن وظيفته التي يترتب عليها من الاجر ما هو مدوّن في كتب السنّة و منها قوله صلى الله عليه و سلم (أطول الناس اعناقا يوم القيامة المؤذنون)
لطول مكثهم في مراقبة طلوع الفجر الصادق من الكاذب عند الفجر و غياب الشفق الاحمر من الابيض عند صلاة العشاء ثانيا ...
و تبيّن لنا البون الشاسع بين صلاة منْ يراقب الفجر بأمّ عينه و منْ يراقبه بواسطة توقيتٍ مسطّر امامه ...
فكانت عامّة المساجد تؤذن للفجر قبل بزوغ الفجر الصادق و كذلك يصلّون و لا حول و لا قوة الا بالله تعالى.
و فصّلنا حول ذه المسألة تفصيلا دقيقا تحت رسالتنا (توقيت الصلوات غير دقيق في الامساكيات).
فالصلاة في وقتها هو عين المحافظة عليها و بالتالي لنْ يُكتب أهل المحافظة من الغافلين ... نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممّنْ يحافظون على الصلوات في مواقيتها و أنْ لا يكتبنا من الغافلين.
يتبع ....
ـ[علي سَليم]ــــــــ[30 - 10 - 10, 07:59 ص]ـ
الدرس الثالث:
الحمد لله ربّ العالمين و الصلاة و السّلام على المعبوث رحمة للناس أجمعين امّا بعد:
فلو اقتصر القائم على فاتحة الكتاب لن يكتب من الغافلين و دون ذلك تتحقق الغفلة, و هذه من رحمة أرحم الراحمين إذ يجزي على العمل القليل الأجر العظيم و لو عجز الانسان عن القيام لمرض ما فيُكتب ما كان يفعله و هو صحيح شرط أن يكون من أهل القيام بمعنى أنه يقوم كلّ ليلة أو نوى القيام تلك الليلة فمرض و من ذلك المرأة الحائض و النفساء ...
و حتى يقترب القائم من الله تعالى يلزمه بداية ترك مقام الغفلة ثم التدرج الى مقام القنوت ...
فعن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال:
(من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين .... )
و قال تعالى (و قوموا لله قانتين) البقرة 238 و القنوت طول القيام و يتحقق ذا الطول بمائة آية للحديث المذكور آنفا ...
و مدح الله القائمين القانتين بقوله:
(أمّن هو قانت آناء الليل ساجدا و قائما يحذر الاخرة ... ) الزمر 9
و من بات قانتا كُتب من القانتين و من باب أولى لا يُكتب من الغافلين إذ مقام القنوت اعلى و أرفع من مقام عدم الغفلة و بين عدم الغفلة و القنوت عموم و خصوص إذ كل قانتٍ ليس بغافل و عدم الغفلة لا تعني القنوت و من انتفت عنه صفة الغفلة ليس من الضروري أن يكون من القانتين ...
فمنْ قرأ في القيام بسور ((المرسلات)) و ((الفجر)) و ((البلد)) كُتبَ من القانتين ...
فمنْ قرأ في القيام بسور ((النبأ)) و ((النازعات)) و ((العاديات)) و ((النصر)). كُتبَ من القانتين ..
فمنْ قرأ في القيام بسور ((المدثر)) و ((القيامة)) و ((قريش)) كُتبَ من القانتين ...
فمنْ قرأ في القيام بسور ((الواقعة)) و ((قل هو الله أحد)) كُتبَ من القانتين ...
فمنْ قرأ في القيام بسورتي ((الزخرف)) و ((القارعة)) كُتبَ من القانتين ...
فايضا ذا المقام يستطيعه الكبير و الصغير فأسأل الله تعالى أن يكتبنا من القانتين ...
ـ[علي سَليم]ــــــــ[31 - 10 - 10, 03:31 م]ـ
الدرس الثالث:
¥