ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[30 - 10 - 10, 07:14 م]ـ
وفي قوله (أفلا أبشِّر الناس):
دليل على أن التبشير مطلوب فيما يسر من أمر الدين والدنيا، ولذلك بشرت الملائكة إبراهيم قال الله تعالى (وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ) الذاريات28 وهو إسحاق، والحليم إسماعيل، وبشر النبي صلى الله عليه وسلم أهله بابنه إبرهيم، فقال: (ولد لي الليلة ولد سميتُه باسم أبي إبرهيم)
فيؤخذ منه أنه ينبغي للإِنسان إدخال السرور على إخوانه المسلمين ما أمكن بالقول أو بالفعل، ليحصل له بذلك خير ٌكثيرٌ وراحةٌ وطمأنينةُ وانشراحُ صدر.
وعليه، فلا ينبغي أن يدخل السوء على المسلم، ولهذا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم ((لا يحدثني أحدٌ عن أحد بشيء، فأنِّي أحب أن أخرج إليكم وأنا سليمُ الصَّدر)) و هذا الحديث فيه ضعف، ولكن معناه صحيح، لأنَّه إذا ذُكِرَ عندك رجلٌ بسوءٍ، فسيكونُ في قلبك عليه شيءٌ ولو أحسن معاملتك، لكن إذا كنتَ تعامله وأنت لا تعلمُ عن سيئاته، و لا محذورَ في أنْ تتعامل معه،كان هذا طيِّبًا، وربما يَقْبَلُ منك النصيحة أكثر، والنُّفوسُ يَنْفِرُ بعضُها من بعضِ قبل الأجسام، وهذه مسائلُ دقيقةٌ تظهرُ للعاقل بالتَّأمُّل.
المصدر:القول المفيد على كتاب التوحيد لفضيلة الشيخ العلامةمحمد صالح العثيمين رحمه الله تعالى ص38 39
وفي جواز تخصيص بعض الناس بالعلم دون بعض:
وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم خصَّ هذا العلمَ بمعاذٍ دون أبي بكروعمر وعثمان وعلى.
فيجوز أن نُخَصِّص بعض الناس بالعلم دون بعض، حيث إنَّ من الناس من لوأخبرته بشيء من العلم افْتَتَنَ، قال ابن مسعود: ((إنَّك لن تحدث قوماً بحديث لا تبلغه عقولهم إلّا كان لبعضهم فتنه)) وقال علي: ((حدِّثوا الناس بما يعرفون)) فَيُحدَّثُ كلّ أحدٍ حسبَ مقدرِته وفهْمِهِ وعقله.
المصدر
القول المفيد على كتاب التوحيد لفضيلة الشيخ العلامةمحمد صالح العثيمين رحمه الله تعالى ص39المسائلة العشرون
ـ[عبد الله العايضي]ــــــــ[30 - 10 - 10, 07:16 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[30 - 10 - 10, 07:20 م]ـ
في باب فَضْلُ التَّوحِيدِ وَمَا يُكِفِّرُ مِنَ الذُّنُوبِ
قوله: ((وما يُكفِّرمن الذنوب)):معطوفٌ على ((فضل))؛فيكون المنعنى: باب فضل التوحيد، وباب ما يكفرمن الذنوب، وعلى هذا؛ فالعائد محذوف والتقدير ما يكفره من الذنوب، وعقد هذا الباب لأمرين:
الأول: بيان فضل التوحيد.
الثاني: بيان ما يكفره من الذنوب؛ لأن من آثار فضل التوحيد تكفيرَ الذنوب.
فمن فوائد التوحيد.
1 - أنَّه أكبرُ دعامة للرغبة في الطاعة؛ لأن المُوحِّد يعمل لله-سبحانه وتعالى-،وعليه؛ فهو يعلم سرًّاوعلانية، أما غيرُ الموحد؛ كالمرائي مثلاً؛ فإنه يتصدَّق ويُصلي، ويذكر الله إذاكان عنده مَنْ يراه فقط،ولهذاقال بعض السلف: ((إني لأ ودّ أن أتقرَّبَ إلى الله بطاعة لايعلمها إلاهو)).
2 - أن الموحدين لهم الأمنُ وهم مهتدون؛ كما قال تعالى: ((الَّذِيَن ءَامَنُوا وَلَم يَلبِسُواْ إِيمَنَهُم بِظُلمٍ أُولََئكَ لَهُمُ الأَمنُ وَهُم مُّهتَدُونَ)) الانعام 28
لقول المفيد على كتاب التوحيد لفضيلة الشيخ العلامةمحمد صالح العثيمين رحمه الله تعالى ص41
وقوله (وَالَّذِينَ ءَامَنُوَاْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ):
على الرأي الأول يكون معناها: والذين آمنوا أشدّ حبًا لله من هؤلاء لأنَّ محبَّة المؤمنين خالصة، ومحبة هؤلاء فيها شرك بين الله وبين أصنامهم. وعلى الرأي الثاني معناها: والذين آمنوا أشد حبًا لله من هؤلاء لأصنامهم؛ لأن محبة المؤمنين ثابتة في السَّرَّاء والضراء على برهان صحيح، بخلاف المشركين؛ فإنَّ محبتهم لأصنامهم تتضاءل إذا مسَّهم الضر.
فما بالك برجل يحب غير الله أكثر من محبته لله؟! وما بالك برجل يحب غير الله ولا يحب الله؟! فهذا أقبح وأعظم، وهذا موجود في كثير من المنتسبين لإسلام اليوم؛ فإنَّهم يحبون أولياءهم أكثر مما يحبون الله، ولهذا لو قيل له: احلف بالله؛ صادقا ًأو كاذباً، أمًّا الوليّ؛ فلا يحلف به إلا صادقاَ. وتجد كثيراً منهم يأتون إلى مكة والمدينة ويرون أنَّ زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم أعظم من زيارة البيت؛لأنهم يجدون في نفسهم حبًّا لرسول الله صلى الله عليه وسلم كحبَّ الله أو أعظم، وهذا شرك؛لأن الله يعلم أننا ما أحببنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا لحب
¥