الله، ولأنَّه رسول الله، ما أحببناه لأنَّه محمد بن عبد الله، لكننا أحببناه لأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فنحن نحبه بمحبة الله، لكن هؤلاء يجعلون محبة الله تابعة لمحبة الرسول صلى الله عليه وسلم إن أحبو الله.
فهذه الآية فيها محنة عظيمة لكثير من قلوب المسلمين اليوم الذين يجعلون غير الله مثل الله في المحبة، وفيه أناس أيضًا أشركوا بالله في محبة غيره، لا على وجه العبادة الشرعية؛ لكن على وجه العبادة المذكورة في الحديث، وهي محبة الدرهم والدينار والخميصة والخميلة،يوجد أناس لو فتشت عن قلوبهم، لوجدت قلوبهم ملأ ى من محبة متاع الدنيا،وحتى هذا الذي جاء يصلي هو في المسجد لكن قلبه مشغول بما يحبه من أمور الدنيا.
فهذا نوع من أنوع العبادة في الحقيقة، ولو حاسب الإنسان نفسه لماذا خُلِق لعلم أنه خلق لعبادة الله، وأيضًا خُلِقَ لدار أخرى ليست هذه الدار؛فهذه الدار مجاز يجوز الإٍنسان منها إلى الدار الأخرى, الدار التي خُلٍقَ لها والتي يجب أن يعنى بالعمل لها، يا ليت شعري متى يومًا من الأيام فكَّر الإنسان ماذا عملت؟ وكم بقى لي في هذة الدنيا؟ وماذا كسبت؟ الأيام تمضي ولا أدري هل ازددت قربًا من الله أو بعدًا من الله؟ هل نحاسب أنفسنا عن هذا الأمر؟ فلا بدّ لكل إنسان عاقل من غاية؛ فما هي غايته؟ نحن الآن نطلب العلم للتقّرب إلى الله بطلبة، وإعلام أنفسنا، وإعلام غيرنا؛ فهل نحن كلما علمنا مسالة من المسائل طبقنا ها؟ نحن على كل حال نجد في أنفسنا، وقصورًا كثيرًا وتقصيرًا، وهل نحن إذ علمنا مسألة ندعو عباد الله إليها؟ هذا أمر يحتاج إلى محاسبة، ولذلك فإن طالب العلم مسؤولية ليست هيِّنة عليه أكثر من زكاة المال؛ فيجب أن يعمل ويتحرَّك ويبث العلم والوعي في الامه الاسلاميه وإلا إنحرفت عن شرع الله قال ابن قيم رحمه الله: كل الامور تسير بالمحبة؛ فأنت مثلاً لا تتحرك لشيء إلا وأنت تحبه، حتى اللقمة من الطعام لا تأكلها إلا لمحبتك لها.
ولهذا قيل: إن جميع الحركات مبناها على المحبة؛ فالمحبة اساي العلم، فالاشتراك في المحبة إشراك بالله.
القول المفيد على كتاب التوحيد لفضيلة الشيخ العلامةمحمد صالح العثيمين رحمه الله تعالى ص100
ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[30 - 10 - 10, 07:27 م]ـ
في المسألة العاشرة: في باب مَا جَاءَ فيِ الذَّبْحِ لِغَيْر اللهِ.
معرفة أنَّ عمل القلب هو المقصود الأعظم حتى عند عبد الأوثان.
والحقيقة أن هذه المسألة مع التاسعة فيها شبه تناقض؛ لأنَّه في هذه المسألة أحال الحكم على عمل القلب، وفي التاسعة أحاله على الظاهر؛ فقال: بسب ذلك الذباب الذي لم يقصده بل فعله تخلصًا من شرهم، ومقتضى ذلك أن باطنه سليم، وهنا يقول: إن العمل بعمل القلب،ولاشك أن ما قاله المؤلف رحمه الله حق بالنسبة إلي أنَّ المدار على القلب.
والحقيقة أنَّ العمل مركب على القلب، والناس يختلفون في أعمال القلوب أكثر من اختلافهم في أعمال الأبدان، والفرق بينهم قصدًا وذلًّا أعظم من الفرق بين أعمالهم البدنية؛ لأنَّ من الناس من يعبد الله لكن عنده من الاستكبار ما لا يذلّ معه ولا يذعن لكل حق، وبعضهم يكون عنده ذلّ للحق،لكن عنده نقص في القصد؛ فتجد عنده نوعًا من الرياء مثلًا.
فأعمال القلب وأقواله لها أهمية عظيمة، فعلى الإنسان أن يخلصها لله. وأقوال القلب هي اعتقاداته؛ كالإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره.
وأعماله هي تحركاته؛ كالحب، والخوف، والرجاء، والتوكل، والاستعانة، وما أشبه ذلك.
والدواء لذلك:القرآن والسنة، والرجوع إلى سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم بمعرفة أحواله وأقواله وجهاده ودعوته، هذا هذا مما يعين على جهاد القلب.
ومن أسباب صلاح القلب أن لا تشغل قلبك بالدنيا.
ص149 - 150من كتاب القول المفيد على كتاب التوحيد الشيخ العلامة محمد صالح العثيمين رحمه الله تعالى
وفي المسألة التاسعة عشرة: أنًّ كُلَّ ما ذم الله به اليهود والنصارى في القرآن أنَّه لنا: هذا ليس على إطلاقه وظاهره، بل يحمل قوله) لنا) أي: لبعضنا، ويكون المراد به المجموع لا الجميع؛ كما قال العلماء في قوله تعالى: ((يَمَعشَرَ الْجِن وَالْإِنسِ أَلَم يَأتِكُم رُسُلٌ مِّنكُم) الأنعام130
¥