تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[فيصل]ــــــــ[26 - 05 - 07, 01:44 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

اعتذر من الأخوة لتغيبي لظروف قاهرة ولكن لم يغب هذا الموضوع عن بالي والحمد لله على كل حال.

أبدأ يا أخ الشمالي من حيث انتهيت وهو قولك:

إلى أخي فيصل:

لو كان " الاعتقاد " ناقة أو جمل لقلت لك: خذها فهي لك!

ولكنه ليس بناقة و لا جمل فلا تلمني بتمسكي بما اعتقد و بدلا من أن تضيع وقتك في أمر لعل النية فيه لا تكون خالصة " مني و منك " فأشغل نفسك بما ينفعك و بما تصلح به نيتي و نيتك.و الله يغفر لي و لك.انتهى

أقول: آمين أحسن الله إليك، لعل هذا أحسن ما قلت في هذا الموضوع، فالاعتقاد ليس ناقة أو جمل فيهون أمره وليس كل من هب ودب يصح له أن يجتهد ويخبط في مسائل الاعتقاد ويخالف أئمة السلف ويأتي بالعجائب، فما أحسن ما قلت جزاك الله خيراً ومن هذا الباب ما قررته أنت هداك الله من أن الله يسمع الصوت قبل وقوعه بأدلة واهية وباستدلالات ساقطة، بعضها على طريقة أهل الكلام والفلسفة وقد قرر أئمة أهل السنة بطلان هذه البدعة التي اعتنقتها، فاسمع الآن هداك الله لكلام أئمة أهل السنة واتبع ولا تبتدع:

قال الإمام العلامة السلفي ابن قتيبة الدينوري (ت:276 هـ) في كتابه المفيد "الاختلاف في اللفظ" ص19: ((وقالوا –يعني المعتزلة - في ((سميع بصير)) هما سواء، ليس في سميع من المعنى إلا ما في بصير ولا فيهما إلا معنى عليم!!))

ثم قال رداً عليهم [[وهاهنا محل الاستشهاد]]: ((وقد سمع الله قول اليهود ((إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء)) حين قالوه وعلمه قبل أن يقولوه فهل يجوز لأحد أن يقول إن الله سمعه قبل أن يقولوه؟

وكذلك قول المجادلة في زوجها قد سمع الله جدالها وسمع محاورتها للنبي صلى الله عليه وسلم حين جادلته وحاورته ولعمه قبل أن تجادل وتحاور به، فهل لأحد أن يقول إن الله سمعه قبل أن يكون؟

وإذا لم يجز ذلك، فقد علم ان في سميع معنى غير عليم والله يقول: ((إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى)))) انتهى

نعم لم يكن أحد يجيز أن يقوله في عصركم يا أبا محمد ولكن فشا الجهل وكثرت البدع والشبه فرحمك الله وجمعنا بكم في عليين.

قال الإمام القدوة شيخ الإسلام أبو الفرج عبد الواحد بن محمد الشيرازي المقدسي (ت:486) -وهو من كبار أئمة الإسلام كما نعته الذهبي- في كتابه ((امتحان السني من البدعي)) ص384: ((يسأل عن الباري جل جلاله هو كان ناظراً إلى أشخاص المخلوقات قبل كونها أم علمها قبل كونها؟

فإن قال: علمها قبل كونها فهو سني.

وإن قال: نظر إليها قبل كونها فهو سالمي.

دليلنا: قوله تعالى: ((هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُورا))،

وقوله تعالى: ((أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً)) وقوله: ((وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً)) وإذا ثبت أن المعدوم ليس بشيء لا يجوز أن يقال: إنه نظر إليها، لأن النظر لا يقع إلا على الشيء، ولأن هذا يؤدي إلى القول بقدم العالم، ومن قال بقدم العالم فهو كافر لا شك في كفره))

وقال شيخ الإسلام في درء التعارض ج4/ 25: ((وأمثال هؤلاء كانوا يقولون بقيام الحوادث به، حتى صرح طوائف منهم بالحركة، كما صرح بذلك طوائف من أئمة الحديث والسنة، وصرحوا بأنه لم يزل متكلماً إذا شاء، وأن الحركة من لوازم الحياة، وأمثال ذلك. بل هم يقولون: إنما ابتدع من ابتدع من أهل الكلام البدع المخالفة للنصوص وللمعقول لقولهم بهذا الأصل، كقول من قال: إن الكلام معنى واحد قديم، وقول من قال: إن المعدوم يُرى ويُسمع، وقول من قال بقدم صوت معين.)) ينظر لقول شيخ الإسلام في الدرء ج1/ 239 - 241 وسيأتي كلامه في التسعينية حين نتكلم على مذهب الأشعرية.

وقال في بيان تلبيس الجهمية ج4/ 363: ((المحدث الذي يجوز رؤيته هو الموجود دون المعدوم، فإن المعدوم لا يجوز رؤيته، ولا يجوز تعليل رؤية الموجود المنقسم إلى محايث ومباين بأنه محدث منقسم إلى موجود ومعدوم، فإن المحدث الذي يدخل فيه المعدوم لا يرى بحال، فهو أعم مما يرى .. ))

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير