ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[27 - 04 - 07, 10:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليكُم ورحمتُه وبركاته
أبقاكُم الله على طاعتهِ إخواني في الله
طُرحت مسألة عن القرآن الكريم
كلنا نعلم أن القرآن كلام الله تعالى الغير مَخلُوق
وكلام الله صفة من صفات الله تبارك وتعالى
السُّؤال: هل يُقال أن القُرآن صفة من صفات الله؟
بصراحة لا أعلم عن المسألة شيء .. !
فمن يعلم فيها شيء أو أقوال العُلماء يُفيدُنا
وله مِنَّا الدُّعاء ..
جُزيتُم خيراً جميعاً.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
ما هذه فزورة؟!
ما دام القرآن غير مخلوق،
فهو حتما صفة من صفات الله تعالى.
لكن ما لي أرى تحرج اخواني في الرد؟!
ـ[أم عُمَر]ــــــــ[27 - 04 - 07, 06:42 م]ـ
الأخ الكريم " وعل المصري "
إقرأ ردود الأخوة،،
لعلك لم تنتبه .. أعانك الله وسددك،
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[29 - 04 - 07, 06:03 ص]ـ
الحمد لله، الهادي إلى سنة خير البرية.
الأخت أم عمر صاحبة السؤال،
بارك الله في عمرك! أعتذر أنني ما كنت ألتفت إلى أنك امرأة. فسبحان من لا يضل ولا ينسى.
الأخ أبا حازم الكاتب - زادك الله حرصا على فعل الخير،
أشكرك على ذلك الاستدراك. فقد كنت متسرعا بالنفي قبل الفحص والاستقراء. فأسأل الله العفو والمغفرة، مع التوبة والمرحمة.
ثم بخصوص المسألة، فأقوى ما نتمسك به من النقول الذي ذكرته في تسويغ إطلاق هذا القول (وهو إطلاق أن القرآن صفة من صفات الله تعالى) هو ما قاله البخاري رحمه الله في صحيحه. وأما ما نقلته من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، فليس ذلك من كلامه رحمه الله. بل هو نقل عن غيره. فإن الذي نقلَته من "مجموع الفتاوى" هو كلامٌ لأبي عبدالله بن المرابط ذكره شيخ الإسلام في معرض الرد عليه (في مسألة تفاضل آيات القرآن وسوره، حيث ظن أن كون القرآن صفة لله يمنع التفاضل فيه). وأما ما نقلته من "بيان تلبيس الجهمية" فهو من نقول حنبل عن الإمام أحمد رحمهما الله. وحنبل معروف بمفرداته. وأما كلام اللالكائي رحمه الله في شرح الأصول، فليس مقبول بإطلاقه. لأن إطلاق القول إن القرآن "قديم" من البدعة الموقعة في الالتباس. وقد يكون لهذا الكلام معنى صحيحا (وهو قدم أصل صفة الكلام لا أعيانها) لكنه عند المتكلمين يعني شيئا آخر هو بدعة بلا ريب - بل يؤدي إلى الكفر، والعياذ بالله سبحانه. والمقصود، أن إطلاق القول بأن القرآن "صفة الله" أو "صفة من صفاته تعالى" منقول عن بعض الأئمة - كما أكده شيخ الإسلام بقوله: أما المقدمة الأولى فمنقولة عنه بلا ريب.
ثم مع تجويزنا إطلاق القول بأن "القرآن صفة من صفات الله"، لا بد أن يكون هناك شيء من التحفظات، حتى لا يؤدي ذلك إلى ما يدعو إلى البدع أو الالتباس - مثل أن نطلق القول "إن القرآن حروف وأصوات" أو "إنه صفة ذاتية وفعلية اختيارية" أو "إنه صفة منزّلة على البشر" أو "إن شيئًا من هذه الصفة سوف يأتي يوم القيامة كهيئة الكبش" أو "إن مع سهل بن سعد رضي الله عنه ومع سائر الحفاظ شيء من صفات الله" أو ما إلى ذلك من الاطلاقات المجملة الملبسة.
وفي الأخير أقول: القرآن كلام الله غير مخلوق. منه بدأ وإليه يعود. تكلم الله به حقيقة بحروفه ومعانيه، وسمعه منه جبريل عليه السلام، فأنزله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فبلغه إلى الناس، بشيرا ونذيرًا وسراجا منيرًا، وذكرا حكيمًا وصراطا مستقيمًا.
والله أعلى وأعلم. والسلام.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[30 - 04 - 07, 01:32 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي نضال بارك الله فيك أحب أن أذكر هنا أموراً وهي:
الأمر الأول: أن قولك: إن ما نقلتُه من الفتاوى هو من كلام أبي عبد الله بن المرابط هذا قد بينتُ ذلك في نقلي لكلامه وذكرت أنه منقول عن أبي عبد الله المرابط ولم أنسبه لشيخ الإسلام، وإن كان شيخ الإسلام لم يتعقبه فيما ذكر من نقل الإجماع، وقد نقلت في النص السابق له (رقم 2) نص كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيث يقول: (مذهب أهل السنة أن القرآن من صفات الله لا من مخلوقات الله) مجموع الفتاوى (17/ 76) فراجعه بارك الله فيك.
الأمر الثاني: الكلام عن نقل اللالكائي هو في قوله: (القرآن من صفات الله) وأما زيادة القديمة فهذا مبحث آخر، وقد تكلم عليه أهل العلم قديماً وحديثاً وهي ليست موضع البحث هنا.
الأمر الثالث: ما ذكرته أخي من التحفظات أرجو أن تنسبها إلى أحد من السلف فالمذكور في كتبهم إطلاقها بدون هذه التحفظات المذكورة، وأما ما يرد من فهم أهل البدع فلا ينزل على الألفاظ التي تروى عن السلف بل يفصل مراد السلف إذا أورد عليه إيرادات باطلة، وإلا لزم من هذا أن كل لفظة وردت عن السلف لا نطلقها إلا وهي محاطة بالقيود والتحفظات التي يوردها أهل البدع بل ينجر الأمر بعد ذلك إلى نصوص الكتاب والسنة، وينبغي ان يفرق بين الإطلاق على سبيل التأصيل والتقعيد لمنهج أهل السنة والجماعة، وبين الإطلاق في مقام الرد على الخصوم، وكتب أهل السنة في النوعين مشهورة معروفة.
الأمر الرابع: نعم أخي قد تكلم أهل العلم في تفردات حنبل عن أحمد:
- قال ابن رجب رحمه الله في فتح الباري (2/ 367) (وهذه رواية مشكلة جداً، ولم يروها عن أحمد غير حنبل، وهو ثقة إلا أنه يهم أحيانا، وقد اختلف متقدمو الأصحاب فيما تفرد به حنبل عن أحمد: هل تثبت به رواية أم لا)
- وقال الذهبي في السير (13/ 52): (له مسائل كثيرة عن أحمد، ويتفرد، ويغرب)
وينظر كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى عن رواية حنبل عن أحمد في صفة المجيء لله تبارك وتعالى (16/ 405)
¥