ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[01 - 05 - 07, 03:32 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
بارك الله فيك أخي الكريم نضال مشهود وأحب أن أقول لك أخي لماذا تتحفظ في قولك: (ولا تظنن أخي الكريم أن هذا "ردٌّ" عليك) بل رُدَّ علي وبين ما يقع مني أو من غيري من خطأ ولا غضاضة في ذلك فنحن إخوة، وردنا ونقاشنا لا يعني الطعن والتنقيص بل هو مذاكرة ومدارسة نطلب فيها الحق والراجح في المسائل سواء كان في العقيدة أو الفقه أو الحديث أو غير ذلك وأخوك واسع البال ومنشرح الصدر لما تورده عليه فلا تتحرج أخي أبداً في ذلك لا في هذه المسألة ولا في غيرها ونسأل الله أن يزيدينا وإياك علماً نافعاً وعملاً صالحاً.
ثم أما بعد:
لا يخفاك أخي أن الكلام في المسائل العقيدة حرج جداً ويعتمد على النقل أكثر من اعتماده على العقل وبناء عليه فينبغي أن تكون الاطلاقات والتقعيدات مبنية على كلام منقول عن السلف لا على الاستنباطات العقلية والتوجيهات الفردية وأنا أبين لك يا أخي الفاضل نوعاً من هذا في كلامك فإن كنتُ جاهلاً فيما تقعده أخي فأعلمني ما جهلته أستفيد:
- فمن ذلك قولك: (ووقوع اللالكائي رحمه الله في إطلاق أن القرآن قديم يجعلنا لا نعتمد على إطلاقه أيضا أن القرآن "من صفات الله") أنت تقرر يا أخي هنا أمراً وهو أنه بناء على أنه وصف القرآن بالقدم وهو وصف لم ينقل عن السلف فينبغي أن لا يقبل منه قوله إن القرآن صفة) من أين لك هذا التلازم أين ما يدل عليه عقلاً أو نقلاً أن من قال من السلف قولاً في مسألة فلا يقبل منه قوله في مسألة أخرى ويلزم على قولك هذا _ وإن كنت أجزم أنك لا تقر بهذا اللازم _ أن لا يعتبر قول اللالكائي في أبواب العقيدة مطلقاً بناء على ما ذكرته قبل قليل.
واما ذكر قول اللالكائي في الأول فليس للترتيب، ثم أنبه على ماذا؟ ليس هناك ما يحتاج إلى تنبيه وإطلاق لفظة القديم من باب الإخبار لا بأس به إنما الممنوع تسمية الله بالقديم.
ينظر: منهاج السنة النبوية (2/ 123، 131) مجموع فتاوى ابن تيمية (1/ 245) (9/ 300) (17/ 168) بدائع الفوائد (2/ 161) معجم المناهي اللفظية لبكر ابو زيد (ص 262 - 263)
- قولك: (إطلاق القول بأن القرآن "صفة الله" ليس عند السلف بذاك المشهور. وإنما المشهور أن القرآن "كلام الله غير مخلوق") ها هنا أمر ان:
1 - هذا الكلام يعتبر تقريراً لأمر ويلزم من يقرر هذا أن يكون عنده استقراء للمسألة وأقوال السلف فيها حتى يصدر المتكلم هذه النتيجة وأخشى أن يكون هذه حكماً مستعجلاً كالحكم السابق في نفي اطلاقه أساساً ثم تبين ان من السلف من تكلم بهذا كالبخاري واللالكائي وابن تيمية وربما غيرهم وإنما كان ذكر هؤلاء من باب التمثيل وعلى عجل وإلا لو بُحِثت المسألة أكثر لربما وجدنا غير هؤلاء.
2 - اطلاق السلف أن القرآن غير مخلوق أشهر من اطلاق هذه الصفة كان لسبب وهو أن أهل البدع أطلقوا صفة الخلق على القرآن فقالوا القرآن مخلوق فلذلك جاء رد أهل السنة بنفي ما أطلقه هؤلاء.
- قولك أخي: (فالذي ذكرته من التحفظات سدّ لذريعة من يسترسل في مثل هذا المنطق فيسأل مثلاً:
- "القرآن صفة الله. فهل يقال إن الله موصوف بالقرآن؟ "
- أو: "القرآن صفة الله، والقرآن منزل على البشر. فهل يقال إن شيئًا من صفات الله منزّل عن البشر؟ "
- أو: "القرآن كلام الله. والله متكلم بحروف وأصوات. فهل يقال إن القرآن حروف وأصوات؟ "
- أو: "القرآن صفة الله. وصفاته قائمة به. فهل يقال إن القرآن قائم بالله؟ "
- أو: "إن مع سهل بن سعد رضي الله عنه شيء من القرآن. والقرآن من صفات الله. وفهل يقال إن مع سهل شيئ من صفات الرحمن؟! ")
هذا الإيراد لا داعي له أساساً ولا ينبغي إيراد هذه الأسئلة ولا ينبغي ذكرها فإن أوردها المخالف أجيب عنها بمثل ما أجاب السلف عن إيرادات أهل البدع في الصفات فإن سكت عن ذلك سكتنا.
¥