ـ[أم حنان]ــــــــ[15 - 04 - 09, 07:23 م]ـ
*ذكر أهل العلم بين دعاء المسألة ودعاء العبادة ما بينهما من استلزام وتضمن، والدلالات ثلاثة أنواع دلالة مطابقة، ودلالة تضمن، ودلالة التزام، فدلالة المطابقة هي دلالة اللفظ على كامل معناه، ودلالة التضمن هي دلالة اللفظ على بعض معناه، ودلالة الالتزام هي دلالة اللفظ على أمر خارج معناه، وهذه هي أنواع الدلالة الثلاثة وعرفنا أيضا في الدرس الماضي عند الكلام على الدعاء المراد بقسميه دعاء العبادة ودعاء المسألة، وعرفنا أن دعاء العبادة هو التوجه إلى الله بالعبادة من صلاة وذكر وتلاوة القرآن وغير ذلك، فهذه كلها عبودية لله -سبحانه وتعالى- ودعاء المسألة هو التوجه إليه بالسؤال والطلب: اللهم اغفر لي، اللهم ارحمني، اللهم نجني من النار، اللهم أدخلني الجنة، ونحو ذلك هذا كله دعاء مسألة، والصلاة والحج والذكر وتلاوة القرآن هذه كلها دعاء عبادة، وبين الدعاءين تلازم، دعاء المسألة يتضمن دعاء العبادة؛ لأن من دعو الله ويفتقر إليه ويلتجيء إليه ويتجه له وحده بالطلب هو عبد لله وملتجيء لله -سبحانه وتعالى- ودعاء العبادة يستلزم دعاء المسألة من يعبد الله ويقنت له الدين هذا يستلزم أنه في سؤاله وطلبه يلتجيء إلى الله في كل حاجاته وفي جميع شئونه.
* عندنا ثلاث فصول مهمة لا ينبغي لأحد أن يغلط فيها أو يجهلها في هذا الباب، لابد من ضبطها والعناية بها في باب الشفاعة:
الفصل الأول: إذن الله للشافع.
الفصل الثاني: إذن الله للمشفوع له.
الفصل الثالث: الله -جل وعلا- لا يرضى إلا عن أهل التوحيد
*قول الله تعالى: ?قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللهِ لاَ يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ ?22? وَلاَ تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ?
أحد أهل العلم -حقيقة- قال كلمة عظيمة جدا بشأن هذه الآية قال: إنها قطعت شجرة الشرك من جذورها، اجتثت من أصولها، لماذا الآية فيها قوة كبيرة جدا في إبطال الشرك واجتثاثه وأنه لا متعلق لمشرك في شركه؟
الأمر الأول: لا يطلب من أحد إلا إذا كان مالكا ملكا استقلاليا، والله -جل وعلا- يقول: ?قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللهِ? أيا كانوا ?لاَ يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ? يعني ولو مثقال ذرة لا يملكون الذي هو الملك الاستقلالي، انتهت هذه المرتبة، أو انتفت هذه المرتبة في مرتبة ثانية إن وجدت استحق من وجدت فيها أن يدعى، ما هي؟ إن لم يكن مالكا أن يكون شريكا للمالك، يعني: عنده مع المالك مشاركة ولو في قسط قليل أو في جزء يسير فقال الله -عز وجل- في إبطال ذلك: ?وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ? ومالهم، أي: الأنداد ?فِيهِمَا? السماوات ?مِن شِرْكٍ? أي من شرِكةٍ وحظ ونصيب، إذًا بطل الأمر الثاني، لا مالك ولا شريكا للمالك فيه.
احتمال ثالث: إن وجد ما هو أن يكون ظهيرا للمالك يعني عونًا له يرجع إليه المالك ويأخذ برأيه ويأخذ مشورته فقال تعالى: ?وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ? أي ليس له ظهير من خلقه -جل وعلا- فإذن لا مالك ولا شريكا للمالك ولا ظهيرا للمالك يبقى احتمال رابع إن وجد استحق من وجد فيه أن يدعى وأن يطلب منه مباشرة ماذا؟ أن يملك الشفاعة الابتدائية عند المالك يعني أن يشفع عند المالك بدون إذن المالك فأبطل الله ذلك بقوله: ?وَلاَ تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ? إذن لا مالك ولا شريكا للمالك ولا يملك شفاعة ابتدائية عند المالك، إذن كيف يتجه إلى غير الله بالدعاء والسؤال والطلب؟
ـ[أم حنان]ــــــــ[18 - 04 - 09, 11:17 م]ـ
*حقيقة مهمة جدًا ونسي العلم، معنى أن نسيان العلم والاستهانة به وعدم العناية بدراسته هو سبب الباطل، يجب على الأمة أن تعتني بالعلم، وخاصة علم التوحيد، علم التوحيد، الفقه في كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- في الفقه الأكبر الذي هو أساس صلاح الأعمال توحيد الله -سبحانه وتعالى- فإذا نسي العلم بالتوحيد والعلم بالشرك أصبح الباطل يدخل على الناس، والشرك يدخل على الناس، والوثنية تدخل على الناس، والبدع والضلالات تدخل على الناس وتنفق فيهم وتروج عندهم، والسبب أن العلم نسي، وأي ناعق ينعق أو صائح يصيح بهم في أمر ولو كان من أبطل الباطل يجد له أتباعا كثر.
*للشرك مدخلان خطيران، جاء بيانهما في نصوص كثيرة، المدخل الأول العكوف على القبور، والمدخل الثاني ماذا؟ التصاوير، وهناك أحاديث عديدة جمعت الأمرين.
*هنا يأتي بعض الناس -لابد من التنبيه- هنا يأتي بعض الناس، ويحاولون في هذا الباب التلبيس على عوام المسلمين بالقياس على مسجد النبي -عليه الصلاة والسلام- وهنا ينبغي أن يتنبه الناس لأمر يتعلق بحديثنا وكلامنا أين دفن -عليه الصلاة والسلام- لما مات؟ في الحجرات، هل دفن في المسجد؟ ما دفن في المسجد، ودفن في حجرة عائشة، حجرة عائشة خارج المسجد، كانت تحيض فيها، وكان يأتيها فيها -عليه الصلاة والسلام- لم تكن من المسجد، فدفن في حجرة عائشة، والأنبياء كما جاء في الحديث: (يدفنون حيث ماتوا) فمات في حجرة عائشة بين سحرها ونحرها، ودفن في حجرتها، لم يدفن في المسجد
فالذي يريد أن يحتج فليحتج بالأحاديث، ما يحتج بأمر فُعِل متأخراً وهذا الأمر يعني لما وسع المسجد من الناحية الشرقية بني بناية كبيرة جدًا تحمي أو تحول بين وصول الناس والوصول إلى القبر هذه قضية سأتحدث عنها لاحقاً عندما نصل إلى قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد) فحمى الله قبره -عليه الصلاة والسلام- بجدار من وراء جدار، ما يصلون الناس إلى القبر وحتى أيضاً بناية الجدر بطريقة معينة ربما يأتي الحديث عنها في درس لاحق، فإذن قبره -عليه الصلاة والسلام- لم يكن في المسجد.
¥