تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

* دعاة الحق لهم علامات ولهم أمارات، فأنت إذا عرفت أماراتهم وعلاماتهم وصفاتهم فإنك تأخذ عنهم، وأيضًا أهل الباطل لهم علامات، لهم علامات تدل عليهم، فأمارات أهل الحق أنهم معتصمون بالكتاب والسنة معولون على الكتاب والسنة، وهذه أبرز علاماتهم، فهو داعية إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله -عليه الصلاة والسلام- دائماً إذا حدثك يحدثك: "قال الله وقال رسوله -عليه الصلاة والسلام-" يذكر لك الآية ويذكر لك الحديث.

بخلاف أصحاب الأهواء فتجد مصدرهم في التلقي ومصدرهم في الاستدلال أشياء أخرى مثل أن يأتي بالحكايات أو بالمنامات أو يأتي مثلاً بالتجارب التي يبني عليها عقائد أو يأتي بالأمور العقلية والفلسفات المنطقية أو مثلاً الأذواق أو ما إلى ذلك فيستدل بها.

فصاحب الحق يستدل بـ"قال الله وقال رسوله -عليه الصلاة والسلام-" ثم داعية الحق هو في الحقيقة هو لا يدعو إلى نفسه وإنما يدعو إلى دين الله ?قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ? [يوسف: 108] يدعو إلى الله -سبحانه وتعالى- وإلى دينه -سبحانه وتعالى-.

أما داعية الباطل فهو يريد تكثير أتباعه وتكثير أعوانه ويريد الأشياء التي تخصه وتعنيه، الإمام الشافعي -رحمة الله عليه- يقول: «وددت لو دخل الناس في دين الله أفواجاً وقرض جسمي بالمقاريض» ما يعنيه أن يكون له ظهور، أو يكون له بروز، أو يكون له أتباع، أو يحرص على أن يمد يده للناس يتمسحون ويقبلون وأشياء من هذا القبيل.

فمن همه نفسه فهذا ليس من أمارات دعاة الحق، داعية الحق لا يرى نفسه وإنما همه نشر الدين وبيان الحق والهدى.

أيضاً من علامات دعاة الحق: المحافظة على الطاعة وخصال الخير، تجده في حفاظه على الصلاة على العبادة على طاعة الله -سبحانه وتعالى- والصلاة حقيقة ميزان دقيق لمعرفة أهل الحق فتجد صاحب الحق محافظا على الصلاة معتنيا بها، سعيد بن جبير -رحمه الله- يقول: «ما فاتتني تكبيرة الإحرام من أربعين سنة» تكبيرة الإحرام يقول: «ما فاتتني من أربعين سنة» أحد السلف يقول: «إذا رأيت الشخص يفوت تكبيرة الإحرام -يعني يستديم هذا الأمر فاغسل يديك منه» فأصحاب الحق تجده محافظا على الصلاة معتنيا بها مهتما بها، إذا نودي إلى الصلاة ترك حديثه وترك عمله، أحد السلف -وكان نجاراً- كان إذا رفع المطرقة ليضرب بها المسمار وقال المؤذن: الله أكبر رماها قبل أن يضرب المسمار. رمى المطرقة ما يكمل حتى الضربة التي هوى بيده، إذا قال: الله أكبر. رمى المطرقة وقام يصلي، فالشاهد أن هؤلاء لهم علامات وأولئك لهم علامات.

*الأخت الكريمة من السعودية تقول: هل من الصحيح أن أفتح الحوار بيني وبين أهل البدع؟ أم أدعهم يفتحون هم موضوع بدعهم؟ وتسأل أيضاً: في بعض الأحيان عندما ندخل في موضوع البدع، يبدءون بمناقشتي بعنف وكأنهم يتحدونني وأن الغلبة لهم فهل أستمر أم أخرج من هذا النقاش؟

هذا يا إخوان منزلق وباب دقيق جدًا وبعض الناس استهانوا به، تجده قليل العلم، قليل البصيرة، ولم يتفقه في دين الله حتى لو سألته هل قرأت كتاب التوحيد مرة واحدة، يمكن ما قرأه فضلاً عن أن يقرأ شروحاته، ثم يتصدى لمناقشة أهل البدع، والسلف يقولون في التحذير من السماع لأهل البدع قالوا: فإنه ملقن الحجة، يعني: محمل بالشبهات، فيطرح عليك شبهات وأشياء بسبب قلة علمك وقلة بضاعتك ما تستطيع أن ترد عليه فتبقى الشبهة في نفسك ربما ما تستطيع أن تخرجها، تبقى تؤذيك في نفسك وفي قلبك وتجزل في قلبك ما تستطيع أن تخرجها وأنت الذي خاطرت بدينك، أنت الذي أعطيت سمعك له يملؤه ويملأ فؤاده بما عنده من شبهات، وهذه مخاطرة بالدين، وإذا كنت مخاطرا بشيء فلا تخاطر بدينك، الدين أغلى شيء، الآن لو كان عليك ثوب أبيض ونظيف وناصع البياض وجديد هل تأتي في وحل وتخوض فيه؟ تخشى أن يتلطخ بالطين والأوساخ، فما يعرض الإنسان دينه للخطر والآن لما تيسرت القنوات والشبكات العنكبوتية ووسائل الانتقال المتعددة أصبح بعض الناس في غرفة في بيته يخاطر في دينه، مرة يفتح هناك ومرة يفتح هنا، ومرة يسمع لهذا ومرة يسمع لذاك، ثم يمتلؤ رأسه بالشبهات، ويمتلي جوفه بالشبهات، ويريد أن يخرجها ما يستطيع، ولهذا يكثير في بعض الناس وساوس وشكوك وشبهات وأشياء تؤثر على دينه، وربما يقتنعون ببعض العقائد حتى بعض الأديان وهو الذي خاطر بدينه، من الذي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير