قلت: وكيف لا يكتسب سمعة سيئة عند المسلمين: وهم يصفون جميع دول الإسلام وعلى مر التاريخ بأنها دول: (ديكتاتورية قمعية) ابتداء من الدولة الأولى التي أقامها سيد الخلق صلوات ربي وسلامه عليه مرورا بأبي بكر وعمر وحتى عصرنا هذا دون استثناء! وأن أحدا لم يطبق الشريعة غير نظام طالبان!!
ولعمر الله تعالى قد فعل هؤلاء أشد من فعل الدينماركيين:فأولئك رسموا الكفر , أما هؤلاء فقد راموا هدم الدين من أصله!
فأحكام الله كالحدود والقصاص وما يتعلق بتنظيم المعاملات والبيوع عندهم جائرة لا تصلح للتطبيق في زماننا – زمان المعلوماتية وثورة التقنية!! - بل هي ضرب بزعمهم من ضروب تقييد الحرية وبالتالي تحول من تقدم المجتمع الذي لا يتقدم إلا بتنفيذ الفرد ما يمليه عليه هواه!!
وأقبح من هذا: مقولة بعضهم: بعيدا عن المطلقات!! يعني باختصار لا يعترفون بقوله تعالى: (ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم)
فالله علق وصف الإيمان: على القبول لهذه المطلقات التي لا ترضيهم!!
وبالتالي: نصوت هل نضع الخمر على متن الخطوط الجوية مثلا , ونترك الخيار للبرلمان: هل يقره أم لا!!
مثل القطيع ينساق نحو الأكثر!!
فشل وانهزامية!
ولقد تعجبت غاية العجب أثناء بحثي في هذا الموضوع إذ وقفت على كتاب ليورغين هابرماس: مستقبل لطبيعة الإنسانية نحو نسالة ليبرالية!!!
والذي يدعو فيه إلى استخدام الهندسة الوراثية والعبث في تقنية المورثات (الجينات) بحيث تتقبل الأجيال القادمة فكرة الحريين أو فكرة اللبرلة كمنهج دولي أممي!!
وهذا يدل على أمور منها:
1. سقوط الليبرالية في فخ الحرية المزعومة , فإنهم إذا كانوا يريدون تطبيق الحرية التي ينعقون بها صباحهم ومسائهم: فما بالهم يصادرون حريات الأجيال القادمة في حقها المكتسب في تقرير المصير؟؟
أليس هذا تناقضا عجيبا؟؟
2. كذلك: هذا يدل على شعور نفسي عميق بأن الأمم الحالية فضلا عن الأمم القادمة لن تقبل بالعيش في ظل هذا المنهج المعوج لأنهم وإن نمقوه – وهذا شأن كل من يريد أن يقنعك بباطله فلا بد وأن يضع عليه شيء من الحق تمويها – وهذا إنما استقوه من رؤيتهم خلال التاريخ فكلما رفعت رأسها أطفئت: "يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره " فهذا يشعرهم بالإحباط ومحاولة التعلق بمستقبل الأجيال القادمة والتعويل عليه!!!
وهنا لا أجدني إلا مستشهدا بقول أحدهم ويدعى ونستن تشرشل إذ يقول:
هي أسوأ نظام , ولكنها: أفضل أسوأ الأنظمة المتاحة!!
ـ[أشرف الغمري]ــــــــ[19 - 03 - 07, 01:51 م]ـ
أما عن القسم الثالث:
بين المبادئ والممارسات!
إن لليبرالية اليوم مبادئ عامة ولهم ممارسات , وثمة فرق بين هذه المبادئ التي ينادون عليها , وبين ممارساتهم لتحقيق هذه المبادئ النظرية إذ أن المبادئ هي النظريات أما الممارسات فهي وسائل تحقيق هذه النظريات.
ولذا سنفرد كلا منهما ذكرا ونقدا.
المبادئ العامة لليبرالية:
ليس من الطرح العلمي أن نستقي مبادئ منهج ما – إذا أردنا الحكم عليه – من كلام النقاد الذين أخذوا منهج التنظير والنقد لهذا المبدأ , ولذا عمدت إلى مصادر شتى في بحثي هذا تكون من كتبهم تارة ومن مواقعهم تارة أخرى ومقالاتهم ثالثة ,وندواتهم رابعة وهكذا!
أولا: الحرية والمساواة:
" إن الحرية والمساواة هما أهم دعامتين للفكر الليبرالي على أن يكون مفهوما أن الأولوية يجب أن تكون دائما للحرية ولكن دون تضحية غير مقبولة بالمساواة". وتلاحظ كلمة غير مقبولة فهناك تضحية مقبولة بالمساواة التي زعموا أنها ركن الليبرالية ولا أدري أي بيت هذا الذي يقوم على ركن واحد!
ثانيا: فالليبرالية مبدأ علماني بحت أي مبدأ لا يقوم إلا على سلخ الدين من جوانب الحياة المختلفة:السياسية والاقتصادية والثقافية ... إلا فيما يتعلق ببعض الجوانب الأخلاقية النظرية وفي أوساط محدودة جدا!
يقول مؤلف كتاب من أجل الإصلاح السياسي ما نصه: القانون هو عمل الدولة وهو مسئولية رجال السياسة , أما الأخلاق والدين فهما مجال الأفراد والمجتمع المدني ... فالفرد ومبادئه والمجتمع وقيمه في المنزل وفي المدرسة وفي المسجد وفي الكنيسة وفي الجمعيات!! ا. ه
¥