تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

على المرأة الحامل قد يعرف بها جنس الجنين. وهي عين الفراسة.

الشاهد الثالث

قلت: ليس في قصة عمر مع الأشتر ذكر للإلهام, إنما هو تفرس من عمر في الرجل ألم تر أنه قال: (أحسب) وهو من أفعال الظن لا العلم. فليس هذا من باب الإلهام بل من باب الفراسة كما هو معروف عند أهل العلم.

الوسيلة الثالثة الرؤيا الصادقة

الشاهد الأول

قلت: أعجب ما يتعجب منه أن ترى الرجل يستدل على نفسه بما يظنه دليلا له, وهذا ما حصل لابن الأزرق ردني الله وإياه إلى الحق, فإنه ذكر قصة رؤيا عائشة للأقمار الثلاثة وفيها أن أبا بكر قال لها: (إن صدقت رؤياك دفن في بيتك خير أهل الأرض) فلم يجزم أبو بكر بوقوع ما ورد في الرؤيا من غيب, إنما علق ذلك على صدقها. وجماعة عبد السلام ياسين يجزمون ولا يعلقون على صدق الرؤيا, بل يجزمون بصدقها حتى وإن كانت رؤية النبي e في المنام مقطعة رأسه الشريفة عياذا بالله من سوء الأدب ووسوسة الشياطين وتخبيطاتهم.

الشاهد الثاني

استشهد برؤيا عمر أن ديكا ينقره, ولم ينتبه لعبارة عمر رضي الله عنه وهي (لا أراه إلا حضور أجلي) فعبر بصيغة ظن لا جزم, فتنبه.

الشاهد الثالث

والقول في هذا الشاهد كالقول في الشاهد الذي مضى. فقد قال عثمان (لا أراني إلا مقتولا)

الشاهد الرابع

ذكر قصة رؤيا عمر بن عبد العزيز , وقال: (إسناد نعيم بن حماد على شرط الصحيح)

قلت: نعيم بن حماد ضعيف, وقد أخطأ ابن الأزرق خطأ فاحشا في نسبته هذه الرواية بلفظ (ستلي هذه الأمة) لابن سعد وابن نقطة , إنما رويا الخبر بلفظ (يا عمر إن وليت من أمر الناس شيئا فخذ بسيرة هذين) , وبأدنى تأمل يعرف الفرق بينهما. وأنبه على مسألة أخرى وهي أن الخبر من رواية ابن أبي عروبة عن عمر , وفيها عند ابن سعد: (بلغني أن عمر ... ) والبلاغ من أنواع المنقطع. وعند ابن نقطة (سعيد بن أبي عروبة عن عمر) وسعيد مدلس وقد عنعن, فلو صح سماعه فإنه ممن اختلط بأخرة. فالخبر ضعيف والله أعلم.

الشاهد الخامس

وفيه أن سفيان قال للرجل: إن صدقت رؤياك مات الأوزاعي. وهذا غريب من ابن الأزرق وما قلته في الشاهد الأول يقال هنا. من كونه علق على صدقها ولم يجزم بذلك.

فصل

ذكر ابن الأزرق وفقني الله وإياه الصواب عن ابن تيمية صورا من فراسته رحمه الله مستدلا بها على جواز علم غير الأنبياء بالغيب من طرق أخرى غير الوحي, ونقل تلك الصور عن ابن القيم والبزار , والحق أن كل ذلك من قبيل فراسته رحمه الله تعالى, لا اطلاعه على الغيب.

وأول ما ذكره الأخ ابن الأزرق حكاية جَزْمِه رحمه الله بنصر الله لهم على التتار, وكنت كتبت ردا على شيخه عبد السلام ياسين إذ قد سبقه إلى ذلك فقال: (وابن تيمية يقرأ في اللوح المحفوظ وينبئ بعلم المستقبل …كيف …لوح محفوظ وعلم غيب وابن تيمية إي نعم لا أذكر لك ـ يخاطب الأخوات ـ الصفحة والجزء لكي تقرئي كتاب مدارج السالكين لتلميذ ابن تيمية الذكي الزكي الذي قص كيف راجع شيخه حين أخبره أن المسلمين ينتصرون في معركة مع التتار وأخبره شيخه أنه رأى ذلك في اللوح المحفوظ …) (تنوير المؤمنات 1/ 290)

قلت: الذي في المدارج أن شيخ الإسلام قال: (فلما أكثروا علي قلت: لا تكثروا كتب الله تعالى في اللوحالمحفوظ أنهم مهزومون في هذه الكرة وأن النصر لجيوش الإسلام).وليس فيه أن ابن القيم راجعه, إنما الذي راجعه الأمراء, وقوله (كتب) لا يعني أنه (رأى) , فالرؤيا أخص من العلم, وثبوت الأعم لا يستلزم ثبوت الأخص. قال تلميذه ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية: (كان يتأول في ذلك أشياء من كتاب الله منها قوله: (ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله إن الله لعفو غفور)) ثم ذكر أنه مثل لهم ذلك ببغي الخوارج على علي ومعاوية, وذكر أنه أهل العلم تفطنوا لمقصوده بكلامه ذاك, فالمسألة واضحة وضوح الشمس، فهذه الآية من القرآن، والقرآن في اللوح المحفوظ، فقد يكون إطلاق شيخ الإسلام لكلمة اللوح المحفوظ من باب إطلاق اللفظ وإرادة بعض ما تضمنه من معنى, وهو دلالة التضمن, بقرينة إنكاره قدرة أحد على الاطلاع عليه. واستدلاله بالقرآن. وهذا ما عناه شيخ الإسلام لفقهه والله أعلم, وكان ذلك من فراسته رحمه الله حيث رأى القرائن دالة على النصر ـ لذلك أورد ابن القيم القصة عند حديثه عن الفراسة لا (علم الغيب) وقال في

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير