ففي هذه الآيات إضافة العين إلى الله مفردة ومجموعة، ففهم أهل السنة من هذه الآيات أن لله عينين، ولم يقل أحد منهم بأنه ليس لله إلا عين واحدة أو له أعين. "
قوله حفظه الله:
(ففي هذه الآيات إضافة العين إلى الله مفردة ومجموعة، ففهم أهل السنة من هذه الآيات أن لله عينين)
ما أدري بأي شيء فهم من الآيات ذلك؟ و كيف تم توجيه ما فهم من ذلك إلى القول بأن لله عينين؟
ذكر تعالى العين و الأعين فعلى أي أساس أقول كآخذ بهذه الفتوى أن هذا يدل على أن لله عينين؟
لأن الشيخ حفظه الله قال " ففهم أهل السنة من هذه الآيات أن لله عينين ".
لا يمكن ذلك الا بربط الآيات بالحديث المعروف الذي ذكره حفظه الله في آخر الفتوى " إن ربكم ليس بأعور " والكلام على هذا الحديث قد سبق.
ثم قال الشيخ الجليل حفظه الله:
" فالمنكر على أهل السنة إثبات العينين لله يلزمه واحد من أربعة أمور:
الأول: أن لله عيناً واحدة.
الثاني: أو له أعين كثيرة.
الثالث: أو تجويز الأمرين.
وكل هذا لم يقل به أحد من أهل السنة.
والرابع:- مما يلزم المعترض- أن ينفي العين لله مطلقاً، وهذا سبيل الجهمية ومن وافقهم من المعتزلة والأشاعرة, الذين لايثبتون لله عينين ولا وجهاً ولا يدين. "
و أنا اذكر ما لم يذكره الشيخ حفظه الله و هو القول الخامس:
خامساً: أن لله عين كما له أصبع لا نقول واحدة و لا نقول أكثر إنما نثبت له " صفة العين " كما يليق بجلالة سبحانه بلا تحريف و لا تمثيل و لا تعطيل و لا تشبيه و لا تأويل.
جاز ذلك في الاصبع فلماذا لا يجوز في العين؟
إن قيل بأن العين ثبت فيها نص تكلم عن " العدد " و اثبته؟
يقال: أين النص؟
فإن كان ما سبق " إن ربكم ليس بأعور ".
فالحمد لله الذي نزه نفسه عن كل نقص و لكن اين العدد؟
إن قيل: "نفي العور اثبات لضده "
يقال: و ما ضده؟
إن قيل: ضد الأعور من له عينان.
أجيب عليه بما في ردي ا لأول.
ثم الخلاف في هذا إن شاء الله ليس مما يخرج المخالف من أهل السنة.
و قال ابن تيمية رحمه الله في الجواب الصحيح (4\ 413):
ولا يعرف عالم مشهور من علماء المسلمين ولا طائفة مشهورة من طوائفهم يطلقون العبارة التي حكوها عن المسلمين حيث قالوا عنهم إنهم يقولون إن لله عينين يبصر بهما ويدين يبسطهما وساقا ووجها يوليه إلى كل مكان وجنبا
ولكن هؤلاء ركبوا من ألفاظ القرآن بسوء تصرفهم وفهمهم تركيبا زعموا أن المسلمين يطلقونه
وليس في القرآن ما يدل ظاهره على ما ذكروه فإن الله تعالى قال في كتابه
وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء
واليهود أرادوا بقولهم يد الله مغلولة أنه بخيل فكذبهم الله في ذلك وبين أنه جواد لا يبخل فأخبر أن يديه مبسوطتان كما قال
ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا
فبسط اليدين المراد به الجواد والعطاء ليس المراد ما توهموه من بسط مجرد
ولما كان العطاء باليد يكون ببسطها صار من المعروف في اللغة التعبير ببسط اليد عن العطاء
فلما قالت اليهود يد الله مغلولة وأرادوا بذلك أنه بخيل كذبهم الله في ذلك وبين أنه جواد ماجد
وإثبات اليدين له موجود في التوراة وسائر النبوات كما هو موجود في القرآن
فلم يكن في هذا شيء يخالف ما جاءت به الرسل ولا ما يناقض العقل وقد قال تعالى لإبليس
ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي
فأخبر أنه خلق آدم بيديه وجاءت الأحاديث الصحيحة توافق ذلك
وأما لفظ العينين فليس هو في القرآن ولكن جاء في حديث
وذكر الأشعري عن أهل السنة والحديث أنهم يقولون إن لله عينين
ولكن الذي جاء في القرآن
ولتصنع على عيني
واصنع الفلك بأعيننا ووحينا
وحملناه على ذات ألواح ودسر تجري بأعيننا
"
فذكر ذلك و جعله نقل و قول بل و قال:
" ولكن الذي جاء في القرآن
ولتصنع على عيني
واصنع الفلك بأعيننا ووحينا
وحملناه على ذات ألواح ودسر تجري بأعيننا "
و معلوم ما هي دلالة " لكن " في اللغة.
وفق الله الجميع
ـ[ابو حمزة الشمالي]ــــــــ[06 - 05 - 07, 07:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته:
شيء أخير أود أن أنبه عليه
لماذا نثبت لله عز وجل صفة اليدين مع العدد أي أن لله يدان و نتحرج من ذلك في صفة العين؟
¥