كما ذكر الشيخ حفظه الله بأن الآيات في صفة العين جاءت مفردة و مجموعة " عيني " " أعيننا "
كذلك اليد في القران " يد الله فوق ايديهم " و قال " أيدينا "
المفرد في اللغة يأتي و له معنى " العدد " أو " الجنس "
الجنس كقولك: رأيته بعين رأسي. أي ببصري و نظري و هذا لا يعني أن لك عين واحدة.
العدد كقوله تعالى: " العين بالعين " أي كل عين يقابلها عين.
و قد يحتمل الإفراد هذه أو تلك.
الجمع له معنى التعظيم أو الشدة والقوة كقوله تعالى " و السماء بنيناها بأيد ٍ "
و قد تأتي بمعنى الجمع: كقولك " الاياس مما في أيدي الناس ".
و قد يحمل على هذه و تلك.
تبقى التثنية؟
كقوله تعالى " بل يداه مبسوطتان "
التثنية لا أعرف - حسب قاصر علمي - أن لها في اللغة معناً غير " العدد "
هل تقصد تثنية الشيء لغاية غير العدد؟
لا أعلم ذلك.
قد تستخدم في الشعر على غير حقيقة واقعها ولكن دون أن يكون لها معناً متعلق بالتثنية.
و إنما إذا ثني الشي علم أن التثنية مقصودة على الحقيقة أي إثنان من هذا الشيء.
فإن كان من أهل اللغة من يعرف خلاف هذا فلينفعنا بارك الله فيه.
وردت تثنية اليدين في القران فكان هذا كافياً لإثبات صفة اليدين لله عز وجل بل وجاءت صريحة في السنة في حديث ابي هريرة عند الترمذي و ابن خزيمة و صححه الأئمة:
" لما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح عطس فقال الحمد لله فحمد الله بإذنه فقال له ربه يرحمك الله يا آدم اذهب إلى أولئك الملائكة إلى ملأ منهم جلوس فقل السلام عليكم قالوا وعليك السلام ورحمة الله ثم رجع إلى ربه قال إن هذه تحيتك وتحية بنيك بينهم فقال الله له ويداه مقبوضتان اختر أيهما شئت قال اخترت يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين مباركة , الحديث ".
فهذا نص قاطع الدلالة لا مرية فيه و من طعن فيه فقد طعن في السنة.
و لكن اين هذا بالنسبة لصفة العين؟
لم ترد مثناة في القران و لم ترد في السنة في غير حديث " إن ربكم ليس بأعور "
فعلام يجعل القول بأن لله عينان قول ثابت قاطع الثبوت حداً يجعل من يخالف في ذلك خارجاً عن أهل السنة!.
توقف ابن عثيمين رحمه الله في تلخيص الحموية عن صفة الجسم لم ينفها و لم يثبتها و صرح بتوقفه فيها نفيا و اثباتا و قد أثبت بعض السلف " صفة الجسم لله " مع أن الأدلة التي " مفهومها " يثبت هذه الصفة أكثر مما ورد في اثبات صفة العينين لله و مع هذا توقف الشيخ رحمه الله.
أفلا يسعنا أن نتوقف هنا؟
أليس ذلك أقرب للتقوى؟
هذا ما كنت أعنيه لأن لا يقال " يثبت العين الواحدة " أو " ينفي صفة العين ".
و الله حسبنا و نعم الوكيل
ـ[البتيري]ــــــــ[06 - 05 - 07, 09:26 م]ـ
جزاكم الله خيرا
اخي الشمالي،
اود ان استفسر منك (كما علمنا من قبل ان نسال السؤال التالي)
من سبقك بقولك هذا؟؟
أنا اذكر ما لم يذكره الشيخ حفظه الله و هو القول الخامس:
خامساً: أن لله عين كما له أصبع لا نقول واحدة و لا نقول أكثر إنما نثبت له " صفة العين " كما يليق بجلالة سبحانه بلا تحريف و لا تمثيل و لا تعطيل و لا تشبيه و لا تأويل.
جاز ذلك في الاصبع فلماذا لا يجوز في العين؟
لست في ذلك مضعفا لقولك ولكني مستفسر ..
وجزاك الله خيرا ..
ـ[ابو حمزة الشمالي]ــــــــ[07 - 05 - 07, 01:13 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته:
أخي الكريم:
أستطيع و لله الحمد أن أقول و أنا مطمئن القلب: " قال بذلك كل من لم يثبت عنه القول بالعينين " لأن الأصل هو اثبات الصفة على الاجمال و لا ينتقل عنه الا بدليل فلو استصحبنا الاجماع السكوتي - كما يسمى - لكان الأولى أن يستصحب على حال الصحابة وحالهم كان الاجمال في اثبات الصفة بحيث لا نقول عين و عينان حتى يثبت نص في ذلك واضح لا يخفى معناه لأن " العدد " الدلالة عليه لا ينبغي لها أن تخفى حتى يتم استنباطها و تكلف التأويلات لإثباتها فالواحد واحد و الاثنان اثنان و هذا ما قلته فلم أقل ببدع من القول ولله الحمد.
المسألة إذا كان لها " منهج مطرد " اجتمع عليه الناس لا يخالفون فيه فهذا هو الأصل الذي لا يشذ عنه الا مخالف.
¥