تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و المنهج عند أهل السنة والجماعة اثبات ما اثبت الله لنفسه من الصفات في الكتاب و السنة بلا تأويل و لا تعطيل و لا تمثيل و لا تشبيه و لا تحريف بإجمال لا يخصص الا بدليل فأثبتوا لله صفة اليد مجملة فلما ورد النص باليدين قالوا بذلك و اشتهر عنهم.

هذا لا يخالف فيه أحد و هذا ما قال به كل من تكلم في شأن العقيدة من أهل السنة لا يختلفون فيه. و قد ورد في كتاب الله عز وجل صفة العين فقرأها الصحابة فإما أن تقول بأنهم سكتوا وهم يعتقدون نفيها و هذا باطل و إما أن تقول سكتوا وهم يثبتون لله ما أثبته لنفسه من الصفات في كتابه و سنة نبيه و هذا هو الحق. و قد أثبت الله تعالى في كتابه صفة العين له فأثبتها الصحابة رضوان الله عليهم و هذا اثبات مجمل في شيء لا يحل النزاع فيه و هو اثبات صفة العين لله ثم جاء من بعدهم فقال بالعينين و لم يثبت عن الصحابة أنهم قالوا بذلك فإذا قيل بأنهم سكتوا و هم يعتقدون بأن لله عينين قيل هذا تخصيص عموم يحتاج إلى دليل فالمعروف عنهم الاثبات المجمل حتى يرد ما يفصل ذلك الاثبات فقد ثبت لله عز وجل صفة اليد فأثبتوها ثم خصصت الصفة بأنهما اثنتين فقالوا بذلك و كانت نصوص التخصيص واضحة صريحة كما ذكرت سابقا ً و ثبت عن الصحابة القول باليدين و نقل عنهم و اشتهر فيهم و على من يقول بأن الصحابة تجاوزوا عموم اجمال صفة العين إلى العينين فعليه أن يأتي بالدليل و الا فقولهم الذي عرف عنهم أنهم يجملون الصفة حتى يرد ما يخصصها فإن قلت خصصها حديث " إن ربكم ليس بأعور " قيل لك و هل تجزم بأنهم كلهم فهموا أن " نفي العور إثبات للعينين "؟؟ و قد بينت سابقا ً أن اللغة تخالف هذا الفهم و الصحابة هم أولى الناس بفهمها على وجهها فلو كان ذلك الفهم لا يخالف فيه أحد لنقل عن الصحابة تصريحهم به و الذي أعرفه أن أول من صرح بذلك هو ابن خزيمة رحمه الله في القرن الرابع ثم تبعه اللالكائي في الخامس ثم نقل أبو الحسن الأشعري ذلك عن أهل السنة وأهل الحديث و نقله يحتاج إلى اثبات عنه ثم أن فهمه نفسه لمن هم أهل السنة والجماعة؟ و من أهل الحديث؟ يحتاج لنظر فهو نفسه رحمه الله لم يكن على منهج واضح في فهمه لهذه المعاني بل إن من المتأخرين من يصف الأشعرية والماتريدية بأنهم من أهل السنة والجماعة في باب العقيدة كما قال بذلك السفاريني حتى بعد انتهاء المعركة و انكشاف غبار الشبهة!.

و المعروف عن ابن خزيمة رحمه الله الشدة في هذا الباب أي في محاربة أهل التأويل و التعطيل و في مخالفتهم حتى نقل عنه الذهبي أنه أقام وليمة في بستانه عندما نقل اليه موت أحد أكابر أهل التأويل في زمانه فأسقى و أطعم فعاب عليه الذهبي ذلك أي أنه لا يبلغ الأمر أن يفرح بموت مسلم و أيضاً لا يبلغ الأمر أن نثبت تخصيص صفة لله بحديث دلالته ليست بذلك الوضوح و لا يسعك تأنيب المخالف فيها فيفتح باب الاختلاف في صفات الله لأن القائل بالعينين لا يسعفه لا النقل عن الصدر الأول و لا اللغة و لا الاجماع على لجم مخالفه فإما أن تسلم له و تجيز له الخلاف و إما أن تعود معه إلى الأصل الأول الذي ذكرته في صدر هذا الرد و هو: " اثبات ما اثبت الله لنفسه من الصفات في الكتاب و السنة بلا تأويل و لا تعطيل و لا تمثيل و لا تشبيه و لا تحريف بإجمال لا يخصص الا بدليل ". و الدليل إنما يسمى دليل إذا كان مرشداً إلى الهدى الذي ليس بعده إلا الضلال و قد أنكر ابن القيم رحمه الله حديث القلتين بأنه لم يكن واضح التحديد في كمية القلتين و كيف نعرفها في شأن تعم به البلوى فكيف يتركه رسول الله صلى الله عليه و سلم دون تحديد واضح إن كان يريد أن يعبد الناس بمفهوم ذلك الحديث؟ فقال لا يعمل به و القول بأن الماء طاهر لا ينجسه شيء؟!. أقول نقبل مثل هذا التعليل في الماء فنرد به مفهوم الحديث و لا نقبله في صفة من صفات الله؟ حديث استنبط منه على ما يخالف اللغة بمفهوم الضد قاله النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع في آخر عمره؟ وهو الذي أنفق عشر سنين يدعو إلى العقيدة في مكة و يقررها لا يتجاوز إلى ما سواها ثم يسكت عن صفة من صفات الله لا يتكلم فيها بشيء يثبت عنه الا قبل وفاته بعام ثم نقول: الآن جاء الحق " إن لله عينين! ".

والله اعلم

ـ[البتيري]ــــــــ[07 - 05 - 07, 06:47 م]ـ

اخي ابو حمزة الشمالي

جزاك الله خيرا

اعيد عليك سؤالي: من سبقك الى ما تقول؟

"قال بذلك كل من لم يثبت عنه القول بالعينين "

وهذا جواب صحيح ولكنه عام جدا،،

لانني بصراحة اقرا مثل هذا القول لاول مرة (واعذرني على قلة اطلاعي) ..

فمعظم كتب العقيدة - بل وجلها - كتبت:

اثبات ان لله سبحانه وتعالى عينين دون تحريف او تعطيل او تشبيه او تمثيل ..

الا يعد ذلك اجماعا؟؟؟

وبالنسبة لمعنى اعور فاليك ما كتبه صاحب لسان العرب:

""" (عور) العَوَرُ ذهابُ حِسِّ إِحدى العينين"""

وسؤالي هو: هل عرف العرب كائنا باكثر او اقل من عينين حتى تاخذ لفظة "الاعور" معنى غير معنى من فقد بصر احدى عينيه؟ ..

قد يكون كلامك صحيحا في: عدم ثبات صفة العينين الاثنتين لله سبحانه وتعالى بالنص الصريح القاطع كنص اليدين له جل وعلا ..

ولكن ما فهمه العقديون ان اقرب شئ لمقلوب كلمة اعور هو صحيح العينين ..

ارجو الا اكون متكلفا متعديا في قولي،، وانا لست بذلك الذي يرجح النصوص ويؤولها ..

ولكني هذا ما اراه

والله اعلم


اللهم اني اعوذ بك من ان اشرك بك وانا اعلم
واستغفرك لما لا اعلم ...
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير