ـ[ابو حمزة الشمالي]ــــــــ[08 - 05 - 07, 08:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته:
قال به الشافعي كما نقل عنه ابن تيمية في الفتاوى: (182\ 4)
" وذكر الشافعي المعتقد بالدلائل فقال لله أسماء وصفات جاء بها كتابه وأخبر بها نبيه أمته لا يسع أحدا من خلق الله قامت عليه الحجة ردها إلى أن قال نحو إخبار الله سبحانه إيانا أنه سميع بصير وأن له يدين لقوله بل يداه مبسوطتان وأن له يمينا بقوله والسموات مطويات بيمينه وأن له وجها لقوله كل شيء هالك إلا وجهه وقوله ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام وأن له قدما لقوله حتى يضع الرب فيها قدمه يعني جهنم وأنه يضحك من عبده المؤمن لقوله صلى الله عليه و سلم للذي قتل في سبيل الله إنه لقي الله وهو يضحك إليه وأنه يهبط كل ليلة إلى سماء الدنيا لخبر رسول الله بذلك وأنه ليس بأعور لقول رسول الله إذ ذكر الدجال فقال إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور وأن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة بأبصارهم كما يرون القمر ليلة البدر وأن له إصبعا لقوله ما من قلب إلا وهو بين إصبعين من أصابع الرحمن قال وسوى ما نقله الشافعي أحاديث جاءت في الصحاح والمسانيد وتلقتها الأمة بالقبول والتصديق "
فهذا ابن تيمية رحمه الله ينقل أن الشافعي فصل معتقده بالدلائل في صفات الله فذكر السمع والبصر ثم ذكر صفة اليد وخصصها بأنهما اثنتين ثم خصص التثنية بأن له يمين و هذا تفصيل دقيق ثم ذكر الوجه والقدم ثم ذكر الضحك والنزول و عندما جاء إلى صفة العين " أجمل " كما كنت أقول في مذهب السلف فأثبت صفة العين مجملة و نفى ما نفى الله عن نفسه فقال " وأنه ليس بأعور " ولم يتجاوزالى التفصيل كما تجاوز في صفة اليدين ثم ذكر صفة الاصبع كما كنت دعوت الى ذكرها " مجملة " و مع هذا يقول اخي البتيري:
من سبقك بقولك: " أن لله عين كما له أصبع لا نقول واحدة و لا نقول أكثر إنما نثبت له " صفة العين " كما يليق بجلالة سبحانه بلا تحريف و لا تمثيل و لا تعطيل و لا تشبيه و لا تأويل ".
أقول سبقني الشافعي رحمه الله حيث قال: " وأنه ليس بأعور لقول رسول الله إذ ذكر الدجال فقال إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور وأن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة بأبصارهم كما يرون القمر ليلة البدر وأن له إصبعا".
و سبقني ابو القاسم السهيلي
الروض الأنف: (1\ 166)
"باب إضافة العين إلى الله
وفيه: قومهم أعلى بهم عينا أي: أبصر بهم أي: عينهم وإبصارهم فوق عين غيرهم في أمرهم فالعين ها هنا بمعنى الرؤية والإبصار لا بمعنى العين التي هي الجارحة وما سميت الجارحة عينا إلا مجازا؛ لأنها موضع العيان وقد قالوا: عانه يعينه عينا إذا رآه وإن كان الأشهر في هذا أن يقال: عاينه معاينة والأشهر في عنت أن يكون بمعنى الإصابة بالعين وإنما أوردنا هذا الكلام لتعلم أن العين في أصل وضع اللغة صفة لا جارحة وأنها إذا أضيفت إلى الباري سبحانه فإنها حقيقة نحو قول أم سلمة لعائشة: بعين الله مهواك وعلى رسول الله تردين؟ وفي التنزيل: " ولتصنع على عيني " وقد أملينا في المسائل المفردات: مسألة في هذا المعنى وفيها الرد على من أجاز التثنية في العين مع إضافتها إلى الله تعالى وقاسها على اليدين وفيها الرد على من احتج بقول النبي عليه السلام: إن ربكم ليس بأعور وأوردنا في ذلك ما فيه شفاء وأتبعناه بمعان بديعة في معنى عور الدجال فلينظر هنالك"
صاحب الروض الأنف هو ابو القاسم السهيلي متوفى: سنة 581، إحدى وثمانين وخمسمائة و قال في الرسالة المستطرفة: كتاب (الروض الأنف) بالفاء كعنق في شرح غريب ألفاظها وإعراب غامضها وكشف مستغلقها في أربع مجلدات ذكر فيه أنه استخرجه من مائة وعشرين مصنفا فأجاد فيه وأفاد.
وكان من أعلم الناس باللغة قال عنه ابن القيم بعد أن ذكر إحدى الفوائد التي خطرت بباله بمكه في بدائعه:
" وكان قد وقع لي هذا بعينه أمام المقام بمكة وكان يجول في نفسي فأضرب عنه صفحا لأني لم أره في مباحث القوم ثم رأيته بعد لفاضلين من النحاة أحدهما حام حوله وما ورد ولا أعرف اسمه والثاني أبو القاسم السهيلي رحمه الله فإنه كشفه وصرح به وإذا لاحت الحقائق فكن أسعد الناس بها وإن جفاها الأغمار والله الموفق للصواب " البدائع (1\ 214).
¥