وقال في موضع آخر: (ثم رأيت هذا المعنى بعينه قد ذكره السهيلي فوافق فيه الخاطر الخاطر) البدائع (2\ 255)
أقول: وهذا ما نفعله نحن الآن .. !.
و قد انكر عليه ابن القيم في البدائع قوله لا يعطي الإبصار معنى البصر والرؤية قال ابن القيم: مجرد كلام لا حاصل تحته ولا تحقيق فإنه قد تقرر عقلا ونقلا أن لله تعالى صفة البصر ثابتة كصفة السمع فإن كان لفظ الإبصار لا يعطى الرؤية مجردة فكذلك لفظ السمع وإن أعطى السمع إدراك المسموعات مجردا فكذلك البصر فالتفريق بينهما تحكم محض و قال ابن القيم: إن خصائص صفات المخلوقين لا تلزم الصفة مضافة إلى الرب تعالى كما لا يلزم خصائص وجودهم وذاتهم وهذا مقرر في موضعه.
ثم سكت ابن القيم عن نفيه لصفة التثنية لصفة العين ولم يناقشها!.
ومع هذا فالسهيلي اثبت صفة العين على الحقيقة حيث قال:" وأنها إذا أضيفت إلى الباري سبحانه فإنها حقيقة ".
و ينقل عنه شيخ الاسلام و يستشهد بمقولاته منها قول ابن تيمية في معية ابي بكر في الغار:
" وقال طائفة من أهل العلم كأبي القاسم السهيلي وغيره هذه المعية الخاصة لم تثبت لغير أبي بكر " المنهاج (8\ 382)
وقال مرة: " و كما قال السهيلي: أعوذ بالله من قياس فلسفي وخيال صوفي " درء التعارض (2\ 80)
و كذلك ابن القيم يعظم أقواله في اللغة و يستشهد بها فله عن السهيلي في بدائع الفوائد فقط ما يزيد على خمسين فائدة و يلاحظ ذلك كل من قرأ البدائع له و قال في موضع منها بعد أن فند قول من قال بأن " لن " تفيد النفي على التأبيد قال:
"فهكذا ينبغي أن يفهم كلام الله لا كفهم المحرفين له عن مواضعه قال أبو القاسم السهيلي على أني أقول إن العرب إنما تنفي بـ"لن " ما كان ممكنا عند المخاطب مظنونا أنه سيكون فتقول له إن لن تكون لما ظن أنه يكون لأن لن فيها معنى أن وإذا كان الأمر عندهم على الشك لا على الظن كأنه يقول أيكون أم لا قلت في النفي لن يكون وهذا كله مقول لتركيبها من لا وإن وتبين لك وجه اختصاصها في القرآن الكريم بالمواضع التي وقعت فيها دون لا فائدة إذا الظرفية الشرطية " البدائع (1\ 103).
وقال مستشهدا بكلامه للرد على المعتزلة: (قال أبو القاسم السهيلي اعلم أن ما إذا كانت موصولة بالفعل الذي لفظه عمل أو صنع أو فعل وذلك الفعل مضاف إلى فاعل غير الباري سبحانه فلا يصح وقوعها إلا على مصدر لإجماع العقلاء من الأنام في الجاهلية والإسلام على أن أفعال الآدميين لا تتعلق بالجواهر والأجسام لا تقول عملت جملا ولا صنعت جبلا ولا حديدا ولا حجرا ولا ترابا فإذا قلت أعجبني ما عملت وما فعل زيد فإنما يعني الحدث.
فعلى هذا لا يصح في تأويل قوله تعالى والله خلقكم وما تعملون إلا قول أهل السنة أن المعنى والله خلقكم وأعمالكم ولا يصح قول المعتزلة من جهة المنقول ولا من جهة المعقول). البدائع (1\ 154).
و ممن قال بنفي صفة التثنية ايضاً البيهقي فيما وافق فيه أهل السنة والجماعة من الصفات و رحم الله ابن تيمية حيث قال متحدثا ً عن الأخذ ممن مثل البيهقي رحمه الله:
" أن هذا الضرب الذي قلت أنه لا يتحاشى من الحشو والتشبيه والتجسيم إما ان تدخل فيه مثبتة الصفات الخبرية التي دل عليها الكتاب والسنة أو لا تدخلهم فإن أدخلتهم كنت ذاما لكل من أثبت الصفات الخبرية ومعلوم أن هذا مذهب عامة السلف ومذهب أئمة الدين بل أئمة المتكلين يثبتون الصفات الخبرية في الجملة وإن كان لهم فيها طرق كأبي سعيد ابن كلاب وأبي الحسن الأشعري وأئمة أصحابه كأبي عبدالله ابن مجاهد وأبي الحسن الباهلي والقاضي أبي بكر بن الباقلاني وأبي إسحق الاسفرائيني وأبي بكر بن فورك وأبي محمد بن اللبان وأبي علي بن شاذان وأبي القاسم القشيري وأبي بكر البيهقي وغير هؤلاء فما من هؤلاء إلا من اثبت من الصفات الخبرية ما شاء الله تعالى وعماد المذهب عنهم إثبات كل صفة في القرآن وأما الصفات التي في الحديث فمنهم من يثبتها ومنهم من لا يثبتها فإذا كنت تذم جميع أهل الإثبات من سلفك وغيرهم لم يبق معك إلا الجهمية من المعتزلة " الفتاوى (4\ 174).
قال البيهقي في الأسماء والصفات:
باب ما جاء في إثبات العين صفة لا من حيث الحدقة.
¥