لن تجده الا في كتاب ابن خزيمة و اللالكائي والدارمي و ابن القيم وابن تيمية وابن عثيمين رحم الله الجميع و نفعنا بعلمهم و لن تجده بلفظ " عيني الله " أو " عينيه تعالى " ولكن ستجده بلفظ " إن لله عينين " فقط على أغلب الأحوال لأنه لا يذكر فيها آثار السلف التي تتحدث عن تلك الصفة و إنما يذكر فيها " التقرير " وحسب " إن لله عينين ".
أما آثار السلف فلا أظنك ستظفر بشيء الا ما شاء الله , والله على كل شيء قدير.
والله يوفقني واياك.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - 07 - 07, 10:50 ص]ـ
الأخ أبو حمزة الشمالي
لو أعدت النظر في كلامك فسيتضح لك إن شاء الله ما فيه من خطأ، وذلك من أوجه:
أولا: شيخ الإسلام ابن تيمية أيضا نقل إجماع السلف على إثبات صفة العينين، فإن سلمنا جدلا أن الإجماع الذي نقله أبو الحسن الأشعري خطأ؛ لأنه لم يكن خبيرا بأقوال السلف، فهل ترى أن هذا وارد على شيخ الإسلام أيضا؟
ثانيا: أنت تطلب منا أن نذكر لك قائلا قبل ابن خزيمة واللالكائي والدارمي ... إلخ
فنقول: مِن قبل هؤلاء نص على ذلك ابن قتيبة الملقب بخطيب أهل السنة، ومحمد بن نصر المروزي أحد أكابر أئمة أهل السنة أيضا، ونص عليها أيضا الإمام أبو إسماعيل الهروي حامل لواء الدفاع عن السنة في عصره.
ثم إني أتعجب من سؤالك حقيقة، فإذا كان هؤلاء الأئمة جميعا قد نقلوا ذلك وبعضهم نقل الإجماع عليه، فهل يُقبل التشكيك في هذه العقيدة لمجرد احتمال خطر على القلب؟
المتوقع منك إذا أردت أن تخالف هؤلاء أن تأتي بنص صريح عن أحد ممن سبقهم قد خالفهم، وهذا ما لم تفعله، وأما ما ذكرته عن الشافعي والبيهقي فليس في كلامهم أدنى إشارة لفهمك، بل غايته أن يكون كلاما محتملا فلا يعارض به تصريح هؤلاء، ولو كان استدلالك بكلام الشافعي والبيهقي صحيحا فقد كان يغنيك الاستدلال بنصوص القرآن فهم لم يزيدوا عليها.
ثالثا: كلامك في التخريج اللغوي لكلمة (العور) غير صحيح بالمرة، ولو نظرت في جميع كتب اللغة فلن تجد شاهدا لما تقول، فأهل اللغة اتفقوا على أن العور هو إصابة إحدى العينين، ولا يمكن أن يطلق ذلك على من ليس له إلا عين واحدة أو أعين كثيرة، وأصل اشتقاق العور من الاعتوار وهو التداول أو التناوب، وذلك لا يكون إلا في شيئين.
رابعا: القسمة العقلية الحاصرة تقتضي أن يكون المراد بصفة العين: (عينا واحدة) أو (عينين) أو (ثلاثة أعين فأكثر)، ومن الباطل المقطوع ببطلانه أن يكون الأول هو المقصود؛ لأن العين الواحدة عور ظاهر عند جميع العقلاء، والرسول عليه الصلاة والسلام ذكر أن الله ليس بأعور، ومن الباطل المقطوع ببطلانه أيضا أن يكون لله أعينا كثيرة؛ لأن ذلك لم يقله أحد على الإطلاق لا من السلف ولا من الخلف إلا ابن حزم فيما شذ فيه مما لم يوافقه عليه أحد، وقوله في ذلك نظير قوله في صفة اليد وأن الواجب إثبات يد ويدين وأيديا، فهو يتكلم من أصل واحد بنى عليه اعتقاده؛ فإن صح أصله وجب قبول كلامه في البابين، وإن فسد أصله بطل كلامه في البابين، فتأمل.
خامسا: أنت طعنت في الاستدلال بظواهر النصوص مثل (إن ربكم ليس بأعور) وغيره بأنها ليست نصا في محل النزاع، فنقول: يحتمل أن يكون هذا صحيحا، فليست نصا في محل النزاع، ولكنها ظاهرة في محل النزاع، وتأيد هذا الظاهر في عدة أحاديث، فلو كان هذا الظاهر غير مراد لوُجد في النصوص الشرعية بيان ذلك، ولو كان هذا الظاهر غير مراد لوجد في السلف من يبين ذلك، ولو كان هذا الظاهر غير مراد لما نقل غير واحد اتفاق السلف عليه، فتأمل هذا أخي الكريم، فإن الحجية تثبت بما هو دون ذلك.
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[10 - 07 - 07, 02:53 م]ـ
الأخ أبو حمزة الشمالي
لو أعدت النظر في كلامك فسيتضح لك إن شاء الله ما فيه من خطأ، وذلك من أوجه:
وفقك الله أبا مالك
ـ[ابو حمزة الشمالي]ــــــــ[11 - 07 - 07, 07:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته:
أخي الكريم العوضي بارك الله فيك ...
العجب كل العجب أن يرد اجماع في صفة من صفات الله التي إنما هي أس العقيدة و منتهى غايتها ثم لا يرد فيه أثر لا عن صحابي و لا عن تابعي و قد ورد في نظائر تلك الصفة مثل صفة اليدين ما نعلم من آثار عن " أهل الاجماع " من سلف الأمة من الصحابة والتابعين فكيف لا يرد في ذلك شيء حتى في معرض الكلام ولا أقول في معرض النقاش لكي لا يقول قائل بأن هذه الامور لم تكن مطروقة للنقاش زمن الصحابة والتابعين أفلا يرد أثر يقول فيه صحابي أو تابعي شيئا فيه صراحة وصف الله بأن له عينين؟؟
كأن يقول مضيت بعيني الله؟
حرستك عيني الإله؟
أو شيء كهذا!!!.
واجماع على أمر " ليس من حوادث الأمور " في ذاته لم يرد في المجمعين أثر عن صحابي أو تابعي ناهيك عتهم كلهم اجماع فيه من الصورية والتجوز ما فيه و لو نقله من نقله.
ومذهب الصحابة والتابعين كان كمذهب الشافعي الاجمال حتى يصرف النص بالتفصيل.
نرفض " مفهوم المخالفة " في كثير من مسائل الفقه ثم نبني عليه عقيدة في صفة " ذاتية " لله؟!
بل ونجعل ذلك مسلما لا يحل خلافه؟
واللغة أخي الفاضل لو أعدت النظر و أنت خير مني فيها فأنت من أهلها لا تقول بما تجزم أنت به فالتناوب و التداول يحدث بين أكثر من اثنين و إنما سميت الدولة دولة لأنه يتداولها الناس بعد الناس.
فإن أثبت لي في اللغة أن العور لا يطلق الا على من فقد عينا من عينين سلمت لك بما تقول.
و إن أثبت أن الذي فقد عينا من عدة أعين لا يسمى أعور العين سلمت لك بما تقول.
بارك الله فيك و وفقني واياك لما يحب و يرضى
¥