تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما قولك أن الامام احمد تحدث في شيء لم يتحدث به الصحابة فقد نوهت عن هذه النقطة في ردي عليك حيث قلت " واجماع على أمر " ليس من حوادث الأمور " في ذاته لم يرد في المجمعين

الحمد لله وحده ...

هذا الموضع من كلام الأخ أبي حمزة فيه إشباه، فهو يحتمل معنيين (أحدهما باطل)، فيجب أن يتحدد المعنى المراد.

وأنا أقطع إن شاء الله أن الأخ أبا حمزة يريد المعنى الحق، ولكن عدم النص عليه ربما يجعل الذهن يسبق إلى الآخر في ثنايا الحوار، فلزم التنبيه.

فالمعنى الأول: أن الإمام أحمد حين تكلّم بما لم يتكلّم به الصحابة كان ما تكلّم به على غير ما يعتقدون، أو زائدًا أو ناقصًا عليه.

والمعنى الثاني: أن الإمام أحمد إنما تكلّم بعين العقيدة التي اعتقدها الصحابة والتابعون، لم يزد ولم ينقص، وليس الأمر إلا في الألفاظ والتعبيرات فقط.

** وأن الإمام ما تكلّم إلا بعقيدة أهل السنّة التي اعتقدها الصحابة والتابعون وتابعوهم.

** وأن هذه العقيدة مجمعٌ على معناها (دون لفظها) بين الصحابة وسائر السّلف لا يختلفون فيها.

** وأن أهل العلم من أهل السنّة على مر العصور لا يعتقدون خلاف هذه العقيدة.

** ولكن اضطُّر أئمّة أهل السنّة والجماعة إلى التكلّم بألفاظ لم ترد عن السّلف بما يتناسب مع تشقيقات وتفريعات المبتدعة.

** أو بالحدّ الذي يرفع الجهل، ويكشف معاني عقائد الصحابة والسّلف بعد أن أسلم أقوام كُثر لا يفهمون لسان العرب.

** وقد كانت هذه العقيدة مفهومة لكلّ عربي موحّد سليم الفطرة قبل ذلك، ولم يكن للمبتدعة فيها كلام ولا جدال؛ فلم يتكلّم أحدٌ من السّلف بهذه الألفاظ المخصوصة؛ بل لم يخطر ببالهم الكلام.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أقول: أما المعنى الأوّل فهو الضلال المبين، ولا أرى أن أحدًا ينتسب إلى لسنّة يجرؤ على القول به.

فإن كان الحق هو المعنى الثاني فحسب علمنا يقينًا:

== أن الإمام أحمد وغيره من أهل السنّة والجماعة الذين تكلموا بهذه الألفاظ لم يزيدوا على حكاية المعاني التي اعتقدها السّلف بشيءٍ من التفصيل، وألفاظ يفهمها من قصر عن إدراك لسان العرب.

== أنّ أهل السنّة والجماعة ممن جاء بعد عصر السلف حين أجمعوا على هذه (الألفاظ) غير المعهودة لم يخالفوا من قبلهم، ولا جاءوا بما لم يعتقده الأوائل من المُحدثات، وحاشاهم.

بل؛ أجمعوا على (لفظٍ) كان السّلف قد أجمعوا على (معناه).


مثال:
الإجماع على أنّ: (الله فوق العرش بذاته)
وأنّ: (يد الله يد حقيقية)، ونحوها من الصفات.
وأنّ: (القرآن كلام الله غير مخلوق).
وأنّ: (الله عز وجل في كل مكان بعلمه).
وأنّ: (الله تعالى بائن من خلقه).

فهذه خمس ألفاظ لم ترد واحدة منها عن واحد من السّلف، ومع ذلك فقد أجمع عليها أهل السنّة،

وحين أجمعوا على (الألفاظ) إنما أجمعوا على نفس (المعنى) الذي أجمع عليه السّلف.
ولكنهم تكلموا بالألفاظ المخصوصة لا لخلل في اختيار السلف للفظ الدال على المعنى، أو لعدم كفاية ألفاظ الكتاب و السنّة؛ ولكن ردًّا على تشقيقات وتفريعات المبتدعة، وحتى يفهم من دخلتْ عليه الشبهة معاني عقائد السلف.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
فالمقصود: أنه ليس في كلام أهل السنّة في العقائد ما يقال عنه (من حوادث الأمور)، خاصّة باب صفات الرب تبارك وتعالى وعزّ وجلّ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأختم بأن أقول: كما سلّمنا بهذه الألفاظ وصحّحنا إجماع أهل السنّة عليها (وهو اللازم)، فيجب على كلّ سنّي أن يصحح إجماع أهل السنّة على غيرها.

وهذا نحن رجعنا إلى مدلولات العور أو الاعتوار في اللغة، وهل هو التداول بين شيئين فحسب أم أكثر؟

وقد كان لنا في التزام الإجماع غنية، فهو كافينا إن شاء الله.

ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[13 - 07 - 07, 08:53 م]ـ
الحمد لله وحده ...

وأما أنه لم يرد عن بعض المجمعين ذلك (اللفظ المخصوص) الذي حُكي الإجماع به فلا أدري هل يشترط أخونا ذلك لصحة الإجماع أم ماذا؟

وبماذا يجيب لو قال له قائل: (كذلك لم يرد عن واحد من السلف أنه قال: اليد حقيقية) فلا أسلّم بالإجماع حتى يرد عن أحدهم؟

أترك دواوين الاسلام كلها و ألغي كل أصول الطلب و الاستشهاد و أقول ذكر فلان الاجماع فهو الدين و لا غيره؟؟؟

الإجماع أصل أصيل من أصول الاحتجاج والاستشهاد والطلب والدين والملّة، ولا يكون سنيّا إلا من يقول بالإجماع مع الكتاب والسنّة.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - 07 - 07, 10:31 م]ـ
أخي الشمالي

نحن الآن اختلفنا في هذه المسألة، فهل هذا الخلاف قديم أو معاصر؟

إن قلت: إنه قديم، فأتني بواحد من أهل العلم قديما ذكر أن العلماء اختلفوا في هذه المسألة، وإن قلت: بل الخلاف معاصر، فقد كفيتنا المئونة.

وظاهر كلامك - الذي أتمنى أنك لا تقصده - أن الصحابة والتابعين أجمعوا على قول، ثم جاء ابن قتيبة وابن نصر والدارمي والأشعري واللالكائي والهروي وابن تيمية وغيرهم فجهلوا هذا الإجماع، بل أجمعوا على عكس قولهم!!

وتصوُّر هذا الأمر فقط كاف في بيان فساده عن إفساده.

وأنا أحلتُك على رابط لبيان أن الجمع يطلق على التثنية كثيرا عند العرب، وخاصة في مثل (اليدين) و (العينين)، فلذلك لم يستشكلها أحد من الصحابة أو التابعين أصلا حتى يصرحوا بها، ولو كان عندهم فرق بين الصفتين - كما تفرق أنت - لظهر ذلك ونقل عنهم وبينوه بيانا شافيا؛ لأن وجود الفرق مظنة البيان والتوضيح، أما عدم وجود الفرق فليس مظنة لذلك، فتأمل!

ولقد نصحتُك من قبل أن لا تعزو قولك هذا للشافعي وغيره؛ لأنهم لم يقولوا بقولك، ولكن هذا فهمك أنت لقولهم، ونحن نخالفك في هذا الفهم.

وأريدك أن تعيد النظر في قواعدك التي تبني عليها كلامك، فهي قواعد خطيرة جدا تقلب عقيدة أهل السنة رأسا على عقب!!

فبناء على قولك أيضا يكفينا الإيمان الإجمالي بأن القرآن كلام الله، ولا نصرح بأنه مخلوق أو غير مخلوق، وقد صرح أئمة السلف - ومنهم الإمام أحمد - بأن من يقول ذلك فهو جهمي!

والمفوضة المعاصرون أيضا يبنون كلامهم على قواعد شبيهة بقواعدك، فتنبه!
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير