تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذا مع تأكيدي على التمسك بالأصل و لا يخرج عنه الا بنص ينقل من يقين الى يقين و الأصل هو الاجمال حتى يرد التفصيل لا ينكر ذلك أحد يعبد الله بما يقول و بسبب هذا الأصل لم يشتهر الخلاف في السلف في شأن هذه الصفة لأن من سكت سكت على الأصل و من تكلم في القرن الرابع والخامس تكلم متأولا حديث " ربكم ليس بأعور " كما تكلم متأولا من السلف من قال بأن الله جسم و من أثبت الحد و كلهم في مقابل اناس نفوا ذلك كله أو سكتوا عنه فما أنكر أحد على أحد بعينه و شنع عليه و لكنهم كانوا يتركون كل هذا الخلاف إلى الاصل وهو الاجمال بحيث نقول بأن الله " شيء " لا نقول جسم و لا نقول ليس بجسم فكل من لم ينقل عنه قول في صفة الجسم كان على هذا المعتقد و مثله ما نحن بصدده في صفة العين و هذا هو مذهب أحمد كما جاء في درء التعارض حيث قال ابن تيمية رحمه الله: " وأما ذكر التجسيم وذم المجسمة فهو لا يعرف في كلام أحد من السلف والأئمة كما لا يعرف في كلامهم أيضا القول بأن الله جسم أو ليس بجسم بل ذكروا في كلامهم الذي أنكروه على الجهمية نفي الجسم كما ذكره أحمد في كتاب الرد على الجهمية: ولما ناظر برغوث وألزمه بأنه جسم امتنع أحمد من موافقته على النفي والإثبات وقال: هو أحد صمد لم يلد ولم يولد لم يكن له كفوا أحد ". أهـ فأثبت أحمد مجمل ما أثبته الله لنفسه وهو أنه " شيء " اي موجود ليس بمعدوم ثم لم يفصل ذلك الشيء هل هو جسم أم لا حيث قال تعالى " قل أي شيء أكبر شهادة قل الله " وقال عليه السلام كما في الصحيحين " كان الله و لا شيء غير الله " و بمثل ما قال احمد في صفة الجسم قال الشافعي في صفة العين حيث قال " وأنه ليس بأعور لقول رسول الله إذ ذكر الدجال فقال إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور" و لم يتجاوز ذلك بتفصيل من عنده بل نفى عن الله ما نفاه نبيه عنه و لو فهم الشافعي من الحديث أنه اثبات للعينين و ليس الغاية منه " نفي النقص " لقال و لله عينين لقوله و إن ربكم ليس بأعور و لكنه تطرق الى " جانب دفع النقص " حيث قال " و أنه ليس بأعور لقول رسول الله ... " و هذا واضح من كلام الشافعي لا يحتاج إلى حيلة مجادل.

.

ثم ذكرت يا أخي أبا مالك مسألة أن الجمع يأتي بمعنى التثنية وذلك صحيح و قد ناقشة شراح الطحاوية في مسألة اليدين و قد ذكروا قوله تعالى " فقد صغت قلوبكما " و ورد في الصحيح " فيخرا على وجوههما " عن الراعيين من مزينة اللذين هما آخر من يصعق و العين تجمع على أعين و عيون قال تعالى " فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين " وقال صلى الله عليه و سلم كما في مسلم لجابر " فإن في عيون الأنصار شيئا " فلا يقال لو أراد الله بقوله " أعيننا " الجمع لقال " تجري في عيوننا " لأن أعين و عيون كلها جمع فصيح صحيح مثل ايدي و أيادي غير أن الثانية تستعمل في ذكر المنة أكثر و في قوله " تجري بأعيننا " أضيف جمع إلى جمع فلا يراد بها التثنية و إنما يفهم من الجمع التثنية اذا أضيف إلى ضمير تثنية مثل قوله " قلوبكما " و " وجوههما " فعلم أن للمرأتين قلبين و أن للرجلين وجهين مع أنه قال قلوب و وجوه أما في قوله تعالى " تجري بأعيننا " فجمع أضيف إلى جمع و إنما أريد به التعظيم لا الكثرة.

و أذكر بما نقلت سابقا عن ابن تيمية رحمه الله حيث قال نافياً لوجود صفة العينين في القران:

" وأما لفظ العينين فليس هو في القرآن ولكن جاء في حديث "

فمع أنه ممن يثبت صفة العينين الا أنه لم يبلغ به الأمر أن يتكلف اثباتها في القران و قوله " لفظ العينين " دليل على أنه يشير إلى حديث " فإنه يقوم بين عيني الله " وهو حديث ضعيف لأنه كان يتكلم عن " اللفظ " و ليس في حديث " إن ربكم ليس بأعور " لفظ للعينين!.

و تقول:

\\ وإذا افترضنا أننا أتيناك بآثار عن بعض الصحابة والتابعين، فهل يلزم من ذلك ثبوت الإجماع؟ \\

ت: لا يلزم ثبوت الاجماع و لكن على الأقل نستأنس به على أن هذا القول معروف عنهم فيكون لمن تمسك بالاجماع مستند يحتج به وكلما زاد عدد من نقل عنهم ذلك قويت حجة من تمسك بالاجماع ثم اذا ثبت ذلك عن صحابي ولم يعلم له مخالف من الصحابة أو من نصوص الوحيين فلا يحل لأحد المخالفة في ذلك لأنهم هم الأدرى بالله و قولهم خير من قول غيرهم.

و قولك

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير