ـ[ابو حمزة الشمالي]ــــــــ[08 - 08 - 07, 11:21 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته:
يؤيد هذا التفسير للحديث العبارة التي بدأ بها النبي صلى الله عليه و سلم كلامه حيث قال " إن الله لا يخفى عليكم " يريد بذلك أنه سيذكر لهم شيئا هم على علم به لم يكن خافيا ً عليهم وهو " كمال صفات الله " و لو كان يريد اخبارهم بعلم جديد وهو " أن لله عينين " لما قال " إن الله لا يخفى عليكم " ولكن كان سيقول " إن الله لن يخفى عليكم " لأنه سيخبرهم بأمارة جديدة يميزون بها ربهم لأن لن تفيد الاستقبال ومحنة الدجال مستقبلة كما أن العلم الذي سيخبرهم به كان مستقبلا حال نطقه بهذه العبارة فكان الصحيح أن يقول " لن " و نظير ذلك قوله لعمر كما في الصحيح " أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده " ولكنه قال في الحديث " لا يخفى عليكم " فهذا يدل على أن سبب عدم اختلاط أمر الدجال عليهم كان أمراً معلوماً عندهم و هو " كمال الله في صفاته "
والله أعلم بالصواب عليه توكلت و إليه أنيب.
و أزيد تعقيبا على هذا فقد ورد في لفظ زوائد مسند الحارث وقال الهيثمي فيه شهر بن حوشب مرفوعا: " واعلموا أن الله عز وجل صحيح ليس بأعور وأن الدجال أعور ممسوح العين "
قلت والذي اختاره شيخنا عبد الكريم الخضير أن حديث شهر حسن و قال الشيخ الأثيوبي أن شهر بن حوشب ثقة و سبقهم إلى توثيقه البخاري و ابن معين و أحمد بن حنبل و ابن مهدي و الترمذي و نقل عن البخاري قوله: إنما تكلم فيه ابن عون. و قد ضعفه غيره مثل شعبة والنسائي.
فهذا تصريح بعلة سوق الحديث " واعلموا أن الله عز وجل صحيح ليس بأعور " ولم يقل واعلموا أن لله عينين و لم ينسب الصحة لبصر الله فيقول صحيح العينين و إنما نسب الصحة لذات الله فقال " واعلموا أن الله عز وجل صحيح " و هذا ما قلته سابقا أي التذكير بكمال الله و أنه لا يشوبه نقص.
و في لفظ للبخاري:
" فما خفي عليكم من شأنه فليس يخفى عليكم: (((أن ربكم ليس على ما يخفى عليكم))) - ثلاثا - إن ربكم ليس بأعور، وإنه أعور العين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية "
والله أعلم
ـ[فايز طعمة]ــــــــ[09 - 08 - 07, 12:29 ص]ـ
أخي الكريم
أنا كنتُ عقدتُ العزم ألا أكمل النقاش في الموضوع، ولكن رأيتك ذكرتني في المشاركة الأخيرة فرأيت الأصلح غير ذلك، وأرجو أن تنظر في كلامي السابق والآتي بمزيد تأمل.
أخي الفاضل، أسأل الله لي ولك التوفيق والسداد
= إذا افترضنا أن الإجماع لم يتحقق، فهل يلزم من ذلك صحة كلامك؟
= وإذا افترضنا أننا أتيناك بآثار عن بعض الصحابة والتابعين، فهل يلزم من ذلك ثبوت الإجماع؟
وأنا قد ذكرتُ لك في كلامي سابقا عددا من الأمور الملزمة التي لا محيد عنها، ولكنك تركت الجواب عنها وركزت كلامك على مسألة الإجماع، ولا يخفى عليك يا أخي الكريم أن مباحث الإجماع قد وقع فيها خلط كبير عند الأصوليين، بل عند كثير من أهل العلم.
أخي الكريم
نحن بين أمرين لا ثالث لهما (وقد قلت لك هذا سابقا فلم تجب عنه)
إما أن هذه المسألة اختلف فيها السلف وإما أنها مما لم يختلف فيه السلف، وهذا تقسيم عقلي حاصر لا محيد عنه.
فإن كان السلف اختلفوا فيها فإنه يمتنع في العادات أن تمر القرون الطويلة ولا ينقل لنا شيء من هذا الخلاف مطلقا، وحتى لو افترضنا أن هذا الخلاف قد وقع، فإنه يمتنع في العادات أن ينقل القول الباطل ولا ينقل القول الصحيح.
فإن القول بقولك لم ينقل عن أحد مطلقا لا من الصحابة ولا من التابعين ولا ممن بعدهم، بخلاف قولنا.
وإن كانوا اتفقوا فإما أن يكونوا اتفقوا على قولك وإما أن يكونوا اتفقوا على قولنا.
فإن كانوا اتفقوا على قولك فيلزم من ذلك أن يكون كل من تكلم في هذه المسألة مثل ابن قتيبة ومحمد بن نصر المروزي وعثمان بن سعيد الدارمي وأبو بكر بن خزيمة وأبو الحسن الأشعري ومن تبعهم ممن جاء بعدهم كابن تيمية وابن القيم خالفوا هذا الإجماع، بل يلزم على قولك أنهم لم يعلموا بهذا الإجماع أصلا؛ لأنهم لو علموه لحكوه.
فما بقي من القسمة العقلية الحاصرة إلا أن يكونوا قد اتفقوا على قولنا نحن، وهذا برهان واضح لا لبس فيه؛ لأنه مبني على مقدمات عقلية برهانية.
¥