تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

رواه ابن الضريس في فضائل القرآن (ص/92رقم193) والجورقاني في الأباطيل (2/ 294 - 295رقم706) من طريق حماد بن زيد عن عاصم بن أبي النجود عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: (إن لكل شيء سناماً، وإن سنام القرآن البقرة، وإن لكل شيء لباباً، ولباب القرآن المفصل، وما خلق الله من سماء ولا أرض ولا سهل ولا جبل أعظم من آية الكرسي، وإن الشيطان لا يدخل بيتاً تقرأ فيه سورة البقرة وإن أسرع البيوت للخراب الذي ليس فيه من كتاب الله شيء).

ورواه الحاكم في المستدرك (1/ 561) مرفوعاً وموقوفاً والدارمي في سننه (2/ 539رقم3377) والطبراني (9/ 129رقم8643،8644) ومحمد بن نصر في فضائل القرآن (ص/72) والبيهقي في شعب الإيمان (2/ 452رقم2376،2377) من طرق عن عاصم بن أبي النجود عن أبي الأحوص الجشمي عن ابن مسعود به وليس فيه ما يتعلق بآية الكرسي.

الطريق الرابعة: من طريق أبي إسحاق السبيعي عن مسروق.

رواها ابن الضريس (ص/93رقم194) من طريق وكيع عن الأعمش عن أبي إسحاق عن مسروق قال: قال عبد الله: (ما خلق الله من شيء من أرض ولا سماء ولا إنس ولا جن أعظم من آية الكرسي).

تنبيه: يلاحظ أن هذا الأثر مداره على ثلاثة من تلاميذ ابن مسعود -رضي الله عنه- وهم:

1/ شُتَيْر بن شَكَل وهو ثقة من رجال مسلم والأربعة.

2/ مسروق بن الأجدع وهو ثقة فقيه عابد من رجال الجماعة.

ومرة رواه مسروق وحده، ومرة رواه شتير وحده، ومرة رواه شتير وصدقه مسروق.

3/ أبو الأحوص: عوف بن مالك الجشمي وهو ثقة من رجال الجماعة.

الحكم عليه:

الحديث صحيح موقوفاً موضوع مرفوعاً.

أما المرفوع فلا يعرف له إسناد في كتب أهل الحديث.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في الفتاوى الكبرى (6/ 493): [لا خلاف بين أهل العلم بالحديث أن هذين الحديثين -يعني هذا الحديث وحديث"يا رب طه وياسين"- كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل الحديث يعلمون أن ذلك مفتر عليه بالضرورة كما يعلمون ذلك في أشياء كثيرة من الموضوعات عليه ويكفي أن نقل ذلك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يوجد في شيء من كتب الحديث ولا في شيء من كتب المسلمين أصلا بإسناد معروف].

وسيأتي كلامه تاماً في آخر هذا البحث -إن شاء الله تعالى-.

وأما الموقوف فسنده ما بين حسن وصحيح على هذا التفصيل:

* أما طريق الشعبي فرواه عنه أربعة رواه: سعيد بن مسروق الثوري وجابر الجعفي، ومنصور بن المعتمر، وزكريا بن أبي زائدة.

ولفظ (ما خلق الله) لم يقع في رواية سعيد بن مسروق ولا رواية جابر الجعفي وغيره.

ووقعت في رواية منصور بن المعتمر وزكريا بن أبي زائدة.

وكلها طرق صحيحة إلا طريق جابر فهي لا بأس بها لأنها توبع في الإسناد نفسه وتوبع من الرواة الثلاثة الآخرين.

وسعيد بن مسروق ومنصور وزكريا ثقات من رجال الجماعة.

وجابر الجعفي: متروك الحديث.

وكلا اللفظين صحيح ويكون بعضهم رواه بالمعنى.

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 323) " [رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح].

* وأما طريق أبي الضحى فقد رواه عنه راويان:

عاصم بن بهدلة وحصين بن عبد الرحمن؛ وعاصم بن أبي النجود وإن كان من رجال الجماعة ولكن لم يرو له الشيخان إلا مقروناً وهو صدوق حسن الحديث، وحصين بن عبد الرحمن السلمي ثقة من رجال الجماعة.

ورواية عاصم بن بهدلة حسنة وهي صحيحة بمتابعة حصين وبرواية الشعبي التي سبق الكلام عليها.

ورواية حصين صحيحة لذاتها.

وقد صحح الحافظ ابن حجر رواية عاصم في فتح الباري (10/ 479) وحسنها الشيخ الألباني -رحمه الله-.

والعجيب أن الجورقاني -رحمه الله- حكم على حديث بن مسعود بهذه الرواية وغيرها بعدم الصحة فقال في الأباطيل (2/ 297): [هذا حديث لا يرجع إلى صحة وليس لإسناده نظام ولا لمتنه قوام.].

وهذا غير صحيح فسند الأثر صحيح ولمعناه توجيه كما سيأتي -إن شاء الله تعالى-.

* وأما طريق أبي الأحوص وهو عوف بن مالك الجشمي فهي طريق حسنة لأن مدارها على عاصم بن أبي النجود عنه عن ابن مسعود -رضي الله عنه-.

وقد حسن هذا الطريق الشيخ الألباني -رحمه الله- في الصحيحة (رقم587).

والعجيب أن الجورقاني -رحمه الله- حكم على هذه الحديث بالبطلان!

وهذا لا يصح لما سبق وما يأتي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير