تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهو حديث له شواهد ذكرها الشيخ الألباني -رحمه الله- في لموضع السابق والشيخ محمد رزق طرهوني في كتابه موسوعة فضائل سور وآيات القرآن (1/ 106 - 109).

تنبيه: رواية الحاكم المرفوعة –وإن لم يكن فيها ما يتعلق بآية الكرسي- فهي رواية باطلة وآفتها شيخ الحاكم أحمد بن يعقوب أو شيخ شيخه عبد الله بن أحمد الدشتكي والصواب الوقف. والله أعلم.

وأما طريق الأعمش عن أبي إسحاق السبيعي عن مسروق فهي رواية صحيحة أيضاً.

ما يتعلق بمعنى هذا الأثر:

* روى البخاري في خلق أفعال العباد (ص/33) عن سفيان بن عيينه أنه قال: [إن كل شيء مخلوق، والقرآن ليس بمخلوق، وكلامه أعظم من خلقه لأنه يقول للشيء: كن فيكون. فلا يكون شيء أعظم مما يكون به الخلق، والقرآن كلام الله].

* وقال الترمذي (5/ 161رقم2884) حدثنا محمد بن إسماعيل قال حدثنا الحميدي حدثنا سفيان بن عيينة في تفسير حديث عبد الله بن مسعود قال: (ما خلق الله من سماء ولا أرض أعظم من آية الكرسي)

قال سفيان: لأن آية الكرسي هو كلام الله، وكلام الله أعظم من خلق الله من السماء والأرض.

* ونقل الذهبي في السير (11/ 245 - 246) عن الإمام أحمد أنه قال –فيما وقع له من مناظرة الجهمية-: [واحتجوا بحديث ابن مسعود: (ما خلق الله من جنة ولا نار ولا سماء ولا أرض أعظم من آية الكرسي) فقلت: إنما وقع الخلق على الجنة والنار، والسماء والأرض، ولم يقع على القرآن].

* وقال الذهبي في السير (10/ 578): [قال أبو الحسن عبد الملك الميموني قال رجل لأبي عبد الله: ذهبت إلى خلف البزار أعظه بلغني أنه حدث بحديث عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: (ما خلق الله شيئا أعظم ... ) وذكر الحديث.

فقال أبو عبد الله: ما كان ينبغي له أن يحدث بهذا في هذه الأيام -يريد زمن المحنة-.

والمتن: (ما خلق الله من سماء ولا أرض أعظم من آية الكرسي).

وقد قال أحمد بن حنبل -لما أوردوا عليه هذا يوم المحنة-: إن الخلق واقع ها هنا على السماء والأرض وهذه الأشياء، لا على القرآن.

قلت-القائل: الذهبي-: كذا ينبغي للمحدث أن لا يشهر الأحاديث التي يتشبث بظاهرها أعداء السنن من الجهمية وأهل الأهواء، والأحاديث التي فيها صفات لم تثبت.

فإنك لن تحدث قوماً بحديث لا تبلغه عقولهم إلا كان فتنة لبعضهم، فلا تكتم العلم الذي هو علم، ولا تبذله للجهلة الذين يشغبون عليك، أو الذين يفهموم منه ما يضرهم].

وانظر تاريخ الإسلام للذهبي "وفيات221 - 230" (ص/155 - 156).

وأختم هذا البحث بقول جميل وبديع لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-.

قال -رحمه الله- في الفتاوى الكبرى (6/ 493): [فقال: الحجة الرابعة لهم من السمعيات ما روى أبو الحسين البصري في الغرر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((ما خلق الله من سماء ولا أرض ولا سهل ولا جبل أعظم من آية الكرسي))، وروى عنه -عليه السلام- أنه كان يقول في دعائه: ((يا رب طه ويس ويا رب القرآن العظيم)) قال: ولا يقال: هذا معارض بمبالغة السلف من الامتناع عن القول بخلق القرآن؛ لأنا نقول بحمل ذلك على الامتناع من إطلاق هذا اللفظ لأن لفظ "الخلق" قد يستعمل في الافتراء ضرورة التوفيق بين الروايات.]

قال شيخ الإسلام ابن تثيمية -رحمه الله-: [قلت: وجواب هذه الحجة سهل.

فإنه لا خلاف بين أهل العلم بالحديث أن هذين الحديثين كذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأهل الحديث يعلمون أن ذلك مفتر عليه بالضرورة، كما يعلمون ذلك في أشياء كثيرة من الموضوعات عليه،

ويكفي: أن نقل ذلك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يوجد في شيء من كتب الحديث، ولا في شيء من كتب المسلمين أصلاً بإسناد معروف.

بل الذي رووه في كتب أهل الحديث بالإسناد المعروف عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه أنكر على من قال ذلك، فروي من غير وجه عن عمران بن حدير عن عكرمة قال: صليت مع ابن عباس -رضي الله عنهما- على رجل فلما دفن قام رجل فقال: يا رب القرآن! اغفر له!!

فوثب إليه ابن عباس فقال: (مه! إن القرآن منه).

وفي رواية: "القرآن كلام الله، ليس بمربوب، منه خرج، وإليه يعود".

فهذا الأثر المأثور عن ابن عباس هو ضد ما رووه.

وأما ما رووه فلا يؤثر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن أحد من الصحابة ولا التابعين أصلا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير