2. العلاج بعبادة الريكي: في الحقيقة لم أسمع بهذا النوع من العلاج و هذا أيضا لا يندرج تحت الطب النفسي و أقرب ما قرأت في هذا الأمر أن من أنواع الوقاية و العلاج لاضطرابات القلق anxiety و الضغط النفسي stress هي عمليات الاسترخاء و "التأمل" meditation و يذكر دائما من هذا الباب عمليات التأمل من الديانات البوذية و غيرها كال yoga, لكن الأمر لا ينحصر في ذلك, فنحن كمسلمين نتأمل كتاب الله و نتفكر و نسترخي عندما نذكر الله عز و جل {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}. و الشاهد أن هذا النوع أيضا ليس بالضروري من أنواع العلاج في الطب النفسي.
3. بالنسبة للبرمجة اللغوية العصبية, فلن أعلق عليها لأن الكلام سيطول (من ناحية علمية قبل الشرعية) , لكن حسب علمي السطحي أيضا, فالبرمجة لا تستخدم في العلاج النفسي أو الطب النفسي على الأقل فلا يحق لنا انتقاد الطب النفسي من هذه الجزئية. و البرمجة لا تتعدى كونها نظرية علمية جديدة و ما زالت خاضعة للنقد العلمي (قبل الشرعي) ..
أخي الفاضل مجاهد الشهري, أؤكد و أقول أن نقل كلام واحد من الأخصاء النفسيين أو الأطباء النفسيين لا يعني إجماعهم على هذا الأمر, و كما ذكرت في البداية, لابد لنا من أخذ كل حالة و التعامل معها بعينها ..
و أخيرا أود أن أذكر أن النقاش في الحقيقة في الأمور التالية:
1. الرقية الشرعية, ما هي؟ و هل لابد من وجود رقاة متخصصين لذلك؟ و إن كان الأمر كذلك, فما مشروعية أخذ الأجر من الناس مقابل هذا الأمر؟ و لماذا لا نشجع الناس على رقية أنفسهم بأنفسهم و تعويدهم على أذكار الصباح و المساء و جميع الأذكار و الأوراد النبوية؟
2. مسألة المس الجني و ما فيها من خلاف, و إن ثبت بالقرآن و السنة حقيقة هذا الأمر, فما نسبة حصوله؟ و لماذا توجد نسبة عالية من المشعوذين و الدجالين و أيضا المخلصين الذين يتبعون القرآن و السنة في التعامل مع هذا الأمر إذا كانت نسبة حصوله ضئيلة؟
و مسائل أخرى سيأتي بها النقاش إن شاء الله, أحبكم في الله:)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[19 - 04 - 07, 02:39 ص]ـ
أخي العزيز أبا يحيى.
أحيي فيك سعة الطرح، و روح النقاش البناء.
و لكن يا أخي العزيز هناك بعض الأمور لا تحتاج إلى متخصص للحكم عليها.
نعم لقد كان علم النفس في السابق عالماً مجهولاً بالنسبة للجماهير.
و لكن الآن فإن الأعم الأغلب قد اطلعوا على اطروحات علم النفس.
و تبين لهم مواطن الخلل فيها.
إما من خلال المناهج الدراسية في المدارس و الجامعات، أو بالقراءة و التثقيف الشخصي
.
و من لم يطلع عليها، فقد رأى أحوال من ابتلوا بما اصطلح عليها باسم الأمراض النفسية.
و وضح للكثيرين أن أحوالهم شفاهم الله تتردى بحسب متابعتهم
لما يسمى بالجلسات النفسية.
و هل رأيت يا أخي العزيز مريضا نفسيا نحسنت حالته و وصل إلى مرحلة الشفاء التام جراء تلك الجلسات.
و تنزلا في كون تلك الجلسات اصلا علاجا أو من قيل العلاج.
السؤال الآن إذا كان العلاج النفسي نفسياً كاسمه.
فلماذا الجلسات الكهربائية المخففة و المركزة، و هل المعالج يريد سحب اعتراف ما من المريض.
بينما يقيم المعالجون النفسيون الدنيا و لا يقعدونها في قضية ممارسة الضرب ـ أحياناـ من بعض الرقاة.
و لماذا يعطى المريض أنواع المهدئات و المخدرات القوية جدا، حتى وصل الأمر ببعض المرضى إلى مرحلة الادمان الاضطراري.
نعم هناك جلسات ازالة التوتر، حيث يقوم المريض بقص ما يزعجه و يؤرقه إلى المعالج، و من ثَمَّ يشعر بالارتياح النسبي، و لكن هذا النوع من الجلسات ليس علاجاً، بل يستخدمه في الغرب حتى الأشخاص الأسوياء باعتباره نوعا من الفضفضة المؤدية إلى فترة من الراحة و الصلح مع الذات.
و كون تلك الممارسة تساهم في تقليل الشحن النفسي و ازالة التوتر لا يحتاج إلى كبير معرفة، بل العرب تذكر ذلك في أدبياتها.
يقول الشاعر:
و لا بد من شكوى إلى ذي مروءة ***********يواسيك أو يُشكيك أو يتألم
المقصود يا أخي العزيز أن النفس البشرية لا يمكن ادخالها المختبر.
و لا ينبغي تشكيل انموذج نفسي افتراضي موحَّد من خليط من عناصر المهارات أو النقائص النفسية المتفاوتتين من شخص إلى آخر.
و بالتالي فإن الكثير من الخبرات الموروثة من كثير من الحضارات السابقة هي خير من كثير من اطروحات ما سُمِّى بعلم النفس.
و ماذا تتوقع من علم يبحث في علم النفس البشري و الذي يضع دعائمه أو أهم ركائزه أناس كانوا في الأصل انموذجا للاختلال النفسي مثل سيغموند فرويد من القدماء، و جان بول سارتر من المحدثين.
فصحَّ عند ذلك أن القول في علم النفس كما قال شيخ الاسلام عن علم المنطق:
" لحم جمل غث على ظهر جبل وعر، لا سهل فيُرتقى، و لا سمين فينُتقى".
¥