[كيف نأخذ من هذا الحديث صفة لله تعالى؟]
ـ[راشد السمعاني]ــــــــ[01 - 01 - 08, 05:11 ص]ـ
حديث «كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس» كيف نأخذ من قوله صلى الله عليه وسلم صفة لله تعالى؟ وهل الثوب الأبيض في الحديث جنس الثياب أو أنه ثوب خاص؟
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[01 - 01 - 08, 06:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الاحبة:
أخانا الحبيب: إن هذا الحديث لا يتكلم عن صفة ذاتية لله تبارك وتعالى، بل غاية ما فيه أنه خبر عن صفة متعلقة بما بخلق الله تبارك وتعالى الثوب الأبيض عليه نقيا من كل نجاسة.
وهو يدل على أصل ما خلق الله تبارك وتعالى عليه بعض خلقه وكل ذلك داخل في عموم صفة الفعل، ويدل على هذا المعنى ما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس).
إن تنقية الثوب الأبيض من الدنس تعني إعادته إلى الأصل المخلوق عليه، وهو نقاؤه من كل دنس.
ولا يخفى أن حمل الحديث على باب الصفة لله تعالى ولو من باب الخبر باطل، لما جاء في الحديث الدال على أن الثوب ينقى، وهذا يعني عوده على اصل خلقته وهو كما ينقى التراب من النجاسة وعوده إلى أصل ما خلقه الله عليه نقيا من كل نجس،
وسبب ذكر الثوب الأبيض دون غيره مما هو طاهر بأصل الخلق، شدة بياضه وروق الطبع له وإلف النفوس والقلوب له، وهو أنسب ما يضرب به المثل من حيث النقاء، لظهور أي شائبة تعلق به بجلاء خلاف غيره من الطاهرات المنقيات من الدنس.
وأخيرا: إن مسألة جواز الاشتقاق من الافاعل أسماء وصفات فيها خلاف والظاهر عدم جواز إثبات اسم أو صفة لله إلا ما أثبته الله لنفسه وأخبر عنه نبيه صلى الله عليه وسلم.
ثم أن السلف لم يعدوا هذا في باب الصفات، فكيف يجوز لنا إقحام النص فيما تجاوزه السلف!!!.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[01 - 01 - 08, 10:04 م]ـ
جزاك الله خيرا
وما الذي يمنع أن تكون من صفا ت الأفعال؛ فأفعال الله وصفاته الفعلية لا حصر لها
فالحديث فيه (نقني) (طهرني) (اغسلني) هذا الخطاب دعاء
والدعاء طلب العبد من الله , وهذا الحديث فيه إقرار لهذا الطلب
قال الشيخ علوي السقاف في كتابه "صفات الله الواردة في القرآن والسنة"
ثانياً: من حيث تعلقها بذات الله وأفعاله:
أ - صفات ذاتِيَّة:
وهي التي لم يزل ولا يزال الله متصفاً بها؛ كالعلم، والقدرة، والحياة، والسمع، والبصر، والوجه، واليدين000ونحو ذلك.
ب- صفات فعليَّة:
وهي الصفات المتعلقة بمشيئة الله وقدرته، إن شاء فعلها، وإن شاء لم يفعلها؛ كالمجيء، والنُّزُول، والغضب، والفرح، والضحك 000 ونحو ذلك، وتسمى (الصفات الاختيارية).
وأفعاله سبحانه وتعالى نوعان:
1 - لازمة: كالاستواء، والنُّزُول، والإتيان 000 ونحو ذلك.
2 - متعدية: كالخلق، والإعطاء 000 ونحو ذلك.
وأفعاله سبحانه وتعالى لا منتهى لها، {وَيَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاء}، وبالتالي صفات الله الفعليَّة لا حصر لها.
والصفات الفعليَّة من حيث قيامها بالذات تسمى صفات ذات، ومن حيث تعلقها بما ينشأ عنها من الأقوال والأفعال تسمى صفات أفعال، ومن أمثلة ذلك صفة الكلام؛ فكلام الله عَزَّ وجَلَّ باعتبار أصله ونوعه صفة ذات، وباعتبار آحاد الكلام وأفراده صفة فعل.
ـ[راشد السمعاني]ــــــــ[03 - 01 - 08, 05:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الاحبة:
أخانا الحبيب: إن هذا الحديث لا يتكلم عن صفة ذاتية لله تبارك وتعالى، بل غاية ما فيه أنه خبر عن صفة متعلقة بما بخلق الله تبارك وتعالى الثوب الأبيض عليه نقيا من كل نجاسة.
وهو يدل على أصل ما خلق الله تبارك وتعالى عليه بعض خلقه وكل ذلك داخل في عموم صفة الفعل، ويدل على هذا المعنى ما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس).
إن تنقية الثوب الأبيض من الدنس تعني إعادته إلى الأصل المخلوق عليه، وهو نقاؤه من كل دنس.
ولا يخفى أن حمل الحديث على باب الصفة لله تعالى ولو من باب الخبر باطل، لما جاء في الحديث الدال على أن الثوب ينقى، وهذا يعني عوده على اصل خلقته وهو كما ينقى التراب من النجاسة وعوده إلى أصل ما خلقه الله عليه نقيا من كل نجس،
وسبب ذكر الثوب الأبيض دون غيره مما هو طاهر بأصل الخلق، شدة بياضه وروق الطبع له وإلف النفوس والقلوب له، وهو أنسب ما يضرب به المثل من حيث النقاء، لظهور أي شائبة تعلق به بجلاء خلاف غيره من الطاهرات المنقيات من الدنس.
وأخيرا: إن مسألة جواز الاشتقاق من الافاعل أسماء وصفات فيها خلاف والظاهر عدم جواز إثبات اسم أو صفة لله إلا ما أثبته الله لنفسه وأخبر عنه نبيه صلى الله عليه وسلم.
ثم أن السلف لم يعدوا هذا في باب الصفات، فكيف يجوز لنا إقحام النص فيما تجاوزه السلف!!!.
لا يا أخي الحبيب! هذا الكلام الذي تكلمت به هو من جنس كلام الأشعرية (لا أتهمك بالأشعرية، لكن الكلامين توافقا)، فتكلم بعلم أو دع.
¥