تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[بعض مظاهر الشرك في توحيد الإلهية.]

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[22 - 01 - 08, 02:29 م]ـ

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، أما بعد:

فكنت قد ابتدأت شرح أصول الإيمان عند أهل السنة والجماعة للإخوة المصلين في المسجد الذي أؤم فيه، وبينت لهم أن أصول الإيمان عند أهل السنة ستة أصول وهي المذكورة في حديث جبريل الطويل، الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، فتكلمت عن الإيمان بالله عزوجل، وهو الأصل الأصيل لهذه الست، وبينت أن الإيمان بالله لا يكون إلا بالإيمان بأربعة أشياء: بوجوده، وربوبيته، وألوهيته، وأسمائه وصفاته، ثم شرحتها لهم، ووضحتها، ومن ضمنها توحيد الألوهية، فأسهبت الكلام فيه لأنه الأصل في بعثة الأنبياء والمرسلين، فكان أن تكلمت عن شيء من مظاهر الشرك في توحيد الألوهية، وإليكموها والله المستعان:

الدعاء و الاستغاثة:

* الدعاء:

الدعاء من أخص العبادات لله عز وجل، قال تعالى: (وإذا سألك عبادي عني فاني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعانى فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون)، فلو جاز لأحد أن يدعو أحدا غير الله لبين الله ذلك في كتابه، ولأمر الله عز وجل أن يُدعا معه في كتابه الكريم، بل قال لك: إني قريب فاستجب لى وادعنى إن كنت مؤمنا؛

وقال تعالى (وقال ربكم ادعونى استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتى سيدخلون جهنم داخرين).فانظر كيف سمى الله الدعاء عبادة (ادعونى .. عبادتي).

وقال تعالى: {{إن الذين تدعون من دون الله عبادٌ أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين , ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها , أم لهم أعين يبصرون بها ,أم لهم آذان يسمعون بها}}.

و قال تعالى: {{والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير , إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم و لو سمعوا ما استجابوا لكم و يوم القيامة يكفرون بشرككم , ولا ينبئك مثل خبير}}.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: الدعاء هو العبادة ". رواه الترمذي وصححه الألباني – رحمه الله تعالى -.

الدعاء لغة هو السؤال، و أقسام الدعاء: قسمان:

القسم الأول: دعاء الله عز وجل،

وهو نوعان:

الأول: دعاء عبادة وطلب:

وهو جميع العبادات من صلاة وصيام وحج وزكاة، فأنت تدعو الله بهذه العبادات بلسان الحال أن يتجاوز عنك، وأن يجيرك من النار، وأن يدخلك الجنة، فحقيقة الأمر أن المتعبد يرجو بلسان حاله رحمة الله ويخاف عقابه،

والثاني: دعاء عبادة ومسألة:

وهذا يكون بلسان المقال، فيسأل الله تعالى أن يجلب له النفع، ويدفع عنه الشر بلسانه، مثل: اللهم! اغفر لي يا غفور وهكذا.

القسم الثاني: دعاء غير الله عزوجل (المخلوق):

وهو قسمان:

القسم الأول: أن يكون في دعاء العبادة فهذا شرك مطلقا لا تفصيل فيه.

والقسم الثاني: أن يكون في دعاء المسألة:

وهذا أنواع:

1 - أن يكون دعاءً لمخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل، كإنزال المطر أو شفاء المريض، أو الإخبار عن المغيبات فهذا شرك أكبر.

2 - أن يكون دعاء لغائب غير حاضر فهذا أيضا شرك أكبر.

3 - أن يكون دعاء للأموات والمقبورين فهذا أيضا شرك أكبر، وهذان النوعان – أعني رقم2، ورقم 3 - شرك أكبر، لأنه ما دعاهما إلا وهو يعتقد أن لهما تصرفا في الكون.

4 - أن يدعو حيا حاضرا قادرا، فهذا جائز، قال النبي (وإذا دعاكم فأجيبوه)، وقال تعالى (فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه).

والصحيح أن الدعاء قسمان، قسم يصحبه خوفٌ ووجلٌ ورغبةٌ ورهبةٌ وتعظيمٌ للمدعو، وهذا لا يجوز أن يصرف لغير الله لأن هذا النوع عبادة كما جاء في حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه في سنن الترمذي وقال عنه حديث حسن، وجوّد إسناده الحافظ في (الفتح) وحسنه السخاوي كذلك، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الدعاء هو العبادة) فيدخل في ذلك دعاء المسألة والطلب ودعاء الثناء والعبادة، فهذان القسمان اللذان ذُكرا سلفاً يدخلان في هذا النوع الذي يخالطه الرغبة والرهبة والرجاء والتعظيم للمدعو.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير