تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تصحيح العقائد السلفية .... [1] الاستواء والاستقرار]

ـ[عيد فهمي]ــــــــ[23 - 01 - 08, 07:45 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

أما بعد

فلقد ناقشت قضية خطأ العلامة الألباني رحمه الله في نفيه نسبة تفسير الاستواء على العرش بالاستقرار لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.

وهذا الرابط:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=123851

وبينت بالنقل الصحيح أن هذا ثابت عن ابن تيمية بل وعن غيره من السلف الصالح.

لكني فوجئت بمداخلات من بعض الأعضاء في أمور لم يكن يخطر على بالي أن فيها إشكالا عند من انتموا للمنهج السلفي، وتعلموا العقيدة السلفية.

فعلمت أن عقائدنا ما زالت تحتاج إلى تقويم لتعدد المنابع التي يستقي منها طلاب العلم عقائدهم، مع عدم القدرة على التمييز بين مَن يؤخذ عنه ومَن لا يؤخذ عنه، وكذلك بين ما يؤخذ وما لا يؤخذ.

فأردتُ أن أساهم في تصحيح بعض المفاهيم الأساسية في مسائل الاعتقاد فهي أهم ما ينبغي أن تصرف فيه الأوقات، وتوجه فيه الطاقات.

لكن قبل أن أبدأ في هذه السلسلة إن شاء الله تعالى أردتُ أن أوضح أمرًا استشكله بعض الفضلاء:

إن صفة استواء الله على العرش من أكثر الصفات التي انتصر لإثباتها على حقيقتها أئمة السلف الصالح؛ وذلك لكثرة المنكرين لها والحرفين لمعناها؛ ابتداء من الجهمية، وانتهاء بالأشاعرة والماتريدية.

ومع ذلك فمن الواضح أن كثيرا من المنتسبين للمنهج السلفي لم يُلمّوا بالمسألة من جميع جوانبها.

وأنا لا حاجة لي في نقل ما جاء عن السلف في هذه المسألة، فمهما نقلتُ دون تصحيح الفهم لمعنى قول السلف: (الاستواء معلوم، والكيف غير معقول) فلا جدوى.

وقد طلب مني بعض الإخوة ذكر عالم من المعاصرين يقول بذلك.

فأحلته على كلام الشيخ ابن باز رحمه الله في شرح العقيدة الواسطية:

((حيث سئل: هل يقال: استقر على العرش؟

فأجاب: نعم، ما في مانع، استوى ... استقر ... ارتفع هذه كلمات سلفية.))

وكذلك الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله في شرح الواسطية حيث قال:

((?اسْتَوَى? هذه فسرها السلف بعدة تفسيرات قالوا:

?اسْتَوَى? علا، ?اسْتَوَى? استقر، ?اسْتَوَى? ارتفع، ?اسْتَوَى? صعد.

علا، ارتفع، استقر، صعد، هذه التفاسير المنقولة عن السلف.))

وقال أيضا:

((?ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ? هذه فسرها السلف بـ (علا وارتفع وصعد واستقر) وهذه كلها من التفسيرات اللغوية.))

وقال أيضا:

((فإذن هنا علا وارتفع قال جل وعلا: ?ثم استوى على العرش? فقبل ذلك لم يكن مستويا عليه يعني لم يكن عاليا ومرتفعا عليه العلو والارتفاع الخاص، أما هو جل وعلا له العلو المطلق هو عال ومرتفع عليه من قبل، لكن العلو والارتفاع الخاص الذي اسمه الاستواء لم يكن كذلك، فهو جل وعلا لم يكن مستويا عليه ثم استوى عليه جل وعلا، فلما استوى عليه هل فارق هذه الحال؟ هنا فسروه من هذه الجهة بمعنى استقر، يعني علا وارتفع وصعد واستقر ولهذا الصحيح أن كلها صحيحة كل هذه تجتمع في معنى الاستواء ليست تفسر الواحدة بالواحدة، هو علا جل وعلا وارتفع وصعد واستقر، كلها صحيحة، جميعا توضح المعنى المراد.))

وكذلك الشيخ ابن جبرين والشيخ صالح الفوزان وغيرهم

وقبلهم أيضا قال الإمام ابن القيم في نونيته:

ولهم عبارات عليها أربع ... قد حصلت للفارس الطعان

وهي استقر وقد علا وكذلك ... ارتفع الذي ما فيه نكران

وكذاك قد صعد الذي هو رابع ... وأبو عبيدة صاحب الشيباني

يختار هذا القول في تفسيره ... أدرى من الجهمي بالقرآن

وأما الآن فأقول:

لقد أنكر الإمامان الذهبي والألباني رحمهما الله لفظة الاستقرار ورأوا أنها زائدة على معنى العلو

وحتى لا يظن بعض من لا علم له أن المسألة خلافية، فأثبتَ اللفظة ابن تيمية وابن القيم، وأنكرها الذهبي والألباني.

والأمر فيه سَعة.

أريد أن أوضح أمرًا مُهمًّا:

السلف اتفقوا على إثبات معاني الصفات، وتفويض كيفيتها.

وهذا معنى كلمة الحسن وأبي ربيعة ومالك -وتروى عن أم سلمة-: الاستواء معلوم، والكيف مجهول.

فما هو الاستواء المعلوم؟

الجواب: هو المعلوم في اللسان العربي الذي نزل به القرآن.

وما معنى الاستواء في اللسان العربي؟

الجواب ذكره ابن تيمية رحمه الله:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير