[إشكال حول وصف صفة الله " سلطانه "بالقديم]
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[27 - 01 - 08, 11:23 م]ـ
[إشكال حول وصف صفة الله " سلطانه "بالقديم]
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فقد أشكل علي ما جاء في الحديث " أعوذ بالله العظيم وبجهه الكريم وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم "
وصف صفة الله " سلطانه " بالقديم
ووجه الإشكال أن صفات الله ملازمة لله تعالى غير منفكة عنه سبحانه وتعالى
والعلماء عندما فسروا لفظة "القديم " أنكروا تسمية الله به لأنه:
أولا: لم يأت به النص؛ فأسماء الله توقيفية.
وثانيا: أن هذه اللفظة تحتمل معنى غير صحيح
قال الشيخ سفر الحوالي في شرحه للطحاوية: وقد أدخل المتكلمون في أسماء الله تعالى " القديم " وليس هو من الأسماء الحسنى فإن " القديم " في لغة العرب التي نزل بها القرآن: هو المتقدم على غيره، فيقال: هذا قديم للعتيق وهذا حديث للجديد، ولم يستعملوا هذا الاسم إلا في المتقدم على غيره، لا فيما لم يسبقه عدم كما قال تعالى: حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ [يس:39]. والعرجون القديم: الذي يبقى إلى حين وجود العرجون الثاني، فإذا وجد الجديد قيل للأول: قديم، وقال تعالى:وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيم [الأحقاف:11]. أي: متقدم في الزمان وقال تعالى: قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ [الشعراء:76،75]. فالأقدم مبالغة في القديم، ومنه: القول القديم والجديد للشافعي رحمه الله، وقال تعالى: يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّار [هود:98]، أي: يتقدمهم، ويستعمل منه الفعل لازماً ومتعدياً كما يقال: أخذني ما قدم وما حدث ويقال: هذا قدم هذا وهو يقدمه، ومنه سميت القدم قدماً لأنها تقدم بقية بدن الإنسان، وأما إدخال "القديم" في أسماء الله تعالى فهو المشهور عند أكثرأهل الكلام وقد أنكر ذلك كثير من السلف والخلف منهم ابن حزم ولا ريب أنه إذا كان مستعملاً في نفس التقدم، فإن ما تقدم على الحوادث كلها، فهو أحق بالتقدم من غيره، لكن أسماء الله تعالى هي الأسماء الحسنى التي تدل على خصوص ما يمدح به، والتقدم في اللغة مطلق لا يختص بالتقدم على الحوادث كلها، فلا يكون من الأسماء الحسنى، وجاء الشرع باسمه" الأول ". وهو أحسن من "القديم"، لأنه يشعر بأن ما بعده آيلٌ إليه وتابع له بخلاف "القديم"، والله تعالى له الأسماء الحسنى لا الحسنة] اهـ
وقال أيضا حفظه الله: لأن القديم في كلام العرب هو الشيء المتقادم البعيد وإن كان له بداية، فكلام الإمام الطحاوي هنا هو مجرد إخبار ولم يسم الله تعالى قديماً، وإنما أخبر فقط، قال: [قديم بلا ابتداء] حتى لا يدخل في الوهم أن القديم في اللغة العربية الذي يكون له بداية.
وقال الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه للطحاوية: ولفظ أو اسم القديم أو الوصف بالقدم لم يأتِ في الكتاب والسنة، فيكون في إثباته تعدٍّ على النص.
- الأمر الثاني:
أنّ اسم القديم منقسم إلى ما يُمدح به، وإلى ما لا يمدح به، فإنّ أسماء الله - عز وجل - أسماء مدح؛ لأنها أسماء حسنى واسم القديم لا يمدح به؛ لأن الله وصف به العرجون، والقديم هذا قد يكون صفة مدح وقد يكون صفة ذم.
إذا علم ذلك فكيف نجيب على الحديث المتقدم في وصف سلطان الله بالقديم
وقد قدمت أن صفات الله ملازمة لله تعالى وإذا كان من أسباب رد العلماء لهذا الاسم لما تضمنه هذا المعنى من معنى لا يليق بالله تعالى فالأمر كذلك في صفاته؟
وقد وقفت في جواب العلماء على هذا الإشكال من وجهين:
الأول: أن القديم في لغة العرب يراد به معنيان
1 - هو الشيء المتقادم البعيد وإن كان له بداية
2 - القديم الذي لم تسبقه بداية وهو بمعنى الأول الذي ليس قبله شيء – وإن كان في كلام الشيخ سفر رد لهذا القول –
جاء في شرح الواسطية – قسم العقيدة – عن الموسوعة الشاملة - لم يسم الشارح –
ما نصه: وذلك أن اسم القديم يطلق في العربية ـ وجاء استعماله أيضا في القرآن ـ على نحوين:
- الأول: أن يكون مطلقا، يعني من الزمن، يعني قِدم على جميع الأشياء.
¥