تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[لماذا خلقنا الله؟]

ـ[محمد جميل حمامي]ــــــــ[30 - 12 - 07, 12:35 ص]ـ

سؤال بارك الله فيكم ... خلقنا الله لعبادته أليس كذلك؟؟ السؤال:لم يخلقنا الله لعبادته و هو ليس في أدنى الحاجة إلى أن نعبده؟؟ أعينوني بقوة أحسن الله إليكم

ـ[بن عفان]ــــــــ[30 - 12 - 07, 01:14 ص]ـ

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=4535

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[30 - 12 - 07, 02:02 ص]ـ

السؤال:لم يخلقنا الله لعبادته و هو ليس في أدنى الحاجة إلى أن نعبده؟؟

أخي الكريم:

في البداية احفظ هذه القاعدة المنهجية فهي نافعة:

قبل الجواب على أي سؤال لا بد من مساءلة السؤال نفسه .. أعني لا بد من نقد السؤال لأنه قد يكون فاسدا أو محالا أو مبنيا على باطل .. فيسقط السؤال من تلقاء ذاته فنوفر على أنفسنا الوقت وعلى عقولنا التخبظ في جوابات جزافية باطلة لم يكن السبب فيها إلا السؤال الفاسد نفسه ..

أنظر مثلا إلى سؤالك:إنه مبني على أصل هو:

لا يفعل الله شيئا إلا لحاجة ...

فمن أين لك بهذا الأصل؟ وما دليلك عليه؟

ثم ما الله عندك؟

هل هو ناقص .. فهو ليس ربا إذن ..

هل هو كامل لا يحتاج لشيء .. إذن سؤالك غير وارد ... بل هو متهافت محال .. كأنك تقول: هذا الذي لا يحتاج إلى إي شيء محتاج إلى عبادتنا .. وهذا تناقض كما ترى!!

لاحظ معي أنك لو انطلقت من مسلمة أن الله غني ولا يحتاج إلى شيء .. يسقط سؤالك تلقائيا ..

لكن سؤالك الآن يتضمن مفهوما مفاده أن الله لا يفعل شيئا إلا لاحتياجه إليه ...

هذا المفهوم الضمني جاء من أصل آخر فاسد ..

وهو قياس الخالق على المخلوق ..

فكأنك رأيت أن الإنسان لا يتحرك و لا يفعل إلا لحاجته ... فعممت هذا المبدأ على الخالق والمخلوق ... ومن هنا انطلقت سلسلة الأسئلة الفاسدة .. ونسيت بديهية لا تخفى على عاقل وهو أن الله لا ينبغي أن يشبه أحدا أو شيئا من خلقه ..

ومن ذلك صفة الاحتياج .. فكل مخلوق محتاج فقير .. والله غني عن العالمين ..

ولو انطلقت من هنا لما كنت تستشكل مسألة العبادة التي طرحتها ..

فالله عزيز .. فإن طلب من الناس العبادة فمن مقتضيات صفة العزة ... ثم لا تنس أنك نفسك مقهور ومملوك له .. وحتى سؤالك ذاك من خلقه وتقديره .. وعبادتك هي نفسها من خلقه وتقديره .. فلو عظمنا الرب من هذا المنطلق لأضحى سؤالك من غير معنى ...

ـ[محمد جميل حمامي]ــــــــ[30 - 12 - 07, 03:11 ص]ـ

أخي بن عفان ..

جزاك الله خيراً على الرابط و بارك الله فيك ..

ولكنه لم ياتي بجواب في الصميم ...

أخي الفاضل ابو عبد المعز ...

جزاك الله خيراً قاعدة نافعة جداً و مهمة أيضاً بارك الله فيك ...

ولكن هذه السؤال! أورده أحد الملاحدة ... و حرت جواباً ..

لكن لابد من ان يكون هنالك جواب على مثل هذا ..

و الله أعلم انه في هذه الحالة .. يجب أن نبدأ مع ذاك المحاور .. أن نقول له

تعال أولاً قبل كل هذا الكلام .. تعال ثبت وجود الرب ابتداءً .. فإن اثبتناه و نزهناه عن كل النقائص

فعلاً سيظهر السؤال دونما معنى ..

ولعل في جعبة الإخوة فوائد أخرى كما عودونا ... وبارك الله فيكم

ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[30 - 12 - 07, 04:40 ص]ـ

مكمن السفسطة هنا التفريق في معنى الاحتياج بين الافتقار و الحب فالله يحب أن نعبده و ان نحبه و لكنه لا يحتاج و لا يفتقر الى عبادتنا فان لم نحبه أو نعبده لم يكن لينقص في ملكه شيء كما ان الآباء يحبون ان يطيعهم و ان يحبهم أبناءهم و ان لم يطيعوهم لم يكن ذلك لينقص من وجودهم و املاكهم و ثرواتهم شيئا كون هذه الطاعة ليست لا علة سابقة و لا غائية لوجود الآباء ... مع ملاحظة الفرق الكبير في هذه المسألة و الذي ان لم يبصره المرء صعب عليه رؤية باقي الفروق و هو أنه لا علة لا فتقار المخلوقات غير نفس ماهيتها و عين آنيتها و حقيقتها كما أنه لا علة لغنى خالقها غير نفس ذاته و عين حقيقته ففقرها و غناه وصف ذاتي لا يحتاج الى علة خارجية ... فأفضل حل مع هذا الملحد -خاصة ان كان مسفسطا معاندا لا مستبصرا- أن تستفسره عما يقصد بالحاجة؟ هل هي الحاجة الى شيء خارج عن ذواتنا او ماهيتنا كحاجتنا الى الطعام و الشراب و الرزق؟؟ أم هي الحاجة الى شيء في ذواتنا و من صلب ماهيتنا ك"حاجتنا" ان نحب و نبدع .... ؟؟ فالله قد أتبث في كتابه غناه عن شيء خارج ذاته و نفسه من طعام و شراب و رزق .. و لم ينف ابدا ما قد يدل على حاجته لشيء من نفسه أو ذاته .... فان تحري هذا التفصيل توضحت الرؤية كما قال شيخ الاسلام " فإذا حصل الاستفسار والتفصيل ظهر الهدى وبان السبيل وقد قيل أكثر اختلاف العقلاء من جهة اشتراك الأسماء وأمثالها مما كثر فيه تنازع الناس بالنفي والإثبات إذا فصل فيها الخطاب ظهر الخطأ من الصواب. والواجب على الخلق أن ما أثبته الكتاب والسنة أثبتوه وما نفاه الكتاب والسنة نفوه وما لم ينطق به الكتاب والسنة لا بنفي ولا إثبات استفصلوا فيه قول القائل؛ فمن أثبت ما أثبته الله ورسوله فقد أصاب ومن نفى ما نفاه الله ورسوله فقد أصاب ومن أثبت ما نفاه الله أو نفى ما أثبته الله فقد لبس دين الحق بالباطل فيجب أن يفصل ما في كلامه من حق وباطل فيتبع الحق ويترك الباطل وكلما خالف الكتاب والسنة فإنه مخالف أيضا لصريح المعقول فإن العقل الصريح لا يخالف النقل الصحيح كما أن المنقول عن الأنبياء عليهم السلام لا يخالف بعضه بعضا ولكن كثير من الناس يظن تناقض ذلك وهؤلاء من الذين اختلفوا في الكتاب {وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد} ونسأل الله أن يهدينا الصراط المستقيم صراط الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا "

و الله أعلم بالحال و المآل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير