[نظرات في كتاب "الإيمان بين غلو الخوارج وتفريط المرجئة"]
ـ[الرايه]ــــــــ[23 - 01 - 08, 12:34 ص]ـ
[نظرات في كتاب "الإيمان بين غلو الخوارج وتفريط المرجئة"]
د. عبدالعزيز آل عبداللطيف
12/ 1/1429
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
بعد الاطلاع على كتاب (الإيمان بين غلو الخوارج وتفريط المرجئة) لمؤلفه عدنان عبد القادر، فيمكن إيراد الملحوظات والمآخذ على هذا الكتاب على النحو التالي:
أ- الملحوظات على سبيل الإجمال: 1 -
عمد الكاتب إلى كلام ابن تيمية - رحمه الله - ففرّقه وبدّده بما يتوافق مع العناوين التي اختارها الكاتب، وقد أوقعه ذلك في بتر النصوص دون الالتفات إلى سياقها.
2 - قرر المؤلف " نجاة من لم يعمل خيراً قط من المسلمين "، وأن عمل الجوارح ليس شرطاً في صحة الإيمان، وأن من ترك عمل الجوارح بالكلية لا يكفر.
3 - تضمن الكتاب مآخذ علمية متعددة، وعبارات موهمة ملّبسة.
4 - حوى الكتاب عدة نقول عن ابن تيمية تناقض تقريرات الكاتب!
ب- الملحوظات على سبيل التفصيل:
1 - ص9: ما نقله الكاتب وعزاه إلى الإمام أحمد، إنما هو من كلام أبي جعفر محمد بن علي الباقر - انظر المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة جمع عبد الإله الأحمدي 1/ 110 - .
2 - ص9: أورد الكاتب هذا العنوان " أصل الإيمان في القلب فقط من نقضه كفر " وهذا لا يتفق - تماماً - مع النص المنسوب لابن تيمية (الفتاوى 7/ 637)، مع أن هذا النص يحتاج إلى مزيد توثيق لابن تيمية، فقد جاء في مطلع الصفحة (7/ 637): " كما فسره شيخ الإسلام .. " والله أعلم.
3 - ص9: ما حكاه عن ابن تيمية " وأما الإيمان فأصله تصديق وإقرار ... إلخ " فقد ساقه ابن تيمية في تقرير الفرق بين الإسلام والإيمان عند الاقتران.
4 - ص9: ساق الكاتب كلام ابن تيمية: " فأصل الإيمان في القلب .. " لكنه لم يستكمله! وتمام كلام ابن تيمية: " وما كان في القلب فلابد أن يظهر موجبه ومقتضاه على الجوارح، وإذا لم يعمل بموجبه ومقتضاه دلّ على عدمه أو ضعفه. " الفتاوى 64417.
5 - ص9: ساق الكاتب كلام ابن تيمية:- " فإن الإيمان أصله معرفة القلب .. " لكن لم يورد تمام هذا الكلام، وتمامه: " والعمل تابع لهذا العلم والتصديق ملازم له ولا يكون العبد مؤمناً إلا بهما " الفتاوى 7/ 377.
6 - ص11: دعواه " أن موسى - عليه السلام - لما ألقى الألواح لم يكن نابعاً عن قلب موسى، ولو كان قاصداً لكان أعظم ممن يلقي المصحف " ولا يخفى ما في هذه العبارة من رعونة ومزيد تفريط في هذا الباب، وتوثب على المكفرات بحجة عدم القصد وأن ذلك ليس نابعاً عن قلب"!.
7 - ص11: احتجاجه بمقالة حمزة - رضي الله عنه - للنبي - صلى الله عليه وسلم -: " هل أنتم إلا عبيداً آبائي " على أن " النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يؤاخذ حمزة لأنه لم يصدر عن قلبه." وقد قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - عن مقولة حمزة - رضي الله عنه -: " قيل أراد أن أباه عبد المطلب جد للنبي صلى الله عليه وسلم ولعلي أيضاً، والجد يدعى سيداً، وحاصله أن حمزة أراد الافتخار عليهم بأنه أقرب إلى عبد المطلب منهم " الفتح 6/ 201.
وأمر آخر أن مقولة حمزة بل تحريم الخمر، ولذلك لم يؤاخذ النبي صلى الله عليه وسلم حمزة بقوله، كما حرره الحافظ ابن حجر في الفتح (6/ 201).
8 - ص17: عنون الكاتب: " عمل الجوارح ركن واجب للإيمان وليس شرطاً له " وساق كلام ابن القيم في " عدة الصابرين "، وحذا ما يعكر تقريره .. والمحذوف من كلام ابن القيمة _رحمه الله- مما يناقض مقصود الكاتب:- " وكذلك من عرف بقلبه وأقر بلسانه لم يكن بمجرد ذلك مؤمناً حتى يأتي بعمل القلب من الحب والبغض والموالاة والمعاداة، فيحب الله ورسوله، ويوالي أولياء الله ويعادي أعداءه، ويستسلم بقلبه لله وحده، وينقاد لمتابعة رسوله وطاعته والتزام شريعته ظاهراً وباطناً، وإذا فعل ذلك لم يكف في كمال إيمانه حتى يفعل ما أمر به " ص 89 (الباب التاسع عشر)؟
9 - ص17: قول الكاتب:- " فإذا ترك عمل الجوارح خرج من الإيمان، ولكن لا يقتضي عدم انتفاعه بأصل الإيمان والشهادتين بل ينتفع بها .. "!
¥