تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حاجة الله]

ـ[حجر]ــــــــ[04 - 02 - 08, 07:45 ص]ـ

وردت هذه الإضافة في بعض الأحاديث والآثار كما في سنن الترمذي ج5/ص626 وأبي داود وغيرهما (إن عثمان في حاجة الله وحاجة رسوله)

وفي حلية الأولياء ج2/ص154 عن الحسن أن شابا مر به وعليه بردة له فدعاه فقال إيه ابن آدم معجب بشبابه معجب بجماله معجب بثيابه كأن القبر قد وارى بدنك وكأنك قد لاقيت عملك فداو قلبك فإن حاجة الله إلى عباده صلاح قلوبهم

وفي مرآة الجنان ج1/ص337 أن عمرو بن عبيد قال للمنصور: تكتب اليهم في حاجة نفسك فينفذونها وتكتب اليهم في حاجة الله فلا تنفذ

وفي الإمامة والسياسة ج2/ص282

من قول بعضهم: من كان في حاجة الله كان الله في حاجته

ولا شك أن الحاجة بمعنى الاحتياج والافتقار ليست مرادة في هذه الإضافة، وأن المقصود بالحاجة هنا الطلبة والمأربة، أي الأمر المقصود والمراد، كما في قوله تعالى: {إلا حاجة في نفس يعقوب}، لكن يبقى السؤال: هل هذا المعنى متأول أم هو ضمن مدلول اللفظ بالأساس، بمعنى هل الممتنع على الرب جل وعلا الذي هو الاحتياج هو الأصل في دلالة لفظ الحاجة ثم اندفع بالإضافة إلى الغني سبحانه إلى معنى المراد والمقصود، فيكون نظيرا لقوله تعالى: {إن تنصروا الله ينصركم}، أم أن لفظ الحاجة أعم مما يلازم الاحتياج إلى الغير؟ هذا الثاني هو الذي يبدو لي، وقد قال شيخ الإسلام كما في شرح العمدة ج2/ص73 وهو يتكلم عن الحج: (ومنه في الاشتقاق الأكبر الحاجة و [هي] ما يقصد ويطلب للمنفعة به سواء قصده القاصد لمصلحته أو لمصلحة غيره ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) وقوله (في حاجة الله وحاجة رسوله)

والله أعلم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير