ـ[محمد براء]ــــــــ[01 - 09 - 08, 03:44 م]ـ
بارك الله فيكم
لكن هذا لا يمنع أن تكون اللغة بدأت بالوضع .. بغض النظر عن الواضع ..
فلو قلنا: إنها بدأت بالوضع وواضعها هو الله تبارك وتعالى فما هو المحذور؟.
والأصوليون عندما يذكرون هذه المسألة، يقولون: إنه لا ثمرة لها.
قال ابن قدامة رحمه الله تعالى: " أما الواقع منها فلا مطمع في معرفته يقينًا؛ إذ لم يرد به نص، ولا مجال للعقل والبرهان في معرفته.
ثم هذا أمر لا يرتبط به تعبد عملي، ولا ترهق إلى اعتقاده حاجة.
فالخوض فيه فضول، فلا حاجة إلى التطويل ".
وقال ابن عاصم في المرتقى:
وَمَبْدَأُ الُّلغَةِ قِيْلَ عِلْمُ ... وَقِيْلَ وَضْعٌ وَاسْتَقَرَّ الْفَهْمُ
وَبَعْضُهُمْ مَذْهَبُهُ التَّوْقِيْفُ .. في قَدْرِ مَا يَكْفِيْ بِهِ التَّعْرِيْفُ
ثُمَّ الْجَمِيْعُ مُمْكِنُ الْوُقُوْعِ ....... وَالْخُلْفُ لاَ يُثْمِرُ في الْفُرُوْعِ
ـ[محمد براء]ــــــــ[18 - 12 - 08, 10:42 م]ـ
وذلك القول الدهري الوثني يقيد البيان بالحسِّ , ويجعل القلب عبداً أسيراً للصور المحسوسة , لا يعقل شيئاً إلا أن يشبهه بتلك الصور , ويجعل الإنسان عاجزاً أن يتكلم عن شيء من الغيب إلا أن يشبهه بشيء من الشهادة , وأن يذكر الله إلا أن يشبهه بخلقه والبيان الذي علمه الله الإنسان أعظم وأعم من ذلك , والإنسان به يذكر الله وخلقه , ويتكلم عن الغيب والشهادة , ولا يشبه الله بخلقه ولا الغيب بالشهادة.
أرجو منكم مراجعة ما ذكره شارح الطحاوية عند قول الماتن: " ولا شيء يشبهه "، كقوله: " وَإِنْ كَانَتِ الْمَعَانِي الَّتِي يُرَادُ تَعْرِيفُهُ بِهَا لَيْسَتْ مِمَّا أَحَسَّهُ وَشَهِدَهُ بِعَيْنِهِ، وَلَا بِحَيْثُ صَارَ لَهُ مَعْقُولٌ كُلِّيٌّ يَتَنَاوَلُهَا حَتَّى يَفْهَمَ بِهِ الْمُرَادَ بِتِلْكَ الْأَلْفَاظِ، بَلْ هِيَ مِمَّا [لَا] يُدْرِكُهُ بِشَيْءٍ مِنْ حَوَاسِّهِ الْبَاطِنَةِ وَالظَّاهِرَةِ، فَلَا بُدَّ فِي تَعْرِيفِهِ مِنْ طَرِيقِ الْقِيَاسِ وَالتَّمْثِيلِ وَالِاعْتِبَارِ بِمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَعْقُولَاتِ الْأُمُورِ الَّتِي شَاهَدَهَا مِنَ التَّشَابُهِ وَالتَّنَاسُبِ، وَكُلَّمَا كَانَ التَّمْثِيلُ أَقْوَى، كَانَ الْبَيَانُ أَحْسَنَ، وَالْفَهْمُ أَكْمَلَ ".
فهل هناك تقارب بين تلك الفكرة الوثنية وهذه؟!!.