ـ[المقدادي]ــــــــ[01 - 02 - 08, 02:15 ص]ـ
أخي الفاضل محمد البيلي:
راجع هذا الرابط:
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=85773&highlight=%C7%E1%CC%E1%E6%D3
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[01 - 02 - 08, 02:45 ص]ـ
• التصريح باستوائه على العرش
• الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
• من درس: الأسماء والصفات (الحلقة التاسعة عشرة)
قال المصنف: [العاشر: التصريح بالاستواء مقروناً بأداة (على) مختصاً بالعرش، الذي هو أعلى المخلوقات، مصاحباً في الأكثر لأداة (ثم) الدالة على الترتيب والمهلة].
نجد هذا في قوله تعالى: ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ [الأعراف:54].
والاستواء ورد في سبعة مواضع، منها ما ذكره المصنف ومثلنا له، ومنها قوله تعالى: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5].
وهذه الآية مثلاً لا تقبل التأويل بأي شكل من الأشكال؛ لأن (على) تدل على الفوقية، وهذا هو الأصل في دلالتها، والعرش باتفاق المسلمين أكبر المخلوقات وأعظمها، وهو فوقها، حتى أنك تجد الأشعرية المؤوّلة وأهل البدع لا يخالفوننا في أن العرش فوق كل المخلوقات، فقد قالوا: إن الفطر كلها تتجه العلو فهم يقرون أن العرش فوق المخلوقات، لكنهم يقولون: إن الخلق يتوجهون في دعائهم إلى العرش؛ لأن العرش قبلة الدعاء، مع أنه لا أحد من الذين يدعون الله عز وجل خطر على باله أن يتجه إلى الأعلى، لأن العرش قد جعله الله قبلة الدعاء، بل هم يتوجهون إلى الله ويدعونه سبحانه وتعالى، وبعضهم لا يدري أين هو العرش، لكنه يتوجه إلى الأعلى لاعتقاده بالفطرة أن الله عز وجل في العلو.
قوله تعالى: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5] فابتدأ بقوله: (الرحمن)، فالذي استوى هو الرحمن، فلم يقل: ملكه ولا سلطانه ولا عذابه ولا ملائكته سبحانه وتعالى، الرحمن الذي من يكفر به فهو ككفار قريش حين قالوا: وما الرحمن؟! أي: لا وجود للرحمن أصلاً، ثم قال: (على) وهذا الحرف أصل دلالته أصل دلالته في اللغة العربية: العلو والفوقية، ثم قال: (العرش) وهو المخلوق الذي يتفق كل من يؤمن به على أنه فوق المخلوقات، ثم قال: (استوى) والاستواء في كلام العرب معروف لا يجهله أحد منهم، وهو العلو والارتفاع والصعود .. إلى آخر ما تعرفه العرب، وقد ذكره الله سبحانه وتعالى في شأن الدواب وغيرها إذا استوى عليها الإنسان، فالاستواء معروف؛ فالآية بهذا اللفظ لا يمكن أن تؤول، فإذا أراد المؤول أن يؤوِّلها فلابد أن يؤول كلمة الرحمن، فيقول: معنى (الرحمن) هنا: الملك (جبريل أو غيره) وهذا باطل واضح البطلان، ويؤول (على) فيقول: لا داخل ولا خارج، ولا فوق ولا تحت، ويؤول العرش، ويؤول (استوى) بأنه استولى، وهذا كلام في غاية البطلان، وهذا يدل على أن قول المنكرين لعلو الله واستوائه على عرشه في غاية الفساد والبطلان.
ومن عجائب هذا القرآن التي يدركها من تفكر وتدبر وتأمل فيه: أن العلو لما كان ثابتاً بالفطرة، جاءت الأدلة فيه عامة: بأسماء الله المتضمنة للعو كقوله تعالى:: وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة:255] وبتخصيص الصعود إليه؛ كقوله تعالى: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ [فاطر:10] وهي أدلة عامة، وأما الاستواء فلأنه لا يدرك إلا بالنص، فقد جاء مؤكداً بما لا يحتمل غيره.
ولذلك نجدهم يقولون في العلو: علو القدر وعلو المكانة، أما في الاستواء فلا يمكن أن يقولوا: استواء مكانة واستواء قَدْر، فقد جاء الدليل في الشيء الأخص -الذي لا تدركه العقول ولا يثبت إلا بالنص- قطعي الدلالة.
وكل ما ورد في الاستواء أو في العلو هو بين الدلالة، ولكنه في إثبات الاستواء آكد وأوضح.
ثم قال: "مصاحباً في الأكثر لأداة (ثم) الدالة على الترتيب والمهلة" وذلك كقوله تعالى: ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ [الأعراف:54] ثم: حرف عطف يفيد الترتيب، ويدل على أن الفعل وقع بعد أن لم يكن، فإذا قلنا مثلاً: دخل زيد ثم خرج، فالخروج وقع بعد الدخول، فالله تعالى خلق السماوات والأرض، ثم استوى على العرش، فاستوى على العرش بعد خلق السماوات والأرض، فهل يقال: إن المقصود بالاستواء استواء عذابه أو استواء ملكه أو سلطانه؟! كلا! بل هو استواؤه بذاته سبحانه وتعالى، و (على) لا تحتمل (تحت) ولا غيرها، والعرش لا يحتمل غير هذا المخلوق.
فالحرف (ثم) مع الفعل والفاعل، ومع أداة الفوقية (على)، ومع العرش المجرور بأداة الفوقية (على)؛ لا يمكن أن يحتمل غير استوائه -جل وعلا- على العرش بذاته، وكل هذا مما ينفي تأويل المؤولين، ويدل دلالة قطعية على أنه سبحانه وتعالى استوى كما يليق بجلاله سبحانه وتعالى، فتثبت له هذه الصفة ويبطل كل ما عدا ذلك.