تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عبادته لكن الله سبحانه وتعالى رحمة بهم يريهم بعض الشد وبعض الطمأنينة من أجل أن يبقى العبد مشدوداً إلى الله عز وجل، كي يعبدوه رغباً ورهباً "

قال الحلاج: " ليس في الجبة إلا الله " – (أي الكون بما فيه كله هو الله – إبراهيم) - فأعدموه ومعهم الحق أن يعدموه لأن هذا الكلام في ظاهره زندقة أما هو فيقصد بأن الله هو الحي القيوم وكل شيء يقوم به وهذا معنى دقيق جداً لا يفهمه عامة الناس لذلك دفع حياته ثمن هذه الإشراقة: (هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوي علي العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير))!!!!

قلت: لا أعلم ما علاقة الآية الكريمة بعقيدة النابلسي! ولا أعرف كيف يفسر الآيات كيفما اتفقت مع هواه وعقيدته الاشراقية الاشراكية!

ولكني أعرف أن الرجل حرّف وزور تفسير حديث الرسول (أتريدون أن يكذب الله ورسوله خاطبوا الناس بما يفهمون) فجعل معنى الحديث: كتم سر الإشراق والرؤى الصوفية عن الناس! وهو ما ينطبق على الحديث الثاني أيضا.

أخي القارئ! كتم السر رأس من رؤوس العقيدة عندهم!

فقد قال الجنيد أحد كبار الصوفية: (الصوفية أهل بيت واحد لا يدخل فيه غيرهم)!

و الإسلام هو الدين الوحيد من بين أديان العالم الذي لا أسرار فيه ولا كتمان اشراقات العارفين!

أما ردنا على تفسيره لأقوال الحلاج، فنرد عليه مما قاله الحلاج في ديوانه:

كفرت بدين الله والكفر واجب علي وعند المسلمين قبيح!

ولنلاحظ قول النابلسي: (قال أحد العارفين بالله في ساعات إشراقاته العالية) أي الجذبة!

وقوله: (قال الحلاج: " ليس في الجبة إلا الله ") وقوله: (قال الغزالي) من قبل ....

فعلماء النابلسي هم الواصلين العارفين بدين الإشراق وعقيدة الصوفية ومذهب الإشراك! ودفاعه عن الحلاج واضح لا جدال فيه من خلال كلماته المنقولة.

ثم يتابع النابلسي: (فليس المعية معية اتحاد بل معية وجود، فهذا الذي قاله الشيخ محي الدين بن عربي عن وحدة الوجود شيء دقيق جداً فلا يجوز أن يكون هذا الكلام في متناول العامة، والإنسان الحكيميتكلم ما يفهم عامة الناس.)!

أخي القارئ! هذه الكلمات تدل وبوضوح على أن النابلسي يؤمن بعقيدة محي الدين ابن عربي والتي هي عقيدة (وحدة الوجود) والتي تعني: كل ما في الكون هو الله! والقرآن يجعل من يؤمن بهذه العقيدة كافرا، قال تعالى: (وجعلوا له من عباده جزءا إن الإنسان لكفور مبين).

ويرفض النابلسي عقيدة الاتحاد مع الله – تعالى ربي – أو ما يسمى أحيانا بالحلول والاتحاد ومعناها أن يحل الله بشئ من خلقة، كعقيدة متصوفة النصارى الذين يرون أن الله حل بالمسيح أو بأُمه البتول الطاهرة.

أما معنى قوله (المعية) فهي معية الانسان بربه أي جعلهما شيئا واحدا!

ثم يقول النابلسي متابعا: (والحقيقة: هذه الرؤية الرفيعة ليست عقيدة تصلح للنشر لأنه ليس لها براهين، فلو أن إنساناً رأى في يقظته شيئاً لا يصدق، مثلاً رسول الله رأى من آيات ربه الكبرى فكذبه قومه في الإسراء والمعراج، فيقولون في أنفسهم كيف تجاوزتهذه المسافات الشاسعة وانتقلت إلى بيت المقدس ثم عرجت إلى السماء ورأيت أهل الجنة وأهل النار ورأيت الملائكة والنبيين واحداً واحداً وكلمتهم)!!

أخي القارئ! كيف تكون الرؤية حقيقةً ... ثم ليس لها براهين؟؟؟!!!!

لاحظ التفسير الصوفي وعقلية الجذبة والإشراق والمعية والطيران والكشف وجبل قاف .... لقصة الإسراء والمعراج! لقد جعل النابلسي مثال الإسراء والمعراج دليلا على أنه لا يجوز أن يقال سر الجذبة والإشراق للعامة لأنهم لن يفهمون ما تقول!!

مع أن الآيات كانت واضحة تنبئ عن الإسراء والمعراج! والطريف أن النابلسي يسرد آيات الإسراء والمعراج ثم يقول عنها: (رؤية خاصة غير عامة)! أي أن الإسراء والمعراج رؤية اشراقية كشفية خاصة بالرسول فيقولها ولا يكتمها! ولا يجوز للعارفين ممن اتبع مذهبة أن يكشف عن رؤيته الاشراقية!

يقول النابلسي في درسه الثامن عشر ما نصه: (فهذا الاسم كما قال علماء التوحيد عَلَمٌ على الذات، أو عَلَمٌ على واجب الوجودوأن أعظم الأسماء هي قولنا [الله] واحتج القائلون بأن كلمة [الله] هي اسم [الله] الأعظم)!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير