تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الأصل قد تكون أحياناً شدة عند الحاجة.

قال الإمام عبدالعزيز بن باز ـ رحمه الله تعالى ـ في " مجموع فتاوى ومقالات متنوعة " (3/ 302ـ 303):

" ولا شك أن الشريعة الإسلامية الكاملة جاءت بالتحذير من الغلو في الدين، وأمرت بالدعوة إلى سبيل الحق بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، ولكنها لم تهمل جانب الغلظة والشدة في محلها حيث لا ينفع اللين والجدال بالتي هي أحسن كما قال سبحانه: (ياأيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم) وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن الله مع المتقين) وقال تعالى: (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم ... ) أما إذا لم ينفع واستمر الظلم أو الكفر أو الفسق في عمله ولم يبال بالواعظ والناصح، فإن الواجب الأخذ على يديه ومعاملته بالشدة وإجراء ما يستحقه من إقامة حد أو تعزير أو تهديد أو توبيخ حتى يقف عند حدّه وينزجر عن باطله " أ. ه.

* قال مبارك: اعلم أن " الأخذ بظاهر النص فرضٌ لازِم، لا يجوز العدولُ عنه إلا بنصٍّ ثابتٍ عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، أو بقرينةٍ احتملها النَّصُّ، وهذا هو الذي عليه العمل عند أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والوقائع في وقوفهم عند ظَواهر النصوص لا تدخلُ تحت الحصر، وهو المنهجُ الذي جرى عليه أَتْبَاعُهُم ن وذمُّوا من يعدِلُ عن الظاهر بغير دليلٍ، وهو الذي أطلقوا عليه عبارةَ: " التأويل الفاسد " وغَلَّطوا من يصرف النصوص عن ظاهرها في الأصول والفروع، كما أن هذا هو المذهب المقرَّرُ عند عامة ِ أهل الأصول إلّا من شذَّ لبِدْعَةٍ " (1).

والجمود المذموم هو: عدم مجاوزة لفظه الظاهر إلى معنى آخر غير المتبادر، ولو كان هذا المعنى مما يدل عليه (نص) أو (إجماع متيقن) أو (ضرورة حس).

ويدلك على أن في الظاهر عصمة أن الافتيات على الظاهر يجر حماقات.

ففي حديث ابن عمر: فلما كان بعد غروب الشفق نزل فصلى المغرب.

لقد قال بعض الفقهاء: إنما أراد (قبل؟؟) غروب الشفق فقال: بعد غروب الشفق على المقاربة.

قال مبارك: إن شواذ بعض أهل الظاهر في بعض الحرفيات أهون خطراً من هذا الشغب في الشرع وكلا الأمرين لا خير فيهما.

* الواقع الذي ألمسه وألاحظه أن هذه الحرب الشعواء على أهل الظاهر في الحقيقة هي على الدعوة السلفية المباركة التي أحياها في هذا العصر شيخنا الإمام الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ أما من أرسى دعائمها وأقام جذورها هو رسول الهدى محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. لذا نجد من الصعب على أحدهم أن يتكلم على السلفية أو يسخر منها أو يتكلم في أعلامها المعاصرين مع العلم أن الأمثلة التي ذكرت كلها تصب على السلفيين، والكلام المسطر هاهنا نجده في كتب الدكتور القرضاوي مثل كتاب " الصحوة الإسلامية بين التطرف والجمود "، ومثل كتاب " المرجعية العُليا في الإسلام للقرآن والسنة " وفي هذين الكتابين يردد " الظاهرية الجدد " و " الحرفية " و " التعامل مع النصوص ... " والأمثلة التي يذكرها يقول بها من ينتسب للسلفيين بل صرح باسم الألباني أكثر من مرة.

ـ[الدرعمى]ــــــــ[19 - 08 - 04, 06:21 م]ـ

الشيخ مبارك لا تعليق لى على ما أوردته هنا ولكن ليس من حقك ولا من حق الظاهرية احتكار مذهب السلف.

ـ[مبارك]ــــــــ[19 - 08 - 04, 07:15 م]ـ

السلفية هي حزب الله حقاً وهي التي تمثل الإسلام الصافي الذي كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه،السلفية هي الفرقة الناجية والطائفة المنصورة، وهي ليست حزباً من الأحزاب التي تسمى الآن أحزاباً وإنما هي جماعة، جماعة على السنة وعلى الدين.

واعلم أخي الكريم أن الأئمة عندنا هم أؤلئك العلماء الأتقياء، والمخلصون الورعون، الذين نصحوا تلامذتهم باتباع الكتاب والسنة، وترك كل قولٍ من أقوالهم إذا وجدوه معارضاً شيئاً فيهما، والضرب به عُرْضَ الحائط. إنهم ثُلَّةٌ من الأولين وقليل من الآخرين: إنهم أبو حينفة والأوزاعي والثوري والليث ومالك وابن عيينة والشافعي وأحمد وإسحاق وداود وابن جرير، وابن نصر المروزي والبخاري وابن حزم وابن عبدالبر، وابن عبدالسلام والنووي، وابن دقيق العيد، وابن تيمية وابن القيم وابن كثير والذهبي وابن حجر، وابن الوزير والصنعاني والشوكاني وأمثالهم رضوان الله تعالى عليهم، ورحمته وبركاته على أرواحهم الطاهرة المطهرة.

هؤلاء هم أئمتُنا الذين نُباهي بهم الدنيا، ونفاخر بهم العالَم، فهنيئاً لنا بهم، ووفقنا الله تعالى لا تباع سبيلهم، والسير على دربهم.

أما أولئك المتأخرون الجامدون المتعصبون، الذين جعلوا المذهب أساساً وأصلاً، والكتاب والسنة تَبَعاً وفرعاً، إنهم الذين قال قائلهم: كل آية تخالف مذهبنا فهي مؤولة أو منسوخة، وكل حديث كذلك فهو مؤول أيضاً أو منسوخ، إنهم أمثال الكرخي والباجوري والشُّرُنْبُلي وحمادة، ومن سار على طريقتهم، واقتفى أثرهم ـ فهم بعيدون البُعْدَ كُلَّه عمَّن ينتسبون إليهم من الأئمة رحمهم الله.

لذا سنستمر في تمجيد أئمتنا والإشادة بذكرهم، والدعوة إلى منهجهم، وليستمرَّ المقلدون في تمجيد أئمتهم والدفاع عنهم، والإطناب في ذكرهم.

فحَسْبُكُمُ هذا التَّفاوتُ بيننا ... فكُلُّ إناءٍ بالذي فيه ينْضَحُ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير