تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[26 - 02 - 05, 12:17 ص]ـ

قال المصنف رحمه الله:

بسم الله الرحمن الرحيم

أحمد الله على إحسانه و إفضاله كما ينبغى لكرم وجهه وعز جلاله وأصلى وأسلم على نبيه المكمل بإرساله المؤيد في أقواله وأفعاله وعلى جميع صحبه وآله.

هذه (قواعد الأصول ومعاقد الفصول) من كتابي المسمى بتحقيق الأمل مجردة عن الدلائل من غير إخلال بشئ من المسائل تذكرة للطالب المستبين وتبصرة للطالب المستعين وبالله أستعين وعليه اتوكل وحسبي ونعم المعين.

أصول الفقه: معرفة دلائل الفقة اجمالا، وكيفية الاستفادة منها وحال المستفيد، وهو المجتهد.

والفقه لغة: الفهم.

واصطلاحا: معرفة أحكام الشرع المتعلقة بأفعال العباد.

والأصل: مايبنى عليه غيره فأصول الفقه أدلته التى يبنى عليها.

والغرض منه: معرفة كيفية اقتباس الاحكام (من) و الأدلة وحال المقتبس وذلك ثلاثة أبواب:


قال رحمه الله: (هذه قواعد الأصول ومعاقد الفصول من كتابي المسمى بتحقيق الأمل) وهذا من لطيف عبارة الشيخ - رحمه الله - حيث أنه جعل أسم الكتاب بمعنى الوصف له، في إشارة الى ان هذا الكتاب هو قواعد الأصول من كتابه - تحقيق الأمل - ومعاقد فصوله، فجعل الأسم لقبا على الكتاب ووصف له.

(مجردة عن الدلائل من غير إخلال بشئ من المسائل) بين فيه نهجه وسبيله في هذا الكتاب وهو ان يجعله مجردا عن الدلائل ثم بين العلة في هذا الفعل بقوله: (تذكرة للطالب المستبين وتبصرة للطالب المستعين) أي تذكرة للطالب المتقدم المستبين المنتهي و بداية وتبصرة للطالب المبتدي المستعين.

وهذه وظيفة المختصرات:

1 - ان تكون أول ما يدرس الطالب المبتدي لانه يعسر عليه الخوض في الطوال من التصانيف لتشعب مسائلها وكثرة استطراداتها والمبتدي في غالب حاله جاهل بأصل المسائل غير متصور لمواطن النزاع فيها فيحتاج الى مختصر يجنبه شقائق الاختلاف ومواطن النزاع، ويعرض له أصول العلم ومجامعه.

2 - تذكرة للطالب المنتهى يراجع فيها ضبطه ويكمل فهمه فأن المسائل اذا تشعبت شتت الذهن وشغلت القلب فيراجع المختصر تذكرة وربطا للاصول مع ما حصل من المسائل فيكون كالتكميل والترسيخ لما في ذهنه من المسائل.

(أصول الفقه: معرفة دلائل الفقة اجمالا، وكيفية الاستفادة منها وحال المستفيد، وهو المجتهد).

ابتدء بتعريف هذا الفن ومعنى هذا العلم حتى يكون الطالب على بصيرة بما يطلب ومعرفة لمعنى ما يدرس ويحفظ.

جرى غالب أهل الأصول على ذكر نوعين من تعريف علم الأصول:

الاول: أن يعرفوه باعتباره مركب من جزئين: (أصول) و (فقه) فيذكروا معنى الأصول وهي أصل الشئ كأصل الشجرة وأصل النسب، ثم يذكروا معنى الفقه على الاصطلاح (كما سيأتي).

الثاني:أن يعرّفوه بأعتباره (لقبا) و - علَماً - على هذا العلم.

ثم بدأ تعريف (أصول الفقه) على انه علَم ولقب فعرفها باعتبارها مفردا وهذا التعريف هو الذي ينبغى للطالب ضبطه وفهمه في كل الحدود، لأنه انفع للطالب فالطالب محتاج الى معرفة معنى (أصول الفقه) اللقبي أكثر من معرفته لأفراد التركيب.

فلو قيل له ما (أصول النحو) وهو عالم بمعنى (أصول) و (نحو) لم يحصل له معرفة معنى اللقب بخصوصه عند أهل الفن، وأنما يحصل له تصور كلي تحصله من معرفة معنى (أصول) و (نحو).

ولذلك أكتفى بعض المصنفين في هذا الفن بذكر تعريف أصول الفقه باعتباره لقبا دون ذكر معنى أفراده على اعتبار استقلاله بكونه علما لاينظر الى أجزاءه ومن هؤلاء البيضاوي، ومن حججهم في ذلك ان مصطلح أصول الفقه لما صار علما على هذا الفن وجب تعريفه من هذه الجهة دون النظر الى أجزاءه باعتباره لفظ مفرد لايدل جزءه على جزء معناه، وهذا الاطلاق فيه نظر إذا لايتساوى المركب وان كان علما ولقبا مع اللفظ المفرد الذي لايدل جزءه على جزء معناه.

(معرفة دلائل الفقه إجمالا) قوله إجمالا يخرج الادلة التفصيلية لأن ادلة الاحكام على قسمين:

إجمالية و تفصيلية. أما التفصيلية فهي كقول الله تعالى: (أقيموا الصلاة)، وكقوله تعالى: (ولا تلقوا ايديكم الى التهلكة) وغيرها من الادلة التى تدل على أحكام خاصة (معينة).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير