ـ[أشرف بن محمد.]ــــــــ[16 - 03 - 05, 09:35 ص]ـ
6 - ولقَّب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (بأبي تراب) (2).
7 - وحمزة: بأسد الله، فعن يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن أبيه عن جده قال: قال صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده إنه مكتوب عند الله عزوجل في السماء السابعة حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله) وقال ابن هشام: قال صلى الله عليه وسلم: " جاءني جبريل فأخبرني أن حمزة بن عبد المطلب مكتوب في أهل السموات السبع أسد الله ورسوله " (3).
8 - وسمى قبيلتي الأوس والخزرج: الأنصار، فعن غيلان بن جرير قال: قلت لأنس: " أرأيت اسم الأنصار كنتم تسمون به أم سماكم الله؟ قال: بل سمانا الله " (4).
وقال ابن حجر: هو اسم سمى به النبي صلى الله عليه وسلم الأوس والخزرج وحلفائهم (5)
ثم انتقلت الألقاب إلى التابعين، فكان الحسن البصري يسمي محمد بن واسع: زين القراء (6).
وسفيان الثوري يدعو المعافى بن عمران: ياقوتة العلماء (7).
وعبد الله بن المبارك يلقب محمد بن يوسف الأصبهاني، عروس الزهاد، أو عروس العباد (8).
ولم يتلقب أحد من خلفاء بني أمية، ولكن لما صارت الخلافة إلى بني
(1) سمط النجوم العوالي: المكي 2/ 537، تاريخ مدينة دمشق 39/ 47.
(2) معرفة علوم الحديث: الحاكم النيسابوري 1/ 211.
(3) أخرجه الطبراني ورجاله رجال الصحيح (مجمع الزوائد 9/ 268).
(4) صحيح البخاري: كتاب مناقب الأنصار، باب مناقب الأنصار (3776) 4/ 221.
(5) فتح الباري: 7/ 110.
(6) الحلية: الأصفهاني، أبو نعيم 2/ 346.
(7) تذكرة الحفاظ: الذهبي 1/ 287.
(8) الحلية: 8/ 226.
ص288
العباس، وأخذت البيعة لإبراهيم بن محمد لقب بالإمام، وأصبح للألقاب شأن عظيم في الدولة.
ثم تلقب من بعدهم من وخلفائهم: محمد بن علي بالسفاح؛ لكثرة ما سفح من دماء بني أمية
واستقرت الألقاب جاريةً على خلفائهم – كذلك – إلى أن ولي الخلافة أبو إسحاق إبراهيم بن الرشيد – بعد أخيه المأمون – فتلقب بالمعتصم بالله، فكان أول من أضيف في لقبه من الخلفاء اسم الله.
وجرى الأمر على ذلك فيمن بعده من الخلفاء: كالواثق بالله، والمتوكل على الله، والطائع لله، والقائم بأمر الله، والناصر لدين الله، وما أشبه ذلك من الألقاب.
ثم وقع التلقيب بالإضافة إالى الدولة في أيام المكتفي بالله: فلقب المكتفي أبا الحسين بن القاسم بن عبيد الله وليَّ الدولة، وهو أول من لقب بالإضافة إلى الدولة.
وكان الكُتَّاب في أواخر الدولة الفاطمية إلى أثناء الدولة الأيوبية يُلقبون بالفاضل والرشيد والعماد، وما أشبه ذلك، ثم دخلوا في عموم التلقيب بالإضافة إلى الدين.
ففي أول القرن الخامس ظهرت الألقاب المضافة إلى الدين، وإن أول لقب حدث هو " علاء الدين " (1).
أما ملوك الطوائف بالأندلس فاقتسموا ألقاب الخلافة وتوزعوها لقوة استبدادهم عليها، بما كانوا من قبيلها وعصبيتها، فتلقبوا بالناصر والمنصور والمعتمد والمظفر وأمثالها، كما قال ابن أبي شرف ينعي عليهم:
مما يزهدني في أرض أندلسٍ أسماء معتمد فيها ومعتضدِ
ألقاب مملكةٍ في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخاً صورة الأسد (2).
(1) الجواهر والدرر: السخاوي 1/ 48.
(2) المقدمة: لابن خلدون ص229.
ص289
ولما جاءت دولة الموحدين لم تستمكن فيها الحضارة الداعية إلى انتحال الألقاب وتمييز الخطط وتعيينها بالأسماء (1)، وهكذا كان انتشار الألقاب واضمحلالها بين العصور الإسلامية المختلفة.
•قلة الألقاب في هذا العصر، وانتشار الألقاب الغربية:
وفي عصرنا -هذا- دخلت المنطقة العربية ألقاباً غريبة عن عاداتنا وتقاليدنا، يقول الشيخ بكر أبو زيد: " فواقعة الألقاب –إذاً- قديمة في أصل وجودها، واتساع دائرة التلقيب، وحديثه بحدوث بعض الألقاب وتجددها، وذلك بانتقال الغربي منها إلى الصعيد الشرقي؛ لكثافة عوامل الاتصال بين المشارق والمغارب، وسرعة تأثر بني جلدتنا بكل وافد غربي، حتى في ألفاظ مولدة تلوكها ألسنة الوافدين منهم، يقذفون بها في آذان المجتمع، فما تلبث تلكم الألفاظ المؤذية لأهل اللسان العربي –جملة وتفصيلاً، والمرفوضة من حيث المبدأ لدى حملة الشريعة المطهرة – أن تصبح سمة من السمات في درج الكلام شفاهاً أو تحريراً، فازدادت المحنة في هًجْنَة اللسان العربي، وطغت مولدات الغريب على لغة القرآن، فعظم العدوان على بنت عدنان (2)، وندر الآخذون بالثأر، الموقظون لأمتهم من تغريب اللسان، فاشتدت الأزمة وأصبح سراج الأمل يضيء إضاءة خافتة، تناكدها رياح الخوف واليأس، لتضافر عوامل التغريب في سائر مقومات الأمة الإسلامية: في بنيتها، وأخلاقها وخططها الإنمائية (3).
ويلاحظ في العقود الأخيرة قلة الألقاب أو انعدامها، فلم يبق في الأمر على ما كان عليه في الزمن الأول، حيث أن الألقاب كانت مشتهرة بين العلماء، وفي مختلف الفنون والتخصصات وكانت من مفاخر العرب التي تتوارثها وتحفظها ..
والسبب في قلة التلقيب أو انعدامه في هذا الزمان: هو دخول ألقاب غربية عن مجتمعاتنا وتقاليدنا العربية والإسلامية.
(1) المرجع السابق ص231.
(2) يعني بذلك اللغة العربية.
(3) تغريب الألقاب العلمية ص11.
ص290
من ذلك انتشار مصطلح: الدكتور، والأستاذ المساعد، أو المشارك، أو الأستاذ الدكتور –بروفيسور-، وغيرها من المصطلحات والألقاب الغربية التي حلت محل الشيخ أو الأستاذ، أو القاضي التي كانت تعبر عن السمت الإسلامي النقي من الشوائب والمعاني الدخيلة.
لذا وجد من العلماء من يدعو إلى تعريب طائفة من تلك المصطلحات الدخيلة، فمثلاً الليسانس يكون بديلها: العالِميَّة، والماجيستير: العالية، والدكتوراه: الأستاذية أو العالمية العالية، وهكذا (1).
يتبع
المطلب الخامس
أسباب ودواعي التلقيب
¥