ـ[أشرف بن محمد.]ــــــــ[17 - 03 - 05, 02:29 ص]ـ
المطلب الخامس
أسباب ودواعي التلقيب
لو تتبعنا الألقاب لوجدنا أن أسبابها ودواعيها متعددة ومتنوعة.
يقول ابن حجر " ... تنقسم الألقاب إلى أسماء وكنى، وأنساب إلى قبائل، وبلدان، ومواطن، وصنائع، وإلى صفات في الملقب " (2):
- فمنها: ما كان بسبب عاهة جسدية، أو عيب جسمي: كالأعشى والأحوص (4) ...
- أو صفة خلقية: كالأشعث (5) والعتاهية (6) والحجر ...
- وبعضها مما يدل على الاستخفاف، ويشير إلى الإستهانة بالملقب: كابن عاهة الدار، والحطيئة (7).
(1) تغريب الألقاب العلمية ص49 - 50
(2) نزهة الألباب في الألقاب 1/ 36.
(3) الأعشى: هو الذي لا يبصر بالليل، ويبصر بالنهار (مختار الصحاح: مادة عشى 1/ 183).
(4) الأحوص: الذي إحدى عينيه أصغر أو أضيق من الأخرى (لسان العرب: مادة حوص 7/ 18).
(5) الأشعث: وهو المغبر الرأس (مختار الصحاح: مادة شعث 1/ 143).
(6) العتاهية: من التعته وهو التنوق والمبالغة، وأبو العتاهية، لقب بذلك؛ لأنه متعتهاً بجارية للمهدي، واعتقل بسببها (لسان العرب: مادة عته 13/ 513).
(7) الحطيئة: الرجل القصير، وسمي الحطيئة لدمامته (لسان العرب: مادة حطأ 1/ 57).
ص291
- ومنها: ما ينم عن التعظيم كشيخ الإسلام، وشرف الدين ومحيي الدين.
- ومنها: من نسب إلى أمه: كابن أم مكتوم، وابن بحينة، والحارث البرصاء (1) ..
- وبعضها مشتق من حرفة الملقب ومهنته: كالبزاز (2) والماوردي (3) والحطاب (4) ..
- وطائفة أخرى من الألقاب اقترنت بحادثة أو قصة طريفة وقعت لصاحبها فارتبط لقبه بها (5): كتأبط شراً (6).
أقسام الألقاب:
بالنظر إلى أسباب ودواعي الألقاب يمكننا تقسيم الألقاب إلى ثلاثة أقسام:
1 - لقب تشريف: وهو اللقب الذي يقصد به تشريف صاحبه.
2 - لقب تعريف: والذي يقصد به تعريف صاحبه.
3 - لقب تسخيف: وهو الذي يراد به ضعة وتسخيف صاحبه.
ترتيب آخر للألقاب:
ورتب ابن حجر الألقاب في كتابه نزهة الألباب في الألقاب على ثلاثة أبواب:
الأول: في الألقاب بألفاظ الأسماء، وألحق به الصنائع والحرف كالبقال، والصفات كالأعمش (7).
الثاني: في الألقاب بألفظ الكنى.
(1) فتح المغيث: السخاوي 2/ 343.
(2) البزاز: بائع البَزّ –وهو الثياب- وحِرفته البزازة (لسان العرب: مادة حطب 1/ 322).
(3) الماوردي: وهو من يبيع ماء الورد.
(4) الحطاب: من يجمع الحطب (لسان العرب: مادة حطب 1/ 322)
(5) معجم ألقاب الشعراء ص7.
(6) يزعمون أن الغول تعرضت له فقتلها وأتى قومه يحمل رأسها متأبطاً له حتى أرسله بين أيديهم، فبذلك سُمي تأبط شراً (معجم ما استعجم 1/ 257).
(7) الأعمش: الفاسد العين الذي تغسق عيناه (لسان العرب: مادة غمش 6/ 320).
ص292
الثالث: في الألقاب بألفاظ الأنساب إلى القبائل والبلدان وغيرها (1).
فرع: ألقاب أصحاب البدع:
ولأصحاب البدع ألقاب وأسماء لا تشبه أسماء الصالحين ولا العلماء من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ومن أسمائهم المرجئة، ومو الذين يزعمون أن الإيمان قول، والأعمال شرائع.
والقدرية: وهم الذين يزعمون أن إليهم الاستطالة والمشيئة والقدرة، وأنهم يملكون لأنفسهم الخير والشر، والنفعىوالطاعة.
والمعتزلة: وهم يقولون قول القدرية، ويدينون بدينهم، ويُكذِّبون بعذاب القبر والشفاعة والحوض.
والرافضة: وهم الذين يتبرأون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، ويسبونهم وينتقصونهم.
وغيرها من ألقابهم (2).
يتبع
المطلب السادس
في حكم الألقاب
ـ[أشرف بن محمد.]ــــــــ[17 - 03 - 05, 11:41 ص]ـ
المطلب السادس
في حكم الألقاب
قسَّم الفقهاء الأحكام المتعلقة في التنابز بالألقاب إلى حرام ومكروه ومباح (3): وفيما يلي
تفصيل ذلك:
متى يكون اللقب محرماً؟:
- قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ} [الحجرات /11]
(1) نزهة الألباب في الألقاب 1/ 39.
¥