وفي تلك الفترة باسم أبي الوليد الباجي، فقد نصّب نفسه للدفاع عنه، ووقف في وجه ابن حزم الأندلسي، إذ كانت بين العالمين مناظرات حامية ومشهورة، الباجي على رأس المتعصبين للمذهب المالكي، وابن حزم على رأس المتعصبين للمذهب الظاهري، وقد ظل هذا التعصب الفقهي قائماً في الأندلس حتى أخذ نجمها يخبو، وبدأت مدنها تتساقط على يد الإسبان، حيث تفرق أبناء الشعب الأندلسي في الأقطار الإسلامية يتجرعون كاسات حسرتهم على فردوسهم الضائع، ويمنون النفس بالعودة إليه.
7 - مؤلفاته:
*الناسخ والمنسوخ.
*سنن الصالحين في الرقائق والزهد.
*كتاب التفسير (لم يتم).
*النصيحة لولده.
*شرح المدونة (لم يتم).
*المقتبس في علم مالك بن أنس (لم يتم).
*مسألة اختلاف الزوجين في الصداق.
*الانتصار لاعراض الائمة الاخيار.
*تهذيب الزاهر لابن الانباري.
*رسالة تحقيق المذهب.
*المهذب في اختصار المدونة.
*مسألة الجنائز.
*رفع الالتباس في صحة التعبد.
*مسح الرأس.
*غسل الرجلين.
*الاستيفاء شرح الموطأ.
*شرح حديث (البيّنة على المدعي واليمين المدعى عليه).
*اختصار كتاب مشكل الآثار لابي جعفر أحمد الطحاوي.
*منهاج الاحكام.
*الرد على رسائل راهب فرنسي.
*السراج في الخلاف أو السراج في عمل الحجاج في مسائل الخلاف (لم يتم).
8 - وفاته: توفي في التاسع عشر من رجب سنة 474هـ
ثانياً: مناظراته العلمية:
1 - تعريفها ودوافعها لدى الباجي:
المناظرة " تردد الكلام بين شخصين بقصد كل واحد منهما تصحيح قوله، وإبطال قول صاحبه مع رغبة كل منهما في ظهور الحق "، وموضوعات المناظرة أما أن تكون سياسية أو دينية أو لغوية أو أدبية، والمناظرة السياسية أقدم أنواع المناظرات التي وصلت إلينا، ولعل المناظرات التي تمت بين الإمام علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه- وأصحابه من طرف والذين خرجوا على سلطته الشرعية فسمّوا الخوارج لذلك من الطرف الآخر، في قضية التحكيم هي أولى المناظرات التي وصلت إلينا.
المناظرات لا تخرج عن قسمين هما:
أ- بين المؤدب والطالب.
ب- بين عالم وآخر.
الباجي اشتهر أمره مناظراً عندما كان عالماً.
أما بالنسبة لدوافعها، فهو الدفاع عن المذهب المالكي، والوقوف بحزم في وجه المذهب الظاهري، والحيلولة دون انتشاره في الأندلس، فأئمة المذهب الظاهري بإغلاقهم لبابي الاجتهاد والقياس وأخذهم بظاهر النص القرآني، والحديث النبوي الشريف، كأنهم أعلنوا حربا لا هوادة فيها ضد بقية المذاهب الفقهية السنية، التي تعتمد بالاضافة إلى النص القرآني والحديث النبوي، الاجتهاد والقياس في أحكامها الشرعية، من هنا نهض فقهاء كل مذهب للدفاع عنه، معتمدين أسلوب المناظرة، بما يتخللها من حجج وبراهين.
وكان حامل لواء المذهب الظاهري ورأس المدافعين عنه في القرن الخامس الهجري ابن حزم الأندلسي، الذي ألّف على هذا المذهب الكتب الطوال، وكان يتنقل بين المدن الأندلسية محاولا إقناع الناس بمذهبه، واحل بجزيرة ميورقة، فرأس بها، واتبعه أهلها، فلما وصل أبو الوليد الباجي الأندلس، كلّموه في ذلك، فرحل ألى ابن حزم، وناظره وابطل كلامه، فجرت له معه مجالس كانت سبب فضيحة ابن حزم وخروجه من ميورقة، وقد كان رأس أهلها ثم لم يزل أمره في سفال، هذه المناظرات أورد ابن حزم عددا منها في كتابة الاحكام في أصول الاحكام.
ورغب الباجي في تعليم علماء الاندلس سنن المناظرة اذ كانوا يتهيبون خوض غمارها، وفي هذا يقول: لما رأيت بعض أهل عصرنا عن سبل المناظرة ناكبين، وعن سنن المجادلة عادلين، خائضين فيما لم يبلغهم علمه، ولم يحصل لهم فهمه، مرتبكين ارتباك الطالب لأمر لا يدري تحقيقه، والقاصد الى نهج لا يهتدي طريقه. أزمعت على أن أجمع كتاباً في الجدل يشتمل على جمل أبوابه وفروع أقسامه وضروب أسئلته وأنواع أجوبته.
2 - أركانها وآدابها:
1 - الموضوع: والموضوع هو الفقه المالكي، فقد حاول الدفاع عنه ونشره في الوقت نفسه.
2 - طرفي المناظرة: مثّل الباجي الطرف الأول، أما الطرف الثاني فكان يمثله في الأندلس محمد بن حزم، وفي المشرق مجموعة من العلماء على المذهب الشيعي.
¥